رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

سيل ادعاءات لإنقاذ رقاب المجرمين..أكاذيب السفاح

626

كلما اقتربت رقاب المجرمين من دائرة المحاكمة نسجوا الأكاذيب ودفعوا بها إلى السطح بحثًا عن مُخلّص من جرائمهم، فالمجازر التي ارتكبوها لن تمر دون حساب، حتى وإن طال الوقت.

فلم تكن أكاذيب نتنياهو فى الحفل الهوليودي الذي شهده الكونجرس خلال كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي سوى جزء من مشهد سيل الأكاذيب المعلّبة والتي يدفع بها لإنقاذ رقاب معاونيه وعدد من أعضاء حكومته من المحاكمة.

الأحد الماضي نشرت إحدى الصحف العبرية تقريرًا زعمت فيه أن جيش الاحتلال خلال عملياته فى قطاع غزة استطاع اكتشاف عشرات الأنفاق ممتدة أسفل محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، التقرير الذي بُنى على بيان أصدره جيش الاحتلال حول مزاعم اكتشاف أنفاق فى القطاع تربط بين غزة ومصر.

الأمر لم يكن سوى محاولة من جانب الاحتلال للمراوغة والبحث عن مبرر للبقاء فى محور صلاح الدين والذي حذرت مصر إسرائيل من خطورة احتلاله.

كما أن إسرائيل تعلم تمامًا أن كل الأنفاق بين قطاع غزة ورفح المصرية قد أغلقت تمامًا وتم تدميرها من الجانب المصري خلال عمليات مواجهة الإرهاب.

لكن المزاعم الإسرائيلية تلك لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وتم الرد عليها فى حينه وتفنيد تلك الأكاذيب.

(1)

فالواقع يؤكد أن مثل تلك الأكاذيب والادعاءات الإسرائيلية والتي شهدت الفترة الأخيرة عدد كبير منها تأتي محاولة للتغطية على أكثر من حدث.

الأول ما جرى فى الكونجرس الأمريكي ذلك الحدث الهوليودي الذي حاول به نتنياهو أن يغطي على أكبر مجزرة فى تاريخ الإنسانية تم ارتكابها وتستوجب أن يقدم للمحكمة الجنائية الدولية لينال العقاب عليها.

الثاني أن تصريحات البطولة التي أطلقها خلال ذات الجلسة وقدم نفسه كمنتصر سرعان ما تبددت وبقيت الحقيقة خاصة فى ظل عدم قدرة إسرائيل على اتخاذ قرار بإيقاف الحرب.

فحكومة نتنياهو سقطت فى غزة ولن تستطيع أن تخرج منها منتصرة بل سيكون النصر حليفًا لأصحاب الأرض (الفلسطينيين) مهما حدث.

إن ما يقوم به نتنياهو ووزير مالية حكومته «بتسلئيل سموتريش» ووزير التراث «عميحاي إلياهو» هو سيل من الأكاذيب والادعاءات والأحاديث والأفعال العنصرية لن تحقق الأمن لإسرائيل، بل إنها قد تؤدي بها إلى تدمير إسرائيل وهو ما ذكره «جونين بن إسحق» العميل السابق فى الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية، والذي بات معارضًا كبيرًا للحكومة واصفًا نتنياهو بأنه أصبح يمثل «أكبر خطر على إسرائيل، إنه يقودها نحو الدمار».

وذكر «جونين»، «اعتقلت بعضًا منهم عناصر حماس خلال الانتفاضة الثانية وأعرف تمامًا كيف يكونون.

ورأى «جونين» أن «إسرائيل كانت تظن أن عدوها غبي، لكنها فى نهاية المطاف تأكدت أن حماس كانت أكثر ذكاء».

مؤكدًا أن الوقت قد حان «لتغيير المعادلة» فى غزة من خلال وضع حد للحرب ثم حشد دعم دولي لتولي السلطة الوطنية الفلسطينية مسئوليات إدارة القطاع.

متهمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرغبة فى البقاء فى السلطة بأي ثمن، معتبرًا أنه «لا يفكر إلا بنفسه وبمشاكله الإجرامية وبكيفية البقاء سياسيًا فى إسرائيل».

لقد عمد نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته العنصريين إلى مزيد من المجازر والقتل والتخريب، وفق عملية تدمير لقطاع غزة؛ للوصول إلى إتاحة مساحة أكبر لبناء مزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهو ما تقوم به حكومة نتنياهو مستخدمة ما يسمى بقانون أملاك الغائبين رقم (5710) والذي صدر وأقره الكنيست الإسرائيلي عام 1950 ووصفه تقرير منظمة العفو الدولية بأنه واحد من 3 قوانين عنصرية، تستند إليها إسرائيل فى نزع أملاك الفلسطينيين.

كما جاء سيل الأكاذيب أمام الكونجرس استكمالاً لمحاولات قلب الحقائق التي يعهد إليها دائما.

فسبق أن تعهد بإطلاق سراح الرهائن منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومر أكثر من 307 أيام من الحرب والتدمير والتخريب ولم يصل جيش الاحتلال إلى الرهائن ولم يطلق سراحهم.

إنه يحاول أن يغطي على فشله فى المهمة التي وعد الشعب الإسرائيلي بها، فانتقل إلى مرحلة أخرى للفت الانتباه إلى ما يزعم أنها تهديدات خارجية بعد أن قام بعملية اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، لينقل المشهد إلى مكان آخر باتجاه كل من إيران وحزب الله اللبناني، فى الوقت ذاته واصلت حكومة نتنياهو العمل على تقديم مزيد من الأكاذيب حول وصول المساعدات إلى قطاع  غزة، ففي الوقت الذي تغلق فيه معبر رفح وتحتل محور صلاح الدين، تقوم أيضًا بعرقلة وصول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم وهو المخصص لدخول الشاحنات بدعوى التفتيش مرة،  ومرة أخرى بزعم وجود أسلحة داخل المساعدات تحصل عليها المقاومة الفلسطينية.

تواصل إسرائيل مزاعمها بين الحين والآخر على لسان رئيس الحكومة أو أحد وزرائه أو بيانات غير دقيقة عن  جيش الاحتلال، تدَّعي أن السلاح الذي تحصل عليه المقاومة الفلسطينية جاء عن طريق مصر، فى الوقت الذي تكشف فيه التحقيقات لعدد من اللجان أن  الفساد الذي يضرب بعض وحدات جيش الاحتلال هو الذي يقف وراء حصول المقاومة على الأسلحة، والذي كشفته فى مايو الماضي تحقيقات القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال حول تفاصيل سرقة أسلحة من بينها قذائف، وقنابل، وأنظمة دفاع حساسة، بما فى ذلك عدد من الصواريخ من طراز «لاو»، وقذائف الهاون، وأنظمة الدفاع المتقدمة للذراع البرية فى الجيش.

ونشرت القيادة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قائمة مفصلة بالأسلحة التي تمت سرقتها خلال الحرب فى غزة، وجاءت كالآتي:

– 33.740 قذيفة من نوع «ماج»

– 14.650 مقذوفة «5.56»

– 315 آلية ألغام

– 79 قذيفة هاون

– 3 صواريخ من طراز «لاو»

– 9 قذائف عيار 120 ملم

– 2 من الأنظمة الدفاعية المتطورة للذراع البرية

وذكرت هيئة التحقيق أنه خلال شهر ديسمبر الماضي، سُرق ما يقرب من 20 ألف رصاصة من نوع «م 16» من شاحنة ذخيرة تابعة للجيش الإسرائيلي، على بُعد 4 كيلو مترات من قاعدة «تسليم» العسكرية.

كما تمت سرقة أسلحة، وذخائر، ومعدات عسكرية، وشرطية، من منطقة القتال فى الجنوب، بما فى ذلك قنابل يدوية، وخراطيش، ورصاص، وغيرها، علاوة على سرقة صاروخ متطور مضاد للدبابات من نوع «ماتادور» مزود بنظام إطلاق.

لقد تحدث نتنياهو كذلك عن أنه لم يقتل المدنيين خلال الحرب على غزة، فى الوقت الذي جاء تقرير البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأونروا ليكشف كذب نتنياهو فقد ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأونروا أن عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين بلغ أكثر من 39 ألف قتيل أكثر من 50% منهم من الأطفال والنساء.

(2)

إن ما تحدث به وزير مالية نتنياهو الأسبوع الماضي يكشف المنهج الذي تنتهجه حكومة مجرمي الحرب الإسرائيلية، فتصريح وزير المالية الإسرائيلي «بتسلئيل سموتريتش» الأخير حول الحرب على قطاع غزة، قائلًا، «إن قتل مليوني فلسطيني بقطاع غزة جوعًا قد يكون عادلاً وأخلاقيًا لإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع»، ليس هو التصريح الأول لتلك الشخصية من السفاحين ومجرمي الحرب، بل هو امتداد لتصريحات أخرى لذلك الوزير الإرهابي المتطرف عندما دعا إلى محو قرية «حوارة» الفلسطينية.

لقد شارك وزير المالية رئيس حكومته فى الادعاءات الكاذبة للتغطية على فشل حكومته فى الوصول إلى الرهائن أو تحقيق انتصار فى غزة.

فى النصف الأول من فبراير الماضي زعم وزير المالية الإسرائيلي فى تصريح نشرته صحيفة هآرتس «أن مصر تتحمل مسئولية كبيرة عما حدث فى 7 أكتوبر، وأنها من أمدت حماس بالسلاح» وهو تصريح لا يستند نهائيًا إلى الحقيقة، وردّت الخارجية المصرية عليه فى حينه على لسان المتحدث الرسمي قائلاً، «إن مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملةً وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسمها فى أي محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه».

كما جاء على شاكلته وزير التراث الإسرائيلي المتطرف، «عميحاي إلياهو» والذي طالب بضرورة إيجاد «طرق مؤلمة أكثر من الموت» للشعب الفلسطيني، وقد واجهت تصريحاته الإرهابية اعتراضًا دوليًا كبيرًا.

كما طالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية «ميدانيًا»، واستخدام السلاح النووي لإبادة سكان غزة.

وهو من طالب بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم فى دول أخرى.

إن هؤلاء الإرهابيين فى حكومة نتنياهو يحاولون بين الحين والآخر ترويج الأكاذيب للتغطية على فشلهم أو طرح مقترحات استفزازية تكشف ما تؤمن به تلك الشخوص الدموية، لإخفاء الفشل والإخفاق فى تحقيق انتصار على الأرض.

 

 

الثانوية ليست النهاية

نصيحة لأولياء الأمور النتيجة التي حصل عليها أبناؤنا ليست هي نهاية المطاف لكنها بداية لرسم المستقبل فاتركوا لهم مساحة ليبدع كل منهم فيما يحب، وليكن كل منا ناصحًا فقط وليس محددًا لمسار مستقبلهم.

إلى وزير التعليم.. أطلقتم مجموعة من التعهدات خلال المؤتمر الصحفي عقب تكريم أوائل الثانوية العامة، نتمنى أن نلمسها واقعًا خلال الفترة المقبلة.