رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

القمة العربية فى البحرين

266

سوسن أبو حسين

 

على الرغم من الظروف الصعبة والمؤلمة، التى يموج بها العالم كله بسبب مستجدات أشعلتها الحرب على غزة وتداعياتها وعدم التوصل لحلول تنفيذية لكل من مشاكل ليبيا وسوريا والسودان، إلا أن القمة العربية الثالثة والثلاثين سوف تنعقد فى مملكة البحرين يوم 16 مايو وسط اهتمام كبير؛ لاستعادة وحدة المواقف العربية وقدراتها على تصحيح المسار حول كل المستجدات، التى أدت إلى تراكمات وجب حلها وتدعو مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أهمية تحقيق التضامن والتكافل العربى، تعزيز القدرات العربية فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

وتشكل استضافتها لهذه القمة أهمية كبرى وحدثًا سياسيًا بارزًا له د  لالاته من حيث المكان وأهميته من حيث التوقيت؛ إذ ستكون المرة الأولى، التى تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمة عربية، التى تهدف كما أعلن إلى تعميق عرى التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربى المشترك، الإبقاء على تشاور وتنسيق مستمر مع الأشقاء؛ لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، تغليب المصلحة العربية، استثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها ربما يكون هناك من يتساءل ماذا تفعل القمة فى كل هذه الأزمات؟ وفى تقديرى أنه كان من المفترض أن تعقد قمم عربية طارئة أكثر من مرة؛ لرفع مستوى القرار العربى إلى قمة التنفيذ وليس مجرد بيانا يصدر هنا أو هناك أما وأننا أمام حدث جديد لهذه القمة العادية لابد وأنها سوف تشهد الكثير من عرض فرص ومبادرات للتعامل وفق رؤية جديدة تتناسب مع الوتيرة المتسارعة للأحداث، حيث نشهد العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية سواء على الصعيد السياسى أو الأمنى، كما تنعقد القمة فى ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الأمنى فى منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التأثيرات الكبيرة للتغيرات المناخية وانعكاساتها على مجمل الملفات الاقتصادية والتنموية الأخرى المطروحة وقد بدأ بالفعل الإعداد الجيد لهذه القمة من خلال اهتمام الدول بنجاح مقاصدها، حيث أعلن رؤساء البرلمانات العربية ثقتهم فى القادة العرب وقدرتهم على التعامل بحكمة مع التحديات والأزمات الراهنة والعمل العربى المشترك فى جميع المجالات، والمحافظة على أمن الدول العربية الشقيقة واستقرارها وحماية سيادتها ومقدراتها وتعزيز منجزاتها التنموية الشاملة.

وكذلك تقديرهم للجهود الحثيثة، التى تقوم بها مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.