«انتو فاكرين أن احنا هنضيعكوا.. لا والله».. هذه الكلمات البسيطة قالها الرئيس أكثر من مرة.. لكنها كانت تعبر عن إيمان وصدق وعمل، إيمان بمسئولية وطن.. وصدق في العهد ووفاء باليمين الذي أقسمه عندما تولى المسئولية.. وعمل متواصل من أجل تنمية ورفعة هذا الوطن.
المائة وثمانية وثلاثون ساعة الأخيرة، كانت دليلا وواقعا على ما سبق.
وليست الـ 138 ساعة الأخيرة فقط، ولكننا خلال 52 شهرًا منذ تولى الرئيس المسئولية ونحن أمام رجل محب لوطنه.. رجل الوطن هو كل حياته.
تخطيط دقيق.. وعمل متواصل.. ومتابعة دائمة. وإيمان بالله والوطن.
لم تكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى هضبة الجلالة الخميس الماضى مفاجأة لى، رغم أننى لم أكن أعلم بالزيارة إلا بعد بيان المتحدث الرسمى باسم الرئاسة.. وهذا أمر طبيعى فى الزيارات المفاجأة والمتابعات.
ولكنها لم تكن مفاجأة لى.. لأن الرئيس دائمًا ما يحرص على أن يتابع بنفسه المشروعات الكبرى وما تم فيها، خاصة أننا نقترب من موعد مهم لم يفصلنا عنه سوى 16 شهرًا.. الموعد الذى قال عنه الرئيس «بكرة تشوفوا مصر تانية خالص».
بالفعل مع هذا العمل والإخلاص قريبًا ستكون بإذن الله مصر التى نحلم بها.
فقد حرص الرئيس بداية الأسبوع الماضى على افتتاح المرحلة الثانية من محطة معالجة الصرف الصحى بالجبل الأصفر والتى تعد من أكبر المحطات فى العالم وبعد افتتاح المرحلة الثانية منها ستصبح بالفعل أكبر محطة لمعالجة الصرف الصحى فى العالم بنظام الدورة الثلاثية، التى تحول مياه الصرف الصحى إلى مياه صالحة للزراعة طبقًا للمواصفات العالمية، تعالج المحطة يوميا 2.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميًا.
ويجرى تطويرها فى المرحلة الثالثة لتصبح الأولى بالعالم بعد أن يصل إجمالى المعالجة اليومية لها 3.5 مليون متر مكعب.
تستخدم المياه المعالجة من المحطة فى رى ما لا يقل عن 150 ألف فدان.
وبلغ إجمالى تكلفة المرحلتين الأولى والثانية بها 3 مليارات جنيه.
تنتج المحطة غاز «الميثان» بنظام (البيوجاز) لتوليد الطاقة الكهربائية لتوفير 60% من احتياجاتها من الكهرباء.
تدار المحطة أوتوماتيكيا من خلال استخدام أعلى تقنيات التكنولوجيا والتحكم «اسكادا».
ومن محطة الجبل الأصفر افتتحت محطة تحلية مياه البحر فى الطور وعدد من مشروعات الإسكان الأخرى منها (أهالينا 1 والمحروسة).
مشروعات لا تتوقف وتنمية تشهدها مصر فى كل مكان فى قطاع البنية الأساسية والتعليم والصحة والإسكان والمشروعات الصناعية وقبل ذلك وذاك «بناء الإنسان».
وفى فجر اليوم التالى – الأحد الماضى – استقل الرئيس دراجته الهوائية ليزور الكلية الحربية.
ويشارك الطلاب طابور اللياقة البدنية الصباحى، ويجرى حوارًا معهم وعقب زيارته للكلية الحربية.
توجه الرئيس الى العاصمة النمساوية «فيينا» لحضور المنتدى الإفريقى – الأوروبى استجابة للدعوة التى تلقتها مصر من المستشار النمساوى «سيباستيان كورتز» والرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى والرئيس الرواندى «بول كاجامى» الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى.
ليسافر الرئيس إلى فيينا يحمل معه طموح وطن وقارة.. يستعرضها خلال المنتدى وبحضور 50 رئيس دولة وخلال الاجتماع رفيع المستوى، عرض الرئيس تجربة مصر فى مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية ومكافحة الهجرة غير الشرعية وأهمية زيادة حجم التعاون الاقتصادى بين أوروبا وإفريقيا.
أكثر من 5 لقاءات ثنائية وقمة مصرية – نمساوية ناقشت العديد من الملفات.
فقد التقى السيدة كريستالينا جورجييفا، الرئيسة التنفيذية للبنك الدولى وعددا من أعضاء البنك الدولى، كما التقى خلال الزيارة عددا من رؤساء كبرى الشركات النمساوية، فضلاً عن بعض أعضاء مجلس الأعمال المصرى النمساوى، كما عقد الرئيس قمة ثنائية مع رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات، وكذا التقى رئيس الوزراء السلوفينى ماريان شاريتس، كما قام الرئيس السيسى بزيارة المجلس الوطنى – البرلمان النمساوي، كما التقى الرئيس الرئيس النمساوى ألكسندر فان دير بيليّن، فى قمة مهمة.
كما عقد الرئيس السيسى قمة مهمة مع المستشار سيباستيان كورتز، المستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا الذى أثنى على النهج الشامل الذى تقدمه مصر فى الحرب على الإرهاب من خلال معالجة الأسباب الجذرية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ومكافحة الأيديولوجية المتطرفة.
وشهد الرئيس السيسى والمستشار كورتز أيضًا توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم لتشجيع التعاون فى مجالات التكنولوجيا والإبداع, وتنظيم المشاريع، والاستثمار المشترك، والتعليم العالى، والسكة الحديدية.
ملفات ولقاءات واجتماعات تواصلت على مدى الأربعة أيام المحددة للزيارة واستقبال نمساوى حافل بالرئيس والوفد المرافق له واستقبال ضخم من الجالية المصرية، زيارة تميزت بالدفء رغم برودة الأجواء فى «فيينا»، لقاءات ومشاورات مع القادة والزعماء الأوربيين والأفارقة ليختتم الرئيس زيارته بلقاء أسر المصريين المتوفين والمصابين الذين تعرضوا لحادث مرورى فى مدينة دريسدن الألمانية أثناء سفرهم برياً متوجهين من فيينا إلى برلين للمشاركة فى الترحيب بزيارة الرئيس إلى ألمانيا فى شهر يونيو عام ٢٠١٥، حيث أعرب عن خالص مواساته، مؤكداً حرصه على الالتقاء بهم وتعزيتهم شخصيًا فى أول زيارة رسمية له إلى العاصمة فيينا.
ومن فيينا إلى القاهرة وفى فجر اليوم التالى لعودته إلى أرض الوطن – الخميس الماضى – زار الرئيس مشروع هضبة الجلالة.. الذى يعد أحد المشروعات القومية المهمة، والذى تعمل به 100 شركة وطنية ويوفر أكثر من 150 ألف فرصة عمل .
جاءت زيارة الرئيس لمواقع العمل وفى وقت مبكر (فجر الخميس ) تأكيدًا على أهمية متابعة المسئولين لكافة نطاقات المسئولية الواقعة تحت قيادتهم، وذلك لدفع عجلة التنمية من أجل غد أفضل للمصريين.
ويتأكد مرة أخرى ما تحدث عنه الرئيس أننا سنرى «مصر تانية» فى يونيو 2020 حيث تفقد الرئيس أول 3 مصانع تقام فى مصر لمستلزمات إنتاج الرخام وبلوكات الرخام والمنتجات الخرسانية التى تقام من هالك الرخام.
حيث تم الانتهاء بالكامل من المصنع الأول الذى بدأ بالفعل التشغيل والإنتاج، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المصنعين الآخرين فى 30 يونيو 2020.
وكذا جامعة الجلالة التى تشمل بخلاف إدارة الجامعة عدد 14 كلية فى مختلف التخصصات، منها الزراعة والغذاء، والعمارة، والعلوم الطبية المساعدة، بالإضافة إلى مركز دولى للمؤتمرات وإسكان للطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
والمدينة الترفيهية والممشى السياحى والفندق السياحى ومحطة تحلية المياه التى تعد أكبر محطة لتحلية المياه بعد محطة العلمين.
جولات الرئيس التفقدية المستمرة وزياراته الخارجية جميعها لها هدف واحد (مستقبل مصر).
لقد قال لى أحد الزملاء ونحن نتحدث عن تحركات الرئيس وزياراته لمواقع العمل فى الصباح الباكر.. أظننا نكاد نحسد هذا الرجل.. فقلت له: إنه يعلمنا ويعلم كل مسئول.. كيف تكون المسئولية.. وبشكل عملى.
التوقيت له دلالة.. هو ضرورة أن يكون كل مسئول فى موقعة مبكرًا.
والزيارات لها دلالة.. هى أن يكون المسئول فى موقع العمل يتابع ويجد حلولا عاجلة ليكتمل البناء.
والملفات التى يحملها لها دلالة.. فهو يحرص على جذب استثمارات جديدة لتحقيق التنمية وتوفير فرص عمل أكثر للشباب وبناء وطن ورفع مستوى معيشة أفراده.
لقد استعادت مصر مكانتها الدولية، فباتت محل تقدير واحترام العالم، وقدمت تجربة، فى مجالات عدة يشهد لها العالم فى (الإصلاح الاقتصادى والتنمية وبناء الإنسان والصحة والبنية الأساسية والمشروعات الكبرى).
هكذا يتعامل الرئيس مع المسئولية التى تحملها بتكليف من الشعب، وهكذا لا بد أن يكون كل من يحمل أمانة المسئولية.