قرار حكيم.. وإجراء سليم الذى اتخذه د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم بأن جعل «تانية ثانوى» نقل عادية وليست تراكمية.. وأن الثانوية الجديدة هى «تالتة ثانوى» فقط.. مع العلم أن الامتحانات الإلكترونية مستمرة – كما هى – لأولى وتانية ثانوى.. لأن هذا القرار يمنح المزيد من التريث فى معالجة الأمور.. ومعالجة أية عقبات ظهرت وقد تطرأ فى التطبيق التجريبى للوصول إلى النظام الأمثل والعادل الذى يخلصنا – مع الوقت – من مشاكل النظام القديم وينهى «بعبع» الثانوية العامة..

هذا الإجراء الذى اتخذه معالى الوزير لا يعنى إلغاء الثانوية التراكمية على (3 سنوات) المزمع تطبيقها ولكن تأجل لحين تعديل القانون هذا العام.. كما لا يعنى التراجع عن التحديث والتطوير للمنظومة التعليمية ونظام التقييم (الامتحانات) الجديد فى مرحلة الثانوية العامة والذى بدأته وزارة التربية والتعليم العام الماضى للتخلص من الحالة المتردية التى وصل إليها النظام التعليمى القديم بفعل الزمن والأخطاء تلو الأخطاء.. فالتطوير والتحديث مستمر وسيستمر ومن يتخيل أن تكون هناك عقبات تحول دون الاستمرار فى التحديث والتطوير فهو «واهم» وخاطئ..

ثقافة المجتمع لابد أن تتغير لأنه لا ينفع ونحن «قاعدين» ليل ونهار.. صغير وكبير.. على «النت» و«الفيس» و«الواتس» و«الماسنجر» نقلب فى الأخبار ونُشيّر المعلومات ونرسل الرسائل ثم نأتى ونقول: استخدام «التابلت» فى التعليم والتعلم والامتحانات خاطئ.. وأن أبناءنا الطلبة لم يعتادوا على هذا.. كما لا ينفع والعالم كله وبما فيه مصر يتجه للمعاملات الإلكترونية فى كل شىء.. وفى كل المجالات وشئون الحياة ثم نأتى ونقول: الامتحانات والتصحيح الإلكترونى خطأ.. وحرام.. وبدعة!!

إننى أنادى أولياء الأمور أن يتركوا أبنائهم «يتعلمو صح».. وبأساليب وأدوات عصرهم.. ولن يندموا.. وأن يغيروا أسلوبهم فى النظرة للتطوير والتحديث.. وتقبل كل جديد.. ولا يتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة حتى تسير الأمور إلى الأفضل.. وإلى الأحسن.. وأن يثقوا فى الدولة ويعرفوا أنها تريد مصلحة أبنائهم باعتبارهم المستقبل لهذا البلد..

وفى نفس الوقت ندائى للدكتور طارق شوقى.. أن يبدأ فورًا سلسلة لقاءات مفتوحة بين القائمين والمسئولين عن التطوير من ناحية.. والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة والرأى العام من ناحية أخرى لنشر ثقافة التغيير والتطوير.. ووضع الحلول اللازمة لأى مشكلة واجهتنا العام الماضى فى أولى ثانوى (نظام جديد).