رئيس التحرير
سلاح العالم في مصر
By mkamalديسمبر 02, 2018, 14:03 م
2258
ساعات قليلة تفصلنا عن حدث عالمي مهم تشهده المنطقة وتنظمه مصر على أرضها.. المعرض المصري الدولي الأول للصناعات الدفاعية والعسكرية (EDEX – 2018) يفتتح غدًا – الاثنين- بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمركز مصر للمعارض الدولية، وتنظمه وزارة الدفاع والإنتاج الحربي ويستمر لمدة ثلاثة أيام النسخة الأولى.. وتتوجه معه أنظار العالم للدولة القادمة بقوة.
أكثر من 373 شركة من 41 دولة من بينهم 3 دول عربية، و10 آلاف زائر، وبحضور 9 وزراء دفاع، و7 رؤساء أركان و8 وزراء إنتاج حربي، وفود من 56 دولة تأكد حضورهم حتى كتابة هذه السطور، بالإضافة للملحقين العسكريين، والممثلين لجميع السفارات الأجنبية في مصر، ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، حيث تم توجيه دعوات للحضور لجميع المعنيين بالأمر.
عام كامل من العمل والترتيب المتقن والتواصل مع الدول والشركات الكبرى العالمية المتخصصة فى صناعة السلاح، مجموعات عمل وهيئات ووزارات استمرت لمدة 12 شهرًا لكى يظهر المعرض المصرى الدولى الأول للصناعات الدفاعية بالصورة التى تليق بالدولة المصرية.
فلماذا إقامة هذا المعرض؟ وماذا تستفيد منه مصر؟ أسألة تدور فى أذهان البعض حول الحدث المهم، وهو ما أحاول الإجابة عنه فى السطور القادمة.
(1)
فى ديسمبر من العام الماضى وفى مؤتمر صحفى عالمى أعلنت مصر عن إقامة «معرض مصر الدولى الأول للصناعات الدفاعية «EDEX – 2018»، وبالتحديد فى الثانى عشر من ديسمبر 2017، عندها اعتبر البعض أن الوقت قصير جدًا، بين الإعلان عن الحدث وتنفيذه، خاصة أن معارض الأسلحة الدولية معدودة على مستوى العالم إذ لا يتعدى عدد الدول المنظمة لمعارض السلاح 21 دولة حول العالم من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا والإمارات وعدد من الدول الأخرى.
كما أن الترتيب والتنسيق مع الدول والشركات المنتجة للسلاح يحتاج إلى وقت وخبرات فى هذا المجال وهو ما جعل الدولة تستعين بشركة كلاريون المحدودة للأمن والدفاع أكبر شركة متخصصة فى تنظيم المعارض الدفاعية، للتسويق للمعرض والتنسيق مع شركات الأسلحة العارضة.
عمل متواصل.. وزيارات متبادلة قام بها المسئولون عن المعرض، ثقة استشعرتها الشركات المصنعة للأسلحة فى الدولة المصرية، وحالة الأمن والاستقرار التى تنعم بها رغم الأحداث التى تشهدها المنطقة، لتنضم مصر إلى هذا النوع من المعارض الهامة والتى تعد بمثابة أكبر قوة لدفع اقتصاديات الدول للأمام، خاصة أن صناعة الأسلحة من الصناعات الكبرى والتى تقدم دعما قويا للاقتصاد.. فتوفر فرص العمل، وترتقى بمستوى الصناعة الوطنية، وتزيد من حجم الثقة فيها.
(2)
الأقوياء هم أصحاب القرار العالمى.. لذا تحرص مصر على استعادة قوتها ومكانتها خاصة فى التصنيع العسكرى.. فهى صاحبة السبق، عندما أنشأ محمد على مصانع الأسلحة بالقلعة وصدرها للعالم .. فالمدافع المصرية ما زالت شاهدا على تلك الحقبة فى المتحف الحربى بألمانيا.
حدث عالمى بكل ما تعنيه الكلمة، يمثل ثقلا كبيرا لمصر فى علاقاتها الخارجية مع مختلف الدول، وملتقى لتبادل الخبرات التكنولوجية بين المشاركين من صناع السلاح والصناعات الدفاعية من كل أنحاء العالم.
إن مشاركة دول مثل «الولايات المتحدة الأمريكية 42 شركة، فرنسا 32 شركة، الصين، ألمانيا، بيلاروسيا، إسبانيا، باكستان، الهند، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، جنوب إفريقيا، البرتغال، كوريا، اليونان» يؤكد ما وصل إليه المعرض من قوة رغم أنه النسخة الأولى.
يرجع ذلك إلى دقة التنظيم والتنسيق والمتابعة الدائمة والمستمرة للرئيس، لكل الخطوات والتجهيزات بشكل مستمر، وشكلت لجان رئيسية، وكان الدور الرئيسى لوزارة الدفاع، وكانت التعليمات واضحة من كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان بتوفير كافة الإمكانات لإنجاح المعرض، وإزالة أى عقبات تواجه إقامته فى موعده.
كما وضعت القوات المسلحة معايير صارمة للشركات التى تعرض منتجاتها بالمعرض، وجرى تحديد موعده بالتنسيق مع هذه الكيانات، حيث إنها تكون مشتركة فى معارض دولية، حتى يتسنى لها نقل المعدات المعروضة، كما تم إيفاد لجان لزيارة معارض دولية مماثلة، لتلافى أى ملاحظات سلبية فى المعارض الأخرى، لتوفير كل عناصر النجاح اللازمة.
(3)
إن إقامة المعرض بهذا الحجم وفى ذلك التوقيت يؤكد على قوة الدولة المصرية بالإضافة إلى عرضها لعدد من المنتجات العسكرية التى تم تصنيعها داخل مصانع الهيئة القومية للإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع والشركة العربية العالمية للبصريات وجهاز الصناعات والخدمات البحرية، بالإضافة إلى 3 إدارات بالقوات المسلحة، وهى: المركبات والأسلحة والذخيرة، والحرب الإلكترونية من خلال جناح باسم مصر لعرض منتجاتنا من الصناعات الصناعية والعسكرية.
إن المعرض الذى يعقد بشكل دورى كل عامين هو الأول من نوعه فى منطقة شمال ووسط إفريقيا ونظراً لموقع مصر الجيواستراتيجى الفريد سيمثل هذا المعرض نقلة نوعية متميزة لدول هذه المنطقة ودول الجوار، وما سيقدمه من إظهار لأحدث التطورات فى مجال تكنولوجيا التسليح العالمية والصناعات المرتبطة بالتصنيع العسكرى بكل ما تحويه من إمكانيات علمية وتقنية وتكنولوجية متقدمة.
إن الصناعات الدفاعية مورد مهم للنمو الاقتصادى فى ظل التنامى المستمر فى أسواق التسليح العالمية، كما أنها القوة الدافعة لتطوير الابتكارات التى تخدم القطاعين المدنى والعسكرى على حد سواء فى كل فروع الاقتصاد والتكنولوجيا الحديثة.
حدث كبير تقيمه الدول الكبرى فقط، واختيار مصر لإقامة ذلك المعرض يوثق علاقاتها القوية بالأشقاء والأصدقاء.
إن إقامة المعرض فى مصر، يعتبر محفلا للشركات العالمية، وكذلك للدول التى تسعى لعقد صفقات التسليح المشترك مع دول أخرى، كما أنه فرصة جيدة للشركات والمصنعين لرؤية السلاح بشكل واقعى وحقيقى، بالإضافة إلى أنه سيتم عرض القطع البحرية والطائرات الكبيرة، بطرق حديثة، خاصة أنها لن تتواجد فى أرض المعارض التى تشهد إقامة المعرض، بل سيكون لها عرض خارجى.
إن حضور العاملين فى شركات الإنتاج الحربى، وكذلك الصناعات الحربية المصرية للمعرض للتعرف على التكنولوجيات الحديثة، رؤية الأسلحة الحديثة المعروضة، تعد أكبر عملية لنقل الخبرات.
(4)
يعد المعرض فرصة لتبادل الخبرات بين الجهات العالمية والمحلية فى مجال أنظمة التسليح، وأن وجود مثل هذا العدد من كبرى الشركات العالمية فى الصناعات الدفاعية يعود بالنفع على الشركات والصناعات المصرية.
إن إطلاق مصر للنسخة الأولى من معرض الأسلحة الدفاعية فى التوقيت المحدد وبوجود هذا العدد الضخم من شركات تصنيع الأسلحة رغم التهاب المنطقة وما تموج بها من أحداث يؤكد قوة الدولة، العديد من الخبراء أكدوا أن عدد الصفقات التى من المتوقع أن يتم توقيعه أو الاتفاق عليه خلال المعرض المصرى الذى يستمر ثلاثة أيام قد يفوق عدد الصفقات التى أبرمت فى أقدم وأكبر معارض للأسلحة الدفاعية بالشرق الأوسط.
إن المعرض يعد أكبر تجمع لأحدث الأسلحة الدفاعية المنتجة فى العالم. حيث تحرص كبرى شركات التصنيع على تقديم أحدث ما لديها من أسلحة (جوية، بحرية، برية).
ومن المتوقع أن تعرض الشركة الروسية المنتجة للصواريخ الدفاعية s400 لمنتجاتها خلال المعرض، كما تعرض كبرى شركات الصناعات البحرية فى كل من فرنسا وألمانيا أحدث القطع البحرية وعددًا من المدرعات والطائرات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وأسلحة القوات الخاصة.