كل المطلوب من المجتمع والرأى العام هو التكاتف ودعم النظام الجديد للتعليم الذى ينطلق تنفيذه – اليوم – مع بدء العام الدراسى الجديد لما يحمله من أفكار غاية فى المثالية وخطة للتطوير ستحدث ثورة فى شكل ومضمون العملية التعليمية لتغييرها لتكون قائمة على الفهم والتحليل وليس الحفظ والتلقين وتكون من أجل التعلم وليس من أجل الشهادة والتغيير من شكل الخريجين لتخرج لنا مبدعين ومبتكرين وعلماء.. هذه الخطوة تعد غير مسبوقة فى تاريخ تطوير التعليم فى مصر، حيث كان المعتاد فى الـ 40 سنة الماضية أن يقتصر التطوير على الثانوية العامة، أما بإضافة سنة دراسية لها لتصبح من سنتين أو إعادتها إلى السنة الواحدة.. وإلغاء السنة السادسة الابتدائى ثم إعادتها.. وكنا نضحك على أنفسنا بأن هذا هو التطوير مما أدى إلى تدنى حال التعليم واحتلال مصر المركز الأخير فى التصنيفات العالمية.. ولكن هذه المرة فالأمر مختلف تمامًا حيث هناك خطة شاملة لتطوير التعليم من الحضانة إلى الثانوية وفق استراتيجية شاملة ستتضمن هذا العام الدراسى تطويرًا جذريًّا لشكل ومضمون طرق وأساليب التدريس لتلاميذ «الكيجيهات» والصف الأول الابتدائى لتكون فى شكل مجموعات صغيرة حول مائدة مستديرة.. وتغيير الثانوية العامة لتكون بالنظام التراكمى وباستخدام «التابلت» على 3 سنوات بدلاً من نظام الفرصة الواحدة ويبدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى..

وعلينا أن نعرف أن الطريق ليس ممهدًا فقد يواجه التنفيذ بعض العراقيل أو بعض القصور أو بعض الأخطاء التى قد تنجم عن عملية التنفيذ.. فكل جديد دائمًا ما يواجه بالمشاكل والعقبات الطارئة التى لم تكن فى الحسبان.. ويكفى أننا بدأنا أولى خطوات التطوير.. وكل المطلوب منا هو الصبر وعدم تعجل النتائج خاصة أنها خطوة تأتى نسفًا للوضع المتردى الذى وصل إليه حال التعليم من تفشى الدروس الخصوصية والغش الجماعى وتسريب الامتحانات وهجر التلاميذ للمدارس و.. و.. وكانت النتيجة تخريج أجيال «حافظة مش فاهمة» لا يحتاجها سوق العمل (!!)..
وإحقاقًا للحق فإنها خطوة تحسب للرئيس السيسى الذى اقتحم بكل جرأة ملف التعليم والذى كان قد أصابه الجمود طيلة عقود سابقة تتعدى 40 سنة ولم يجرؤ أى رئيس قبله الاقتراب منه.

وأقترح على وزير التربية والتعليم تشكيل لجنة برئاسته لمتابعة عملية التنفيذ للنظام الجديد ومعالجة أى أخطاء أو أى سلبيات أو أى قصور طارئة لتفاديها فى السنوات القادمة.. ولعله يكون العام الدراسى الجديد فاتحة خير.