رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الثقافة.. والمواطن

1614

أحيانًا كثيرة يكون حديث الشارع مُعبرًا عن كثير من المشاكل أو المعاناة أو أحلام المواطن وبدون رتوش.. وأحيانًا أخرى يكون بدون علم وتُحركه شائعة كبيرة سلبية وما إن تنتهى تبدأ أخرى فى الانتشار وكثير من الشخصيات يحب أن يتقمص شخصية «أبو العريف» أو العالم ببواطن الأمور.
وهذه ظاهرة يجب الوقوف عندها وقد بدأت بعض أجهزة الإعلام وخاصة التليفزيون الرسمى فى طرح بعض ما يدور فى الشارع من شائعات والتعليق عليها وإعلان الحقيقة.. والرد على الشائعة فى مهدها له تأثير طيب ويعطى القوة والمصداقية للحكومة والثقة للأفراد والشعب ولكن الأمر لا يحتاج تليفزيون الدولة فقط.
الأمر يحتاج إلى منظومة متكاملة لرفع الثقافة العامة للأفراد وأن تطرح هذه الرؤية المتكاملة من خلال تعاون جميع الجهات التى يهمها هذا الشأن من علماء اجتماع والمركز القومى للبحوث الاجتماعية ووزراء التعليم والثقافة والحكم المحلى والشباب ضمن الحملة التى دعا إليها الرئيس للاهتمام ببناء الإنسان من خلال الصحة والتعليم.
وأعتقد أن الثقافة بمفهومها العام يجب أن تكون فى الصدارة فى هذا المشهد لإعداد المواطن وهى فى الحقيقة مسألة متشعبة أن تعلم كل جهة دورها وأن يكون هناك تكامل فى الجهود فالفن له دور من خلال السينما فهى من أكثر الفنون تأثيرًا ووصولًا إلى الجماهير بمختلف ثقافاتهم تؤثر بالسلب والإيجاب، ومصر لها الريادة فى السينما وتاريخ طويل ولكن توقف الدولة عن الإنتاج وغلق الكثير من دور العرض الكبيرة أدى إلى تراجع ملحوظ فى هذا الدور.. وأيضًا هناك ستديوهات السينما التى كنا نباهى بها الشرق والغرب مثل ستوديوهات الأهرام وجلال وستوديو مصر وغيرها التى تساهم وتيسر العملية الإنتاجية لم تعد تقوم بدورها.
ومدينة الإنتاج الإعلامى والتليفزيون كان لهما دورًا كبيرًا فى إنتشار الدراما المصرية فى مصر والوطن العربى، إلى أن بدأ الغزو التركى بالمسلسلات التى تهتم كثيرًا بتفاصيل الأماكن السياحية وتقديم مجتمعات جديدة وثقافة جديدة وترويج كل شىء بدءًا من الأماكن والسياحة إلى اللغة واللهجات حتى فى الدبلجة.. وأسلوب الحياة.
فى الوقت الذى لم نقدم فيه أعمالًا مثل ليالى الحلمية والشهد والدموع والحاج متولى والعديد من المسلسلات التى كان لها تأثير على حركة المرور فى الشارع أثناء العرض منها الاجتماعى والسياسى والتى يقبل عليها المواطن فى مصر والعالم العربى والتى تعتبر الخيط الرفيع الذى يربطنا بالعالم العربى.. فهى القوى الناعمة!
حفلات أضواء المدينة وحفلات شم النسيم التى كانت مصر تتميز فيها بالحفلات الغنائية وأضواء المدينة التى قدمت الكثير من المواهب والذين أصبحوا من كبار النجوم فى مصر والعالم العربى.
وأيضًا العروض المسرحية التى كان يحضرها مواطنون من جميع بلدان العالم العربى.. كل هذا يساهم فى ازدهار السياحة والثقافة والدخل القومى ويؤكد الميزة النسبية لديها وأنها تحتاج إلى باقى أذرع القوى الناعمة وأن يكون هناك دور أقوى فى ظل وجود قيادة سياسية تهتم بالمواطن وبرؤية مصر للمستقبل وعودة ريادتها..ووزيرة واعية لأهمية رسالة الثقافة.
ولأول مرة خلال أربعين عامًا أفتخر كمصرى بجناح مصر فى معرض كتاب خارج مصر وذلك خلال معرض عمان الدولى للكتاب ووفد مصر من الوزيرة وهيثم الحاج ود.جابر عصفور ود.محمد سلماوى ود. هشام عزمى و د.سعيد الحصرى الذى كان له أكبر الأثر فى إثراء العمل الثقافى.. كما شاركت دار المعارف لأول مرة.. كان عرسًا ثقافيًا يستحق ويؤكد أهمية الكتاب.. تحية لرجال اتحاد الناشرين الأردنيين وكل من ساهم فى إنجاح الدورة وللوزيرة بسمة النور وزيرة الثقافة الأردنية.. والوزير الشاب إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطينى المثقف الواعى الذى يحمل هموم وطن على أكتافه.. وتحية للفاضلة نوال بن حليس مديرة معرض رام الله للكتاب.
هذه هى أدوات الثقافة لخدمة وبناء الإنسان ورفع الوعى المجتمعى ليساير النهضة الحديثة وبناء الدولة.
وادى الشتا يا طول لياليه
لاننسى أغنية فريد الأطرش بل كل إبداعاته الخالدة.. ولكن أتذكر الشتاء وما حدث فيه العام الماضى من سيول وأحداث على مستوى مصر.. وخاصة فى التجمعات الجديدة وخاصة التجمع الخامس.
بالأمس فقط محكمة الجنايات تعلن أن كل عوامل الفشل تجمعت فى مشروع المياه والصرف فى التجمع الخامس بسبب الفساد والعشوائية ولكن ليس هناك متهم لتعدد المراحل ولكل مرحلة فى مراحل التنفيذ مقاول واستشارى مختلف عن غيرها من المراحل وبالتالى ضاعت المسئولية وضاع الترابط والتناغم الذى يجب أن يكون فى مثل هذا المشروع.. والمتابع للأحداث يجد أيضًا الشوارع الرئيسية والمداخل لم تكن بالتخطيط الذى تستوعبه الحركة وكثافة المرور لسنوات على «الأقل 25 عامًا من نشأة المشروع».
وحتى الآن لم يعمل التجمع الخامس بالكثافة الكاملة وتجد هناك تكدس فى المرور فى المداخل وخاصة المدخل الرئيسى «شارع التسعين» وطريق NA والذى سيضاف له معرض الكتاب الكثافة المليونية.
كل يوم حفر وتعديل وتوسيع فى الشوارع ومازالت الحركة فى التعديلات يوميًا من يدفع الثمن؟!.. المواطن دافع الضرائب يدفع ثمن عشوائية التخطيط وقصور النظر وكذلك يعانى فى الدخول والخروج يوميًا.
مازالت البالوعات كما هى لم تحدث أى مراجعة وأراهن أن تكون يد امتدت إليها بالإصلاح.. كذلك هناك بالوعات اخترعها القائمون وقاموا برفعها عن مستوى الشارع بثلاثين سم على الأقل وتوضع أعلى مطب صناعى وهناك ثلاثة منها بجوار سور الغابة المتحجرة والتى هُدم سورها من السيول وحتى تاريخه لم يتم الإصلاح!
إلى متى ستظل هكذا الغابة سورًا مهدمًا وتسرق محتوياتها يوميًا والأرصفة تعاد مرة خرسانة ومرة بلاط.. وتم فتح أعمال رصف بالشارع ويترك بالشهور دون محاسبة.. هذا مشروع يعتبر من أهم الأحياء أو التجمعات ومدخل العاصمة الإدارية.. نحن لا نحاسب القيادة الموجودة!! والمحكمة برأت.. والمسئولية ضاعت والأسلوب لا يتغير.