محمد.. أشرف.. زينة.. شهاب..مؤمن، نماذج لشباب عندما تنظر إلى وجوههم، تشعر بالأمل والتفاؤل والجمال وأن المستقبل مبشر، هؤلاء الشباب وغيرهم المئات بل والآلاف من النابغين المبتكرين، الذين أبدعوا فى تقديم مشروعات تخرج، يمكن أن يسهموا فى حل الكثير من المعضلات.

هؤلاء الشباب لم يكونوا بحاجة سوى إلقاء الضوء على إبداعاتهم، ومن هنا كانت فكرة مبادرة «هنسوقلك»، التى أطلقتها أسرة «طلاب من أجل مصر» بكلية الهندسة جامعة حلوان، فى 2020 لتسويق مشروعات تخرج الطلاب القائمة على ابتكارات علمية، ليست من كلية الهندسة فقط بل والعلوم والحاسبات والمعلومات، والفنون التطبيقية أيضا.

محمد العوضي

المبادرة تحظى برعاية د. السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، والدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، والدكتور أحمد عليق، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، كما يشرف عليها د. محمد حلمى رائد الأسرة.

«هنسوقلك» حققت الكثير من النجاحات، لتسليطها الضوء على ابتكارات الطلاب وتسويقهم إعلاميا، من خلال معرض الابتكارات، الذى ينظم هذا للعام السادس على التوالي، من قبل أسرة الطلاب صاحبة المبادرة، فى 22 يوليو بالصالة المغطاة بالجامعة، بحسب الدكتور سيد قنديل رئيس جامعة حلوان، قبل أن يوضح أن من الجهات التى يتم دعوتها لحضور المعرض، وتبنى مشاريع الطلبة ذات الجدوى الاقتصادية، بعد تطويرها لتطبيقها على أرض الواقع، الهيئة العربية للتصنيع، ووزارة الإنتاج الحربي، ووزارة الشباب والرياضة، والتعليم العالي، ووزارة الصناعة، واتحاد الصناعات المصرية، وأكاديمية البحث العلمى.

الكليات المشاركة

وتهدف «هنسوقلك» لإلقاء الضوء على ابتكارات الطلاب وإبراز جهودهم وإبداعاتهم، التى ترتبط باحتياجات المجتمع وأيضا تربطهم بسوق العمل، وتصقل خبراتهم، وتتيح الفرصة لأن يتبنى المسئولون ابتكاراتهم، كما أوضح عميد الكلية.

ويشارك فى المبادرة 5 كليات من جامعة حلوان وهى «هندسة حلوان – هندسة المطرية – التعليم والتكنولوجيا – حاسبات والذكاء الاصطناعى – العلوم – فنون تطبيقية»، وفقا للدكتور محمد حلمى، أستاذ مساعد بهندسة المطرية ورائد أسرة «طلاب من أجل مصر».

أبرز الابتكارات

ومن أهم شروط المشاركة فى المبادرة، أن يكون هناك نموذج مصغر من المشروع، يُعرض على لجنة تحكيم مكونة من ممثلين لجميع الكليات المشاركة، للتقييم العلمي، كما أوضح د. محمد حلمى الأستاذ المساعد بهندسة المطرية، ورائد أسرة «طلاب من أجل مصر»، مبيناً أن عدد المشروعات المشاركة فى مبادرة هذا العام، 20 مشروعا من أغلب الجامعات المصرية.

من أبرز المشروعات المقدمة من الطلاب، الروبوت الزراعي، ونظارة للمكفوفين، ونظام تتبع أشعة الشمس، ومشروع للهيدروجين الأخضر، والحديث مازال متواصلا للدكتور محمد حلمي، موجها دعوته إلى كافة رجال الصناعة والقطاع الخاص،  للاهتمام بهؤلاء المبتكرين ودعمهم وتوفير الدعم المالى لتحويل هذه المشروعات إلى منتجات حقيقية، تحقق الفائدة للمجتمع فى المقام الأول، إضافة لاستفادة هؤلاء الشباب الذى يخطو أولى خطواته نحو الحياة العملية وبناء المستقبل.

العربية للتصنيع

وتبنت الهيئة العربية للتصنيع، عدة مشروعات من ابتكارات الطلبة أهمها «الروبوت الزراعي»، كما أشار الدكتور محمد حلمي، وابتكره طلاب هندسة حلوان قسم ميكاترونكس، ويستخدم فى استصلاح الأراضى الصحراوية التى يصعب على العامل البشرى التعامل فيها بسبب الظروف البيئية الصعبة.

الروبوت يقوم بـ 5 وظائف، بداية من  تجهيز الأرض وتمهيدها، مرورا بوضع البذور، والردم، وصولا لإعطاء أمر التشغيل لشبكة الري، ووفقا ليوسف حسام، أحد المشاركين فى ابتكار الروبوت، فهو مزود بميكانيزمات ميكانيكية متقدمة وإنترنت الأشياء ليكون أكثر إنتاجية ويسهل التحكم به عن بعد، موضحا أن الفكرة الرئيسية فى تصميم الروبوت الزراعى متعدد الوظائف، يمكن التحكم به من خلال تطبيق عبر الهاتف، يساعد على زيادة الكفاءة والإنتاجية وتقليل مساحة الخطأ البشرى وبالتالى تطوير القطاع الزراعي، بشكل يسير.

تطوير الزراعة

ومن أبرز مميزات الروبوت، وفقا ليوسف، أنه يمكنه تعديل المسافة البينية بين الخطوط الزراعية مما يعطى ميزة مهمة وهى إمكانية زرع مختلف المحاصيل، كما يتميز بوجود نظام تبذير يمكن التحكم فيه بسهولة لتعديل المسافة بين البذور وبعضها بشكل أوتوماتيكى و أيضا فتحة لنزول البذور يمكن تغيير قطرها مما يمكنه من زراعة عدة أنواع من المحاصيل الاستراتيجية، كذلك يمتلك الروبوت نظام رش للمبيدات الحشرية والأسمدة مما يجعله ذا فائدة طوال العام، كما يقوم بمتابعة درجة الحرارة و الرطوبة ورطوبة التربة وإرسال القراءات إلى تطبيق الهاتف، ويمكن تحديد مكانه عن طريق الـ GPS.

ومن أبرز مميزات الروبوت الزراعى أيضا، كما يرى المشارك فى تصميمه، أنه يعمل عن طريق الخلايا الشمسية المزودة بِه لترشيد استهلاك الكهرباء، ولصعوبة توافرها فى المناطق الصحراوية البعيدة،  موضحا أن الروبوت، تم تطويره ليعمل على كافة المحاصيل الزراعية،  إذ  كان مصمما فى بادئ الأمر لمحصول الذرة فقط، وقد شارك فيه 6 طلاب من هندسة حلوان، أنا، وعبد الرحمن هشام، يوسف أحمد، محمود رجب،  محمد مهدي، محمود محمد.

الروبوت السياحي

قام طلاب هندسة حلوان قسم ميكاترونكس، بابتكار كذلك روبوت «توت بوت» يعمل كمرشد سياحي، ويمكنه تقديم كم هائل من المعلومات للسائح عن الحضارة المصرية القديمة، والحديث عاد للدكتور محمد حلمي، مشيرا إلى أن «توت بوت»، يمكنه حجز جولة سياحية عن طريق موقع إلكترونى أو تطبيق هاتف، ليبدأ الروبوت بالتحرك داخل المتحف وتقديم و عرض المعلومات التاريخية عن طريقة الشاشة المثبتة على واجهته.

ومن ابتكارات طلاب قسم الالكترونيات بكلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان، تصميم ألواح ذكية لتعقب الشمس، لمواجهة تغيرات المناخ، وتحقيق أقصى استفادة من أشعة الشمس، ما يسهم فى توفير الطاقة والحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث، إذ تعد الطاقة الشمسية من المصادر النظيفة والمتجددة من الطاقة ، كونها لا تصدر انبعاثات ضارة مثل ثانى أكسيد الكربون.