صالون الرأي
ملاحظات الرئيس
By amrسبتمبر 14, 2018, 19:57 م
1728
كنت قد توقفت مثل كثيرين غيري عند الملاحظات التي أبداها الرئيس عبد الفتاح السيسي عند افتتاحه الطريق الدائري الإقليمي، وعدد من وصلات الطرق الأخرى في أنحاء الجمهورية، مثل سيدي كرير وتوسعة الطريق الدائري في الإسكندرية. لمن لم يشاهد هذا الحدث فإنه عند افتتاح بعض هذه التوسعات أبدى الرئيس اعتراضه على أن منزل كوبري سيدي كرير متسع ثم يضيق مع تلاقيه مع الطريق الدائري الذي ضاق من جانبي الكوبري بما لا يتلائم مع اتساع الكوبري، ثم توقف عند بعض الإشغالات التي يضيق عندها الطريق الدائري في الإسكندرية بما لا يسمح بوجود ما يسمى «حرم الطريق»، ثم ملاحظته لمحافظ القاهرة بتوقف أعمدة إنارة طريق المطار عن العمل!
أما عن الملاحظتين الأوليتين فبالصدفة منذ يومين كنت متجهة إلى الإسكندرية عبر هذا الطريق والحقيقة أن عمل هذا الكوبري أو الوصلة يعد نقلة كبيرة للمتجه من طريق مرسى مطروح إلى الطريق الدولي الساحلي في الإسكندرية، بعد أن كانت تتعطل فيه السيارات لوقت طويل بسبب التكدس والمطبات وضيق الطريق، وبالتالي فهو نقلة حضارية كبيرة لهذه المنطقة الجميلة على بحيرة مريوط، والتي تملك كل مقومات السياحة والترفيه.. ثم تأتي الملاحظة الثانية وهي حرم طريق سريع يعرض حياة السكان على جانبي الطريق للخطر، فهذا أمر منتشر في كل طرق مصر تقريبا قديمها وحديثها ، فالقديم قد شقت الطرق داخل الكتلة السكانية قسمتها بطريق أو كبرى حتى أنه في بعض الآماكن تكاد تمد يديك داخل البيوت، ولعل كوبري مايو في بولاق أبو العلا والزمالك وكوبري الأزهر مثالان قديمان.
المهم أن تلك الملاحظات التي أبداها الرئيس دون تردد أو حساب لما سيقال من الجمهور والمشاهدين للحدث من سلبيات تصل إلى درجة الإهمال والاستهانة، لم تمنعه أن يقولها أمام الكافة، وهو ما يعني أن هذا الرجل لا حسابات لديه، لا يهمه لمن يقول، وما يقول، ولا يهمه الصور المنمقة وحفلات الافتتاح التقليدية التي يجب أن تنتهي كما تعود الناس بالتصفيق والتهليل ثم يفاجأ المواطن بأن الدولة في واد والمواطن في واد. هذا أمر.
الأمر الثاني أن ملاحظات الرئيس أبداها فورا بمجرد أن شاهد فيلما تسجيليا عن المواقع الجديدة على الشاشة وليس في أرض الواقع، بينما هناك عشرات ومئات من العاملين والمسئولين قد مروا على الموقع، ومروا أيضا على الفيلم المسجل، تماما كما يمر السيد محافظ القاهرة على آعمدة الكهرباء التي سبق ونبهه الرئيس لإظلامها ولم يفعلوا شيئا، بل هم لم يشاهدوا الخلل ولم يلفت نظرهم أو يستفزهم كما استفز الرئيس. هذا هو حالنا تماما يا سادة نعمل ولا نلاحظ، ما نعمل كما لو كنا نلقي العمل وراء ظهورنا بلا فخر أو تباه، لأننا نعلم انه «سد خانة»، ذلك الاختراع المصري الذي يجعلك تعمل في أضيق الحدود بلا هدف ولا طموح لنفسك أو بلدك ولا رغبة في التجويد أو حتى الأمانة .
ما لاحظه الرئيس يحدث في كل مكان في مصر وفي كل إنجاز، ويمر على هذه الأخطاء مسئولون وعاملون ولا أحد منهم ينتفض أو يرى أو يعترض، لأنهم لا يذكرون أن دينهم يحثهم على اتقان العمل، ولا يعلمون أن عزة وطنهم في اتقان العمل. الحقيقة أننا مهملون.