صالون الرأي
الرهان الخاسر
By amrديسمبر 16, 2018, 19:01 م
2226
ربما يخسر الرهان الآن.. أولئك الذين تراهنوا على غياب مصر فى غياهب الصراعات الداخلية والمؤامرات الخارجية، وانسحابها من الساحة الإقليمية والدولية وتراجع دورها بل واختفاؤه.
بالفعل خسر هؤلاء الرهان مع ذلك الحضور الطاغى والملحوظ لمصر خلال الفترة الماضية.. والدور القوى الذى باتت تلعبه فى المنطقة بل والعالم.. وكيف استعادت هيبتها وثقلها.
ففى البحر المتوسط تقف مصر بقوة تنقب عن ثرواتها وتحميها من خلال التحالف الثلاثى مع قبرص واليونان ذلك التالف الذى تمثل مصر فيه حجر الزاوية.
وفى العمق الأفريقى عادت مصر بقوة فها هى تدعو أشقاءها الأفارقة وتستضيفهم فى شرم بمنتدى تجمع دول الكوميسا محاولة خلق تكتلات اقتصادية قوية تواجه بها التحديات العالمية، وهاهى تقوم ببناء سد تنزانيا فى إشارة إلى أنها ليس لديها مانع فى أن تحظى دول حوض النيل بالتنمية العمرانية مادام ذلك لن يضر بمصالحها ومصادر حياتها وروافد بقائها.
وأيضا كانت وماتزال حاضرة وبقوة فى الملف الليبى وتحاول بكل الطرق أن تستعيد ليبيا استقرارها وأمنها وشاهدنا جميعًا حضور مصر فى اجتماع باليرمو بإيطاليا من أجل مناقشة واقع ومستقبل ليبيا.
ثم أيضا ما شاهدناه مؤخرًا من وجود مصر فى اجتماعات دول البحر الأحمر من أجل تأسيس كيان واحد يجمع الدول المطلة على البحر الأحمر وهى (مصر – السعودية – الأردن – السودان – اليمن – جيبوتى – الصومال) يحمى البحر الأحمر من التهديدات والأطماع الخارجية خاصة من إيران وتركيا، فمصر أيضا تتواجد فى هذا الكيان بكل قوة من أجل حماية مصالحها وثرواتها من خلال تحويل هذا البحر إلى بحيرة عربية غير مسموح لأحد بالعبث فيها.
كل هذه الشواهد وكل ذلك الحضور على كافة الجهات الأربع لمصر يؤكد أن الدولة المصرية وضعت لنفسها استراتيجية واضحة تسير عليها وسياسة واضحة المعالم فى الداخل والخارج، كتبت القيادة السياسية تفاصيلها بكل دقة واهتمام وتعمل على تنفيذها بوطنية خالصة تسير بنا نحو تحقيق تلك النتائج التى تشاهدها وذلك الواقع الذى نعيشه ومايزال فى المستقبل ما يسر أكثر من الحاضر.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن