رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

العبور الجديد

2257

45 عاما مضت على نصر  أكتوبر، ومازال حديث البطولات والتضحيات يكشف كل يوم جانبا من أسطورة الجندي المصري.

أحاديث لن تنتهي، وروايات يقصها  علينا أصحابها أو يرويها عنهم زملاء ورفقاء السلاح، لتظل سيناء على مدى التاريخ.. «قدس أقداس الوطن» كما وصفها الرائع د. جمال حمدان، وتظل رمالها  وأوديتها،  وجبالها شاهدة على بطولة (خير أجناد الأرض) أجيال متعاقبة تحمل بين جيناتها الوراثية، روح الفداء وعشق الوطن،  والتضحية من أجل الحفاظ عليه.

أجيال تربت في عرين الأسود ومصانع الرجال فكانوا خير أمناء على الوطن،  فحفظوا له عزته وكرامته.

الحديث عن بطولات أكتوبر وما قام به الأبطال في ميادين  القتال على مدى 6 سنوات، حديث له طابع خاص.. فحديثك مع الأبطال ينقلك  إلى عالم أشبه بالأساطير.. لكنها  حقيقة سطرها الجنود والضباط وضباط الصف من أبناء الجيش المصري، وكان خلفهم شعب أدرك أن معركته تحتاج أن يكون صلبا صامدا  خلف قواته المسلحة.. ففعل.

بطولات لم تنته سطرها المصريون على جبهة القتال وعلى الجبهة الداخلية.

وطن اصطف من أجل قضيته، فاسترد أرضه وثأر لكرامته وكرامة أمته.

لم تكن حرب السادس من أكتوبر هى فقط ما شهدته سيناء عقب بدء الضربة الجوية فى الثانية وخمس دقائق يوم 6 أكتوبر 1973، ولكنها معركة بدأت يوم 7  يونيو عام 1967 وانتهت بنصر مظفر عقب قرار وقف إطلاق النار فى 28 أكتوبر73 عقب  مباحثات الكيلو 101 التى قادها أحد أعظم قادة القوات المسلحة المشير محمد عبد الغنى الجمسى، عندما يحكى الأبطال فهم دائمو الحديث عن بطولات رفقاء السلاح.. فتجدهم وهم يروون لك بطولات زملائهم، تكسوا وجوههم سعادة لم تشهدها عند حديث أحد الأشخاص عن بطولة صنعها غيره.. فقد غاب عنهم حب الذات وذابوا فيها حبًا (مصر)، وعلى مدى 6 سنوات تعددت المعارك وضرب الجندى المصرى أروع وأقوى البطولات،  وغير العديد من النظريات العسكرية، فأسقط بعضها ليسطر نظريات جديدة ما زالت تدرسها الكليات والمعاهد العسكرية.

أسقط الجندى المصرى نظرية أن القطع البحرية الكبيرة لا تستطيع مواجهتها والنيل منها إلا بقطعة حربية مماثلة فكان الرد بإغراق المدمرة إيلات فى مياه المتوسط بواسطة لنش الصواريخ.

وأسقط  نظرية أن المدرعات أقوى أسلحة الحرب البرية بعد أن تمكن الفرد المشاة من تدمير 23 دبابة (الرقيب أول محمد عبدالعاطى عطية)، كما سطر أطول معركة جوية فى تاريخ الحروب معركة المنصورة.

العديد من الأبطال والعمليات الحربية خلف خطوط العدو سطرها الشهداء أمثال الفريق عبدالمنعم رياض و الرفاعى وسيد زكريا وغيرهم الكثير وخلال معركة الكرامة سطر الأبطال العديد من البطولات وروى بدمائهم الذكية تراب سيناء.

وما بين 1973 وحتى 2011 شهدت سيناء العديد من الأحداث، فعقب توقيع اتفاقية السلام بدأت عملية استرداد باقى الأرض، لتتسلم مصر كامل ترابها الوطنى فى 25 إبريل 1982 عدا طابا،  لتدخل مصر أقوى معركة قانونية ودبلوماسية وتنتصر فيها فى 19 مارس 1989 وتتسلم مصر كامل ترابها الوطنى وتظل رايات النصر مرفوعة خفاقة.

وأطلقت الدولة المصرية مشروع تنمية سيناء الذى تعثر أكثر من مرة ولم يستطع مشروع ترعة السلام أن يحييه.

وظلت سيناء على مدى 30 عاما لم تشهد سوى تنمية بعض المناطق مثل العريش وشرم الشيخ والطور وعدد قليل من مدن شمال وجنوب سيناء.

وعقب ثورة يناير 2011 حاولت عناصر الجماعة الإرهابية استغلال الحالة التى أصابت الدولة المصرية من أجل تنفيذ مشروعها المسموم، فجمعت العديد من عناصرها المسلحة والمتعاونة معها فى محاولة منها لاحتلال سيناء واستقطاع  جزء منها لصالح تلك العناصر، بالاتفاق مع عدد من أجهزة مخابرات بعض الدول، ولكن الدولة المصرية لا ولن تموت. فقد تصاب بالوهن بعض الشىء ولكنها لا تنكسر، وسرعان ما تتعافى.

فقد انتفض الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 وخلفه قواته المسلحة لتنهض الدولة منتفضة فى  وجه جماعة الإخوان الإرهابية.. ووقفت القوات المسلحة فى مواجهة المخطط الشيطانى لتحول دون تنفيذه، ليُسطر أحفاد وأبناء أبطال أكتوبر ملحمة بطولية جديدة بعد أكثر من 42 عامًا فى مواجهة الإرهاب.

وفشل مخطط تفتيت الدولة المصرية الذى لقى دعما ماليا واستخباراتيا غير محدود ومازال.. منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن من جانب عدة دول، لأنهم لم يدركوا قوة وصلابة أبطال القوات المسلحة.. فلم تستطع المراكز البحثية الخاصة بهم أن تعرف القوة الحقيقية للمقاتل المصرى، رغم أنها ظلت على مدى سنوات ترصد الحالة المصرية، من خلال تقارير دُفِعت فيها ملايين الدولارات.

لقد سطر أبطال القوات المسلحة خلال عمليات  مكافحة الإرهاب فى سيناء أروع البطولات،خلال عمليات (حق الشهيد 1 و2و3 والعملية الشاملة سيناء 2018) أمثال العقيد رامى حسانين وأحمد المنسى وعلى مغربى والجندى محمد الشحات  وأيمن شويقة وغيرهم الكثير من الأبطال الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن. فمهدوا لعبور جديد لسيناء عبور يحمل معه التنمية الحقيقية التى كانت تنتظرها أرض الفيروز لأكثر من 30 عامًا.

وفى الوقت الذى كان الأبطال يدافعون عن الوطن  ويقدمون أرواحهم فداء له كانت  كتائب التعمير تعمل ليل نهار لتقيم أكبر شبكة للطرق فى سيناء، مجموعة من الطرق الطولية والعرضية التى تسهل عملية التنمية.

كما أقيم العديد من المدن الجديدة منها مدينة رفح الجديدة ومدينة الإسماعيلية الجديدة ومدينة شرق بورسعيد ومدينة بئر العبد الجديدة  والمدينة الاقتصادية «سلام» والتى تعد من أكبر المدن الاقتصادية فى المنطقة.

كما تم رصد 275 مليار جنيه لتنمية سيناء  وتم توصيل مياه الرى إلى سيناء من خلال سحارة سرابيوم والتى تعد أعمق سحارة لعبور المياه العذبة تحت ممر مائى فى العالم لتروى 100 ألف فدان بوسط سيناء وجار نقل مياه مصرف المحسمة  للصرف الزراعى إلى سيناء بعد المعالجة الثلاثية لمياهه ليبلغ حجم المياه المنقولة إلى سيناء مليون متر مكعب يوميًا من محطة المحسمة، تستخدم بالكامل فى الزراعة.

وحرصت الدولة على أن تكون تنمية سيناء واقعا ملموسا فأقامت أكبر أربعة شرايين أسفل قناة السويس (أنفاق القناة) فتم إقامة حزمتين من الأنفاق أحدها فى مدينة الإسماعيلية والثانية فى بورسعيد، والتى من المقرر افتتاحها خلال أيام، بالإضافة إلى ثلاثة معابر تم افتتاحها من قبل. وستكون أنفاق القناة بمثابة نقلة حقيقية فى تنمية سيناء، كما تم إقامة عدد من المشروعات التنموية الزراعية والصناعية والسياحية بشمال ووسط وجنوب سيناء.

عبور جديد تشهده سيناء خلال الأيام القادمة بعد افتتاح أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد لتزرع سيناء بالبشر بعد تطهيرها بالكامل من دنس الإرهاب أكثر من 3 ملايين مصرى سيسكنون سيناء خلال السنوات القادمة.

بطولات كثيرة ما زالت لم ترو سطرها أبطال من القوات المسلحة والشرطة خلال عمليات مكافحة الإرهاب وسيذكرها التاريخ بأحرف من نور.

 




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.