https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

سوريا المجنى عليها!

243

لا تحتاج أن تكون عروبيا أو قوميا أو متدينا أو علمانيا أو صاحب فكر سياسى باتجاهات معينة لكى ترفض تدمير مقومات الحياة على الأراضى السورية، وأن ترى أنه من حق الشعب الشقيق أن يعيش آمنا مستقرا على أرضه “المحررة” من كل أشكال الاحتلال الخارجى أو أى استبداد داخلى!

لقد كان لى حظ أن أزور سوريا أكثر من مرة وتجولت فى مدنها وأسواقها، وأشهد أنهم شعب طيب متسامح وكريم ومحب للحياة، ولا يستحق أبدا أن يفقد أكثر من 500 ألف ضحية فى نزاعات مسلحة غير منطقية، وأن يغادر أكثر من عشرة ملايين منه أرض الوطن للنجاة من جحيم المعارك المستمرة.

وما يثير العجب والدهشة هذا “التزاحم” والتسابق من الدول والجيوش والمنظمات المسلحة فى التواجد على الأراضى السورية والاستحواذ على مساحات مختلفة من الأراضى مع أن سوريا ليست من دول الاحتياطات النفطية المعروفة.

وللأسف الشديد أن هذا “التسابق” تم ويجرى بدعم وتحريض من أطراف عربية!

والغريب.. أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية أصدرت بيانا طالبت فيه بالتهدئة والحفاظ على حياة المدنيين واستقلال الأراضى السورية، مع أن الكل يعلم أن أمريكا تستحوذ على قاعدة حربية ضخمة فى الشمال السورى، وأنها كانت مع تركيا “الراعى الرسمى” والممول والمسلح لأغلب المنظمات المسلحة بما فيهم تنظيم الدولة “داعش”، التى حاربت وتواجدت على الأراضى السورية، بل أن بعضهم غير مسماه مثل “هيئة تحرير الشام” لعل وعسى يشفع ذلك فى حذفه من قائمة المنظمات الإرهابية.

وإذا كنا نلوم الغريب على تدخله فى شئوننا فلماذا لا نحاول نحن علاج أسباب هذا التدخل؟ لماذا لا تتدخل الجامعة العربية وتقود “إجراءات” الهدنة ثم الانتقال إلى المصالحة بين الفرقاء طبقا لـ “خطة طريق” للإصلاح السياسى والتحول الديمقراطى فى هذا البلد الشقيق، الذى عانى أهله الأمرين، الداخلى: باستمرار سيطرة جماعة واحدة على الحكم لأكثر من سبعين عاما مع استخدام كل أشكال السيطرة والترويع.

والخارجى: المتمثل فى الاعتداءات التركية المتكررة، بجانب محاولات الأكراد السوريين فى الانفصال التدريجى والاستقلال عن النظام، ناهيك عن السيطرة السياسية الإيرانية، والتواجد العسكرى الروسى، الذى أمد فى عمر النظام الحالى.

أعتقد أنه آن الأوان للتدخل وللضغط العربى؛ لحماية سوريا من كل أشكال التدخلات الخارجية وإعادة أرضها وشعبها إلى الحضن العربى.