رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

ملامح الجمهورية الجديدة في خطاب الرئيس

582

أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضى اليمين الدستورية أمام البرلمان من داخل العاصمة الإدارية الجديدة، أعقبها توجيه كلمة إلى الأمة حملت ملامح الجمهورية الجديدة ومسار خارطة الطريق للولاية الجديدة للرئيس.

بدأ الرئيس كلمات خطابه بقول الله تعالى (قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

جاء خطاب الرئيس عقب أداء اليمين الدستورية ليسجل أول خطاب إلى الأمة من قاعة البرلمان التى تعقد فيها جلساته لأول مرة بمقره الجديد بالعاصمة الإدارية، إيذانًا بنقل مؤسسات الحكم إلى العاصمة الجديدة، كأحد مسارات الجمهورية الجديدة التى تستهدف النهوض بالوطن للوصول به إلى المكانة التى تليق به، والارتفاع بمستوى جودة الخدمات التى يتلقاها المواطن خلال المرحلة المقبلة، بعد سنوات استطاع أن يتحمل فيها مواجهة العديد من التحديات عندما أعلنها المواطن بصوت قوى أنه مصطفٌ خلف الوطن للحفاظ عليه مهما تحمل من  تبعات؛ الأمر الذى جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي فى بداية كلمته عقب قراءته للآية 26 من سورة آل عمران أن يوجه التحية والتقدير والشكر للمواطن المصرى الذى دائمًا ما يصفه الرئيس بأنه بطل الملحمة الحقيقي، لأنه كان أكثر قوة وصلابة فى مواجهة التحديات  وأكثر قدرة على الإنجاز فى وقت قياسي، فى ظل أوضاع  سياسية واقتصادية محيطة تضربها النزاعات وعدم الاستقرار.

لقد استطاع المصريون بالتفافهم خلف قيادتهم أن يعبروا أصعب الفترات فى عمر الوطن.

فلولا وحدة الشعب واصطفافه خلف قيادته فى مواجهة الإرهاب لما استطاعت مصر أن تنتصر فى معركة تعد من أخطر وأقوى المعارك، خاصة أن الجيوش النظامية الكبرى فشلت فى تلك المواجهة، فلا يوجد جيش نظامى واحد على مستوى العالم استطاع أن يحقق نصرًا فى تلك المعركة سوى الجيش المصري، وذلك لاصطفاف الشعب خلفه وثقة الشعب فى قيادته.

لقد تسلح المصريون بإيمانهم بوطنهم ونور حضارتهم التى أضاءت العالم فحملوا مشاعل النور فى مواجهة قوى الظلام والدمار والدم، لينتصر الوطن وينطلق فى مسيرة بناء ضخمة بأيدى رجاله المخلصين تحميه سواعد الأبطال ورؤية قائد مخلص لوطنه.

لقد استعرض الرئيس حجم التحديات التى واجهها الوطن خلال المرحلة الماضية، وما زالت آثارها حتى الآن وكيف أن وحدة الشعب كانت ولا تزال هى الضمانة الأولى للعبور بهذا الوطن إلى المكانة التى يستحقها.

فطريق بناء الأوطان ليس بالأمر السهل فقال الرئيس السيسي خلال كلمته «لعل السنوات القليلة الماضية.. أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشًا بالورود.. وأن تصاريف القدر.. ما بين محاولات الشر الإرهابى بالداخل.. والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج.. والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات.. ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة.. عبر تاريخ مصر الحديث وهى التحديات التى لم يكن لنا أن نصمد فى وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم.. وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، لإعادة بناء بلادنا.. وتقوية بنيانها بما يمكننا من اجتياز أى صعوبات.. بمشيئة الله.»

لقد واجهت الدولة المصرية خلال الفترة الماضية العديد من التحديات على رأسها محاولة جرها إلى مربع الفوضى وعدم الاستقرار، إلا أن قوى الشر فشلت فى ذلك وقدم المصريون للعالم نموذجًا فى الحفاظ على الدولة بما قدموه من أبنائهم  فداءً للوطن فى معركة مواجهة الإرهاب.

كما استطاع الشعب تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى وتبعات الأزمات الدولية المتلاحقة بدءًا من أزمة الأسواق الناشئة مرورًا بأزمة كورونا ثم الأزمة الروسية الأوكرانية التى لا تزال ممتدة ومدى تأثيرها على سلاسل الإمداد، وكذا الأزمة الفلسطينية التى تقترب من  الشهر السابع، والتى امتدت آثارها إلى البحر الأحمر والتأثير على خطوط التجارة الدولية، وقد حذرت مصر كثيرًا من انتقال مناطق الصراع لما له من تأثير على العالم  أجمع والمنطقة.

ومنذ بداية الأزمة فى الأراضى المحتلة ومصر تطالب المجتمع الدولى بالوقوف أمام مسئولياته والتصدى للعدوان الإسرائيلى والوقف الفورى لإطلاق النار.

لقد وضع الرئيس خلال كلمته إلى الأمة ملامح المرحلة المقبلة فى  عمر الجمهورية الجديدة والتى يعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية كما ذكرت هو إحدى خطواتها.

فقد جاءت المسارات السبعة التى  حددها الرئيس للمرحلة المقبلة متمثلة  فى:

المسار الأول: على صعيد العلاقات الخارجية المصرية.. فالدولة المصرية خلال المرحلة المقبلة ستواصل عملها للحفاظ على الأمن القومى المصرى وتعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه.. وتقوم فيه مصر.. بدور لا غنى عنه.. لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.

فى الوقت الذى تتشكل فيه قوى اقتصادية صاعدة (مجموعة البريكس) نجد مصر قد أصبحت عضوًا بالمجموعة الجديدة والتى من المتوقع خلال الفترة القادمة أن تزداد قوتها الاقتصادية.

كما أن مصر تقترب من عضوية مجموعة العشرين فى ظل حرص المجموعة على دعوة مصر دائمًا لاجتماعاتها لما لمصر من دور محورى فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا.

إن ما تحقق خلال الفترة الماضية من نمو كبير فى العلاقات المصرية الخارجية، ستواصل مصر استكمال مسيرتها فى هذا الاتجاه الذى جعلها تحظى بثقة العالم.

لقد جاء قرار برلمان البحر المتوسط الأسبوع الماضى بمنح الرئيس السيسي جائزة بطل السلام لعام 2024 لجهوده الإنسانية الضخمة لإحلال الأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة ما يتعلق بأزمة غزة والجهود المضنية لاحتواء الموقف.

كما ستواصل مصر تحركها باتجاه تنمية القارة الإفريقية التى توليها أهمية خاصة، بالإضافة إلى قضيتها الأساسية وهى القضية الفلسطينية.

المسار  الثانى: والذى يشمل السياسة الداخلية، فقد انتهجت الدولة المصرية منهجًا وهو الحوار وضرورة الاستفادة من القدرات الشبابية التى تمتلكها مصر.

فستواصل الأمانة العامة للحوار الوطنى عملها فى محور من أهم المحاور وهو المحور الاقتصادى  والذى بدأت العمل فيه منذ عدة أشهر، وقد جاء تأكيد الرئيس السيسي على حرص الدولة على تنفيذ كل التوصيات التى يصل إليها الحوار لمواجهة الأزمات الاقتصادية  وكذا الرؤى المطروحة من أجل تجنب حدوث أى عثرات تواجه الاقتصاد.

فقد قال الرئيس السيسي: «استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة.. وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها.. على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية.. خاصة للشباب».

المسار  الثالث: والذى استهدف تعظيم القدرات الاقتصادية للدولة بعد أن استطاعت خلال السنوات العشر الماضية أن تنجح فى إنشاء أكبر شبكة بنية تحتية متطورة، الأمر الذى يجعل الدولة قادرة على الاستفادة من مواردها وتعظيم  قدراتها.

ففى ظل الأزمات العالمية المتتالية  بات من الضرورى العمل على توفير الأمن الغذائى الذى بدوره  يحتاج إلى تنمية زراعية واسعة،  وكذا تنمية الصناعة وقطاع التكنولوجيا، الأمر الذى جعل الرئيس يؤكد خلال كلمته تبنيه استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية.. وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.. وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. والسياحة، وزيادة مساهمتها فـى الناتـج المحلـى الإجمالى تدريجيـًا وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية.. للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية..

لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلي.. لزيادة الصادرات.. ومتحصلات مصر من النقد الأجنبي.

لقد بدأت الدولة المصرية مسار الحفاظ على الأمن الغذائى وذلك من خلال تبنى مشروع توسيع الرقعة الزراعية، والعمل وفق أحدث ما وصل إليه العالم من الأساليب الزراعية لزيادة الإنتاج وتحقيق أعلى جودة وفق المواصفات الأوروبية.

وهو ما تم العمل به فى مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة وتوشكى وشرق العوينات والريف المصري، لتقترب مصر فى نهاية 2030 من مضاعفة مساحة الرقعة الزراعية لها رغم التحديات التى يأتى فى مقدمتها المياه، فى ظل حصة ثابتة رغم الزيادة السكانية الضخمة.. الأمر الذى جعل الدولة المصرية تعمل على حلول غير تقليدية لمواجهة تلك الفجوة.

المسار  الرابع: أكد الرئيس خلال كلمته على تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة.. من خلال ترشيد الإنفاق العام.. وتعزيز الإيرادات العامة.. والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدَّين العام، وكذلك تحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت.. والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس.

الأمر الذى يعد خطوة مهمة فى  مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية وكذا تحقيق مزيد من الإيرادات.

هذا بالإضافة إلى تحقيق نقلة كبيرة للدولة المصرية بأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة الجديدة والمتجددة، كما تعمل على أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة بعد إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، والذى أصبح جاذبًا للعديد  من الدول الكبرى والتى تحرص على عضوية المنتدى، كما تعمل مصر على أن تصبح أكبر مركز لتداول الحبوب فى منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذى يجعل الدولة دائمًا قادرة على مواجهة أى من التحديات الدولية خاصة بعد قيادة الدولة فى إنشاء العديد من الموانئ الدولية والمخازن الاستراتيجية العملاقة.

المسار  الخامس: ولأن العنصر البشرى هو عماد التنمية والركيزة الأساسية لها الأمر الذى استوجب الاهتمام بالإنسان، فقد حدد الرئيس خلال كلمته تبنيه تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا.. وكذا مواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.. واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل.

المسار  السادس: خلال السنوات الماضية ومع حدة التحديات التى واجهتها الدولة وخطوات الإصلاح  تأثرت العديد من فئات المجتمع، الأمر الذى استوجب معه حرص الدولة على القيام بحزم من الرعاية الاجتماعية للتخفيف من آثار الأزمات الاقتصادية، وكذا العمل على تحسين جودة الحياة فى الريف المصرى الذى يتجاوز عدد سكانه أكثر من نصف سكان الدولة.

فقد أكد الرئيس السيسي خلال كلمته على دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية.. وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة» وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة «حياة كريمة».. التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسنًا هائلاً فى مستوى معيشة المواطنين فى القرى المستهدفة.

المسار السابع: الاستمرار فى البناء والتنمية والتعمير لأن الأوطان عندما تبنى مستقبلها يكون العمران شاهدًا على تلك المراحل، ولأن جودة الحياة  والسكن هدف من أهداف الجمهورية الجديدة فقد حدد الرئيس مسارًا فى رؤيته خلال السنوات القادمة، أكد فيها على الاستمرار فى تنفيذ المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.. مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة.. واستكمال برنامج «سكن لكل المصريين».. الذى يستهدف بالأساس.. الشباب والأسر محدودة الدخل.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.