صالون الرأي
اغتيال لغة!
By amrأكتوبر 27, 2019, 14:11 م
1237
فى الماضى غير البعيد، انضم «الفيس بوك» إلى قائمة المتهمين بـ «اغتيال اللغة العربية»، وسارعت منصات السوشيال ميديا الأخرى مثل تويتر ويوتيوب وانستجرام وغيرها، لتدعم «الفيس بوك» فى حربه ضد لغتنا الجميلة!.. ولكن هل نجح هؤلاء المتهمون فى جريمتهم؟.. ومن تضم قائمة المتهمين لتلك الجريمة؟
لنبدأ بإجابة السؤال الثانى أولًا، ونتحدث عن بقية المتهمين، إنهم: أنا.. وأنت.. أبى وأمى.. أبوك وأمك.. مُدرسى ومُدرسك.. مدرستى ومدرستك.. بمعنى أشمل.. المجتمع بأكمله شريك فى تلك «الجريمة النكراء».
فرغبة الأسرة فى توفير «وجاهة اجتماعية» لها ولأبنائها، دفعتها إلى الحرص على تعليمهم اللغات الأجنبية، حتى يتفاخر كل أب وكل أم بأن نجلهم يجيد اللغات الأجنبية..
وهكذا أصبحت اللغة الأجنبية «موضة» مثل الملابس الغربية التى بدأت تنتشر بين الشباب والفتيات، من باب «التفاخر والتباهي» أيضًا.
يضاف إلى ذلك أن غالبية الأنشطة الاقتصادية فى مجتمعاتنا العربية صارت «عابرة للقارات»، فشركات الهواتف المحمول «أجنبية»، وكذلك المطاعم الفاخرة، حتى محلات الملابس والأدوات والأجهزة المنزلية «أجنبية».
وهذا أجبر الإدارة المحلية «الوطنية» لفروع تلك الشركات إلى تنفيذ «تعليمات» القيادات الإدارية العليا، بضرورة إجادة الموظفين بها للغات الأجنبية، وبالتالى أصبحت تلك اللغات من بين مؤهلات التعيين بالوظائف فى القطاع الخاص.
وهكذا.. سقطت اللغة العربية «فريسة وضحية» لمؤامرة مقصودة وأخطاء وخطايا غير مقصودة ارتكبناها جميعا، ودفعت لغتنا الجميلة ثمنها، وسندفع نحن أيضا الثمن ولكن بالتدريج البطئ.
والفقرة السابقة تجيب عن السؤال الأول، هل نجحت جريمة اغتيال اللغة العربية؟..
للأسف.. أوشكت الجريمة أن تنجح.. وتضيع اللغة العربية لولا حفظ الله لها.. وبقية من أمل أن يستيقظ أبناؤها يومًا ما ويُوقفون تلك المهزلة!..
فضلًا عن محاولات محدودة للأسف، رغم أنها جادة جدًا، لبعض الهيئات العلمية واللغوية والأكاديمية لحماية اللغة العربية من الانهيار، مثل المؤتمر العلمى الدولى الثانى لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنوفية والذى تستمر فعالياته خلال يومى 27-28 أكتوبر الجاري، بعنوان: «مسارات التأويل فى علوم اللغة العربية»، برعاية رئيس الجامعة د. عادل مبارك، ويترأسه عميد كلية الآداب د. أسامة مدني.
رحم الله أطفال الوطن العربي.. وثبّتهم على لغتهم وانتمائهم لهذا الوطن العظيم وللغته الخالدة.