رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قصة سيناء: الأرض المقدسة

282

 

فضلا على المكانة الكبيرة لسيناء – الأرض والمكان – فى التاريخ الإنسانى، حيث قُدر لها أن تكون مسرحا لأحداث تاريخية عظيمة؛ هناك أيضا المكانة الروحانية، الدينية، التى فضلها الله بها على سائر الأماكن، وباركها، حين جعلها شاهدة على معجزات إلهية خالدة، ورسالات سماوية جليلة. على أرض سيناء خطت أقدام العديد من الأنبياء العظام، إدريس وإبراهيم ولوط وإسماعيل ويعقوب ويوسف وشعيب والأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون وإليأس وأرميا ولقمان وعيسى، سلام الله عليهم أجمعين، سكنوها أو عبروها فى ترحالهم الدائم من الشرق إلى الغرب، لأداء رسالات السماء التى أمرهم الله بتبليغها للناس. وكانت مسرحا عظيما لأحداث إيمانية فارقة فى تاريخ البشر، حين تصارع فيها الإيمان والكفر، وترك الصراع آثارًا وذكريات خالدة، اقترنت بذكر سيناء وخلدتها الكتب السماوية، القرآن، والتوارة، والإنجيل، تجسد ظواهر كونية فريدة لم تحدث إلا على أرض سيناء التى شهدت تجلى الله لبشر هو نبيه موسى عليه السلام، وتكليمه لينال أشرف الألقاب (كليم الله)، ويحدث هذا على جبل فينال قداسة يقسم بها الله سبحانه مرتين فى القرآن الكريم: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ” وتسمى فى القرآن سورة باسمه (سورة الطور)، وهو ذاته الجبل الذى رفعه الله فوق رؤوس قوم موسى كأنه ظلة، وصعده موسى لميقات ربه أربعين يومًا وليلة، وفى صحراء سيناء أيضا تاه موسى وقومه 40 سنة، حتى توفاه الله، هو وأخاه هارون، وأختهما مريم سلام الله عليهم أجمعين، ودفنوا فى سيناء، ولحكمة إلهية، لم تعرف أماكن قبورهم على وجه التحديد، وفى سيناء ينبت نباتا طيبا: “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ”.. ما سبق وآيات أخرى عديدة فى القرآن الكريم ورد فيها ذكر سيناء باسمها أو جبلها. وفى السيرة النبوية رواية عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذى شم فى معراجه ريح طيبة صاعدة من الأرض، فسأل عنها صاحبه جبريل أمين الوحى، فأخبره أنها صاعدة من سيناء، وحكايات أخرى عديدة فى السيرة ترفع من شأن سيناء، وتعظم سيرتها فى قلوب وأفئدة المؤمنين، والآن يأتى اهتمام القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس السيسى، بتعظيم مقدرات سيناء الروحانية من خلال عدد من المشروعات، لعل أهمها مشروع التجلى الأعظم الذى يشمل تطوير طريق وادى حبران بدير سانت كاترين، وهو الطريق الذى عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين، المدينة التى سيتم إعادة تأهيل وتطوير المكان حولها بما يليق بالقيمة الروحية لها كملتقى للأديان.