رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

من أبناء (أكتوبر) زهير الشايب مترجم «وصف مصر»  

350

السماء تمطر ماء جافا».. شهادةروائيةحية على وقائع الوحدة والانفصال

 

(1)

على مدى عمرها كلها صارت (أكتوبر) منذ صدور عددها الأول في 1976 وحتى هذا العدد التذكاري (2500) سجلا حيا وتوثيقا دقيقا لتاريخ هذا الوطن ومجرياته منذ ظهورها وحتى الآن.

قضايا وملفات.. سجلات ووقائع وأحداث.. سير ومذكرات وشهادات حية.. أعمال أدبية ونصوص إبداعية لكبار الكتاب والمبدعين في مصر.. مذكرات صناع النصر.. شهادات العدو (والفضل ما شهدت به الأعداء).. إلخ.

كتب :إيهاب الملاح

استوعبت (أكتوبر) على صفحاتها طيلة ما يقرب من العقود الخمسة سجلًا حافلًا لم ينفصل لحظة واحدة عن ضمير الوطن ولا الدفاع عنه، ولا العمل على رقيه وازدهاره والبحث عن مستقبله حتى وقتنا هذا..

 

وقد ارتبط اسم (أكتوبر) منذ بداياتها باسم مثقف ومترجم مصري عظيم، وهب عمره كلهعلى قصرهلإنجاز مشروع علمي وفكري هائل خلد اسمه عبر العصور وضمن له البقاء والخلود. أتحدث هنا عن المرحوم الكاتب والمترجم الراحل الكبير زهير الشايب الذي تصدى لترجمة كتاب «وصف مصر» الذي أنجزه علماء الحملة الفرنسية في القرن الثامن عشر..

 

(2)

مؤسس أكتوبر ورئيس تحريرها آنذاك أنيس منصور، وثق هذه اللحظة التي ارتبط فيها اسم زهير الشايب بمجلة (أكتوبر)، وبدأ فيها مشروعه الكبير والضخم، يقول أنيس منصور:

في 1976 صدرت مجلة‏ (‏أكتوبر‏) أي بعد صدور‏ (‏الأهرام‏) بمائة عام‏.. وفي العام نفسه، صدر عمل جليل لأحد محرري مجلة (أكتوبر‏) دون ضجة‏. فقد ترجم المرحوم زهير الشايب (1935-1982)،‏ وفي منتهى التواضع والصمت،‏ تسعة مجلدات من السجل التاريخي الشهير‏: «وصف مصر»،‏ و99% من المثقفين قد سمعوا عنه‏.. ولم يره بالفرنسية إلا عدد قليل جدًا‏.. أنا رأيته لأول مرة في بدروم كلية الطب‏.. ولم أره كاملا،‏ وإنما رأيت ثلاثة أجزاء فقط‏ ولكي أراه كاملًا ذهبت إلى الجامعة الأمريكية،‏ وعندما ترك د‏. خيري سمرة عمادة كلية الطب فوجئت بعدد من الموظفين من كلية الطب يطلبون كتاب (وصف مصر‏) لأنه عهدة د‏. خيري!

وتمنيتُ أن أرى هذا السجل التاريخي باللغة العربية،‏ وحاولت وذهبت مع الناشر أحمد رائف إلى باريس،‏ والتقينا بالمرحوم لطف الله سليمان الذي أقنعنا بأن وزارة الثقافة الفرنسية ترصد مبلغا ماليا ضخما لمن يترجم مثل هذا العمل الجليل،‏ ومات لطف الله سليمان‏. وذهبنا إلى لندن، وقابلنا إبراهيم فوزي، وكان المستشار العلمي بالسفارة،‏ ولم نجد أن هذا الكتاب قد ترجم إلى الإنجليزية،‏ كما قيل لنا‏.

ومن المؤكد أننا استمتعنا بهذا السجل الرائع لكل ما في مصر،‏ أرضًا،‏ وحيوانًا،‏ ونباتًا،‏ وجوا،‏ وحياة،‏ وعلاقات،‏ وعادات وتقاليد،‏ وفهما عجيبا للعادات المصرية،‏ وللروح المصرية أيضا‏. وبقي الأمل في أن نرى الكتاب كاملا،‏ وفي المجلس الأعلى للثقافة، تمنيت أن نراه مترجما‏.. وتعددت الوعود،‏ واكتفينا بهذا القدر“.

 

هذه هي الشهادة التي وثق بها أنيس منصور ميلاد مشروع ترجمة «وصف مصر» على يد زهير الشايب الذي كان محررا وصحفيا من أبناء (أكتوبر)،

 

(3)

وزهير الشايب لمن لا يعرفه من الأجيال الجديدة من أبناء مجلة (أكتوبر) أو حتى من خارجها، مثقف ومترجم وكاتب مصري لمع في سماء الإبداع والفن والترجمة كالبرق ثم سرعان ما خبا بنهاية مأساوية.. لكن بقي في النهاية إنجازه العبقري والمشرف، وبقيت أعماله، وترجماته، وسيرته شاهدة على نبوغه وتفرده، وعلى عمله الثقافي والفكري والإبداعي الرائع الذي ما زلنا نستدعيه ونذكره ونتحدث عنه رغم رحيله منذ ما يزيد على أربعين سنة.

ولد زهير الشايب بقريةالبتانونبالمنوفية عام 1935 وحصل على دبلوم المعلمين الخاص من معهد شبين الكوم عام 1957 وقد انتسب في الوقت ذاته بكلية الآداب جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس عام 1959، وأتقن اللغة الفرنسية فضلًا عن امتلاكه ناصية البيان في اللغة العربية، وقد كانت ميوله الأدبية قد بدأت تفصح عن نفسها بكتابته للقصة القصيرة. وهذا بالتوازي مع ميله وشغفه الكبير بالتاريخ والدراسات التاريخية، وقد شهد له بهذا كبار الأساتذة من المؤرخين الأفاضل.

اضطرته الظروف للعمل بالتدريس في مصر وسوريا، والتحق بعددٍ من الوظائف الحكومية، وأخيرًا عمل بالصحافة في مجلة (أكتوبر)، ثم بالقسم الخارجي بجريدة (الأخبار)، وخلال ذلك اشتهر زهير الشايب بكتابته للقصة والرواية ولمع اسمه كأحد أبرز أصوات القصة من الجيل الجديد (الستينيات)

وفي سنواته الأخيرة اختير أمينًا للجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوًا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب لعدة دورات، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عن ترجمته للأجزاء الأولى من موسوعة «وصف مصر» عام 1979 ثم أتم ترجمة تسعة أجزاء منها، ونشر أربعة أجزاء كاملة من التسعة على نفقته الخاصة قبل أن تتولى دور نشر الخانجي ومدبولي والشايبالتي أسستها أسرته بعد وفاتهومن بعدها الهيئة العامة للكتاب، طباعتها.

حصل الشايب على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وله من المؤلفات والأعمال الأدبية مجموعة قصصية بعنوان «المطاردون»، وحكايات عن عالم الحيوان، «المصيدة»، وروايته الوحيدة التي سنخصها بمزيدٍ من الأضواء «السماء تمطر ماء جافا» التي تجسد مرحلتي الوحدة والانفصال بين مصر وسوريا..

أما على صعيد الترجمة (غير ترجمته لموسوعة «وصف مصر»)؛ فقد ترجم العديد من الكتب التاريخية المهمة عن الفرنسية، منها: «فصول من التاريخ الاجتماعي للقاهرة العثمانية» لأندريه ريمون، وكتاب مارسيل كولمب عن «تطور مصر» في الفترة من 1924 وحتى 1950، فضلاً عن ترجمته كتاب «الحياة الاقتصادية في مصر في القرن الثامن عشر» تأليف صامويل برنار، ومسرحية «موتى بلا قبور» تأليف جان بول سارتر، وهى ترجمات اعتمد عليها الكثير من الباحثين في مجالات التاريخ والاجتماع والأدب.

 

عقب وفاته المفجعة، كتب عنه الأستاذ عادل البلك الصحفي بمجلة (أكتوبر) في ذلك الوقت إنه عاش حياته بهدوء العلماء وصمت المتصوفين، وقالت عنه نعم الباز في (الأخبار) إنه استطاع في زمن قياسي وبجهد مضن أن يترجم كتاب «وصف مصر»، ويعيد تبويبه ويخرج منه كنوزاً ظلت دفينة لفترة طويلة ونظم منه عقداً جميلاً لا يفتقد للحس الفني، وجاء نعى نقابة الصحفيين له جامعًا مانعًا حيث جاء فيهإن نقابة الصحفيين تنعى واحدًا من أنبغ شبابها وفارساً من أشرف الفرسان في ميدان الكلمة المؤمنة الصادقة“.

 

(4)

وتقريبًا وقف زهير الشايب أكثر من ثلث عمره الأخير لهذه الإنجاز الضخم، والمجهود الجبار الذي تنوء به مؤسسات بأكملها (كلنا نذكر كيف تمت ترجمة أعمال كبيرة مثل «دائرة المعارف الإسلامية» التي قام بنقل أجزاء كبيرة منها لجنة من كبار المترجمين؛ وصار الأمر ذاته في ترجمة الموسوعة الضخمة «قصة الحضارة» في 42 جزءا للمؤرخ الأمريكي الشهير ول ديورانت).

كان طموح زهير الشايب كبيرًا وهائلًا لا يملك من عتاد الدنيا سوى إرادته ومعرفته وقدراته اللغوية والتاريخية، وقبل كل هذا إيمان راسخ بنبل الهدف والغاية من هذا المشروع؛ لقد قوبل طموح زهير الشايب باستخفافٍ واستهتار وتسفيه، ولم يصدق أحد أن يقوم فردبِطُولهمهما أوتي من قوة ومهارة ونبوغ أنيترجممثل هذا العمل الضخم الذي يقع في أصله الفرنسي في 28 مجلدًا ضخمًا، عدا مجلدات اللوحات والرسوم والخرائط.

ورغم كل التسفيه الذي واجهه والعنت والأذى الذي مورس ضده نجح زهير الشايب بإرادته وعزمه ودأبه أن ينجز ترجمة المجلدين الأولين إلى العربية؛ وفق منهج صارم ومحدد ومرتب، واستطاع أن يخرج إلى قراء العربية المجلد الأول بعنوان (المصريون المحدثون)، والمجلد الثاني بعنوان (العرب في ريف مصر وصحراواتها)، ثم أتبعهما بالمجلد الثالث بعنوان (دراسات عن الأقاليم والمدن المصرية).

ثم توالت بقية المجلدات تباعا حتى المجلد الثامن؛ وصدرت الطبعة الأولى من المجلدات الخمسة الأولى عن مكتبة مدبولي الشهيرة (قبل أن تقرر السيدة عفت إنشاءدار الشايب للنشرلتتولى هي وبمعرفتها إصدار كامل أجزاء وصف مصر التي تم إنجازها والاستعداد لإصدار بقية المجلدات..).

تقول ابنته الدكتورة منى زهير الشايب، مدرس الحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار بجامعة القاهرة، والتي أكملت ترجمة الأجزاء المتبقية من موسوعة «وصف مصر» من بعد رحيل والدها:

إن والدى سار في ترجمته للموسوعة على منهج الترجمة الأمينة والدقيقة التي تحافظ على حرفية النص مع الاحتفاظ بحق التوضيح وتوجيه القارئ من خلال الهوامش والجمل الاعتراضية بين الأقواس التي تعبر عنه، وحقيقة إن ترجمته بشهادة الجميع“.

وصحا الوسط الثقافي ذات يوم ليفاجأ براهب فكر حقيقي ينجز بمفرده وطولهوفي ظروف أقل ما توصف به أنها سيئة بل محرضة وعدائية ومشحونة بكل مشاعر الحقد والإيذاء تجاه الرجل البسيط الطيب، وتجاه مشروعه الذي استخفوا به في البداية، واستكثروه عليه في النهاية حتى خاتمته المأساوية، صحا هذا الوسط على خبر فوز زهير الشايب بجائزة الدولة التشجيعية عن ترجمته للجزءين الأولين من موسوعة «وصف مصر».

كانت المأساة تتم فصولًا؛ وبدلًا من أن تكون الجائزة إعلانًا بقيمة الرجل وعظمة ما أدى للوطن والحضارة الإنسانية بنقل هذا الأثر إلى العربية؛ تكالبت عليه النفوس السوداء والأيدي القذرة وتآمرت عليه وعلى مشروعه ودفعت به إلى نقطة النهاية ليموت الرجل بذبحة صدرية حادة عقب مؤامرة دنيئة أتت على ما بقي من مقاومته الشريفة في العام 1982.

ولا أنسى ما حييت الدموع التي روت لي بها السيدة عفت الشريف قصة هذا النبيل وقصة ترجمته لـ «وصف مصر»، وما عاناه وما لاقاه. لكن الله لا يضيع أجر من أحسن وأجاد واجتهد؛ فأراد سبحانه أن يخلد ذكر الرجل وأثره؛ ورغم وفاته الفاجعة دون إتمام كامل أجزاء «وصف مصر»؛ فإن الله قيض له من أولاده وبناته ومن قبلهم زوجه الوفية، كي يفوا بالعهد وينجزوا الوعد ويتموا ما نواه وبدأه أبوهم الجليل.

(5)

«السماء تمطر ماء جافا»

 

صدر هذا الكتاب عن سلسلة كتاب (أكتوبر) بدار المعارف عام 1979، ويتعرض هذا الكتاب لأخطر تجربة مرّ بها الوطن العربي في تاريخه المعاصر، هي تجربة قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، ثم انفصال دولة الوحدة بعد ثلاث سنوات فقط في 1961.

ومع ذلك، فهذا الكتاب ليس كتابًا فكريًّا خالصا كما أنه ليس عملًا سياسيًّا محضا وإن لم يفارق الدائرتين، ولكنه بالأحرى عمل أدبي، ويجب أن يقرأ بهذا الاعتبار أولا وقبل كل شيء، فإن لم يكنروايةبالمفهوم المتعرف عليه فهو ملامس لها، يتخذ من السياسة والفكر ركيزة له، وينظر إلى كل ذلك باعتبارهتجربة إنسانيةعامة وشاملة..

عن ظروف تأليف هذا الكتاب، وظهوره أولًا في صورة حلقات مسلسلة أسبوعيا، قبل أن يظهر بين دفتي كتاب صدر عن دار المعارف، ترويها ابنته الدكتور منى زهير الشايب الأستاذة بكلية الآثار جامعة القاهرة، في حوارٍ لها قالت فيه:

بعد أن انتهى والدي من ترجمة الأجزاء الأربعة الأولى من كتاب «وصف مصر»، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م، ومنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التشجيعية في عيد العلم، وحينها شعر أن الدولة تقدر الجهد الذي بذله، وأحست الأسرة بكاملها بسعادة غامرة.

وعقب ذلك ربطته علاقة شخصية مباشرة مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي طلب منه أن يكتب كتابًا عن تجربةالوحدة بين مصر وسوريابعد أن علم أنه عاصرها هناك وكان شاهد عيان عليها، واستجاب المرحوم زهير الشايب لطلب الرئيس السادات، وكتب رواية «السماء تمطر ماء جافًا»، التي نشرت مسلسلة على صفحات (الأخبار)، فكانت واحدة من أفضل الأعمال السياسية التي أنتجها والدي، نشرت في البداية على هيئة حلقات في جريدةالأخبارثم جمعت في كتاب“.

 

وأنا أفضل أن أصف هذه الرواية بأنها بمثابة شهادته الفريدة على تجربة الوحدة المصرية السورية (1958-1961)، وكان زهير الشايب قد سافر إلى سوريا ليعمل مدرسًا في مدينة حماة، ولم يكن قد تجاوز الثالثة والعشرين من عمره، ولكنه ظل مختزنًا تفاصيل تلك التجربة حتى نشرها مسلسلة في مجلة (أكتوبر) التي كان يعمل بها قبل رحيله، وهي شهادة في غاية الأهمية، وذلك لفرادتها، وكذلك لاختلافها عن كل ما كتب، ونشرت طبعتها الأولى عن دار المعارف عام 1979، تحت عنوان «السماء تمطر ماء جافا»، وكتب زهير في المقدمة يقول:

منذ قامت الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958، ثم انفصمت عراها في سبتمبر من العام 1961 على يد الحركة الانفصالية السورية، وهناك صمت مطبق وعجيب حول هذه التجربة الخطيرة في حياة العرب عامة وحياة وأقدار المصريين منهم على وجه الخصوص.

فحين تكون العلاقات العربية جيدة وهذا هو الاستثناء تجد من يقول لك: لماذا تنكش في هذه التجربة المريرة وتعكر الصفو العربي، ولماذا هذه الأيام بالذات؟؟

وحين تصبح العلاقات العربية مليئة بالخلافات والمشاحنات وهذه هي القاعدةتجد من يقول إن شئون العرب في حالة من السوء لا تحتاج معها إلى مزيد، فلماذا الإصرار على أن تصب الزيت على النيران الملتهبة، وكانت محصلة ذلك ألا تقرب هذه التجربة مطلقا باعتبارها نوعًا منالتابوالعربي برغم خطورة ذلك من نواح شتى“..

يعلق الكاتب والناقد شعبان يوسف على ذلك بقوله:

ورغم أن الشايب لا يزعم بأنه محلل سياسي، ولكنه مجردشاهد عيانرأى التجربة عن قرب، وفي كافة مراحلها، منذ الحماس الشديد الذي رافق التجربة في بدايتها، والطبل والزمر الذي راح يعمل بقوة هنا فيالقاهرةوهناك فيدمشقوصارت القاهرة ودمشق تتسميان بالإقليم الشمالي والإقليم الجنوبي، وذلك تحت عنوان واحد هوالجمهورية العربية المتحدة، وارتفعت شعاراتوحدة ما يغلبها غلّاب، ولا صوت يعلو فوق صوت الوحدة العربية“..

وهكذا صيغت مشابهات غير صحيحة، ولكن الشاب زهير الشايب استطاع أن يرصد نبض الناس الذين لم يكونوا مرتاحين لما يحدث، وهذا لم يمسّ حبّ الشعبين لبعضهما، ولكن الشعور التحتي للجماهير كان يقول بأن شيئًا غير سليم يتم في الخفاء، لذلك جاءت تجربة زهير الشايب المهمة رصدًا وتأملًا وتحليلا ناضجا لكل ما يحدث، وكشفا عن تفاصيل لم تكنوما زالتغير معلنة وغير مدركة، بسبب تلك التحفظات التي كان يبديها الكثيرون حول الحديث في تجربة الوحدة والانفصال..

 

(6)

وعلى الرغم من وفاته منذ 43 عامًا إلا أنه ما زال يتلقى التكريم، حيث كرم اسمه الرئيس السابق محمد حسني مبارك ومنحه وسامًا، وتقول ابنته منى الشايبأما أنا فأول تكريم أحصل عليه جاء من مكتبة الإسكندرية بجانب اسم والدي الراحل“.. رحم الله زهير الشايب.