https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قمة القرارات الصعبة

1573

ساعات قليلة تفصلنا عن الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التاسعة والعشرين.. آمال وطموحات الشعوب العربية خاصة في المناطق الملتهبة تتعلق بنتائج القمة العربية التي تأتي في ظروف صعبة تمر بها المنطقة.. وما أشبه الظروف التي تعيشها منطقتنا العربية بنفس الظروف التي كانت تعيشها منذ 15 عامًا تقريبا وبالتحديد في الأول من مارس 2003، حيث كانت القمة العربية العادية الخامسة عشرة التي عقدت بمدينة شرم الشيخ، وكانت المنطقة على أبواب معركة أعدت لها الولايات المتحدة الأمريكية عدتها (غزو العراق)، وبعد أن قدم القادة والزعماء العرب إلى شرم الشيخ، حيث كان من المقرر عقد القمة على مدى يومين كما هو متبع.. تم اختصار أعمال القمة على مستوى القادة إلى يوم واحد وحرص الأمين العام للجامعة العربية فى ذلك الوقت عمرو موسى على صدور البيان الختامي بعد أن سيطرت أجواء التوتر عليها، وكادت أن تعصف بها، وصدر البيان الختامى ليؤكد إجماع العرب على رفض توجيه أمريكا ضربة عسكرية للعراق مشددين على رفضهم المطلق لضرب العراق، وكلفت ملك البحرين بتشكيل وفد رئاسي لإجراء اتصالات دولية من أجل العمل على تجنب الحرب في المنطقة.
وانتهت القمة التى لم تستمر سوى 13 ساعة فقط، بعدة قرارات أخرى جميعها للأسف لم تستطع إيقاف الآلة العسكرية الأمريكية، وكانت بداية سيناريو إشعال النار فى المنطقة العربية وزيادة حدة الأزمات والتوتر فيها.
وبعد 15 عامًا على قمة شرم الشيخ العادية، تتجدد الأحداث مع اختلاف الأوضاع العربية بعد أن كان العالم العربى بالكامل أكثر استقرارًا، وكافة الدول العربية لم تضربها الأزمات بعد تأتى قمة الدمام فى أجواء أكثر سخونة وأحداث متسارعة، وآمال وطموحات شعوب عربية كثيرة تتعلق بقرارات ستتخذ على مدى يومين، بعد أن كانت قرارات القمة لا تخرج عن القضية الفلسطينية وتضعها فى المقدمة وتبعها الوضع فى العراق، نجد القمة الحالية فى مواجهة أكثر من خمس ملفات هامة فى مقدمتها مكافحة الإرهاب، والتدخلات الإيرانية فى المنطقة العربية، خاصة منطقة الخليج العربى، والوضع فى سوريا الذى يشبه إلى حد كبير السيناريو المرسوم له مثل سيناريو العراق، والوضع فى فلسطين وما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف فى مواجهة الفلسطينيين، والوضع المتأزم فى ليبيا، وكذا الوضع فى اليمن، وكذا الأوضاع الاقتصادية وضرورة التكامل الاقتصادى العربى من أجل مصلحة الشعوب العربية فى ظل حروب اقتصادية طاحنة لا تعرف سوى لغة التكتلات الاقتصادية الكبرى، فى حين أن المنطقة العربية صاحبة أول قرار لإنشاء تكتل اقتصادى (السوق العربية المشتركة 1997) مازالت رغم مرور أكثر من 21 عامًا على توقيع الاتفاقية لم تجد لها طريقًا للتنفيذ بشكل كامل.
كل تلك الملفات ستطرح على جدول أعمال القمة القادمة ويتصدرها الوضع فى سوريا، خاصة أنه أكثر تأزما ويقترب من سيناريو مرعب (التقسيم) والذى ظن البعض لفترة أن الحديث عنه مجرد فزاعة نحاول من خلالها إثارة الرعب فى نفوس الناس، أو الحديث عن شىء لا يعرف الواقع له طريق، لكن بعد تطور الأحداث والتهديدات الأمريكية التى أعقبها توافق بريطانى معلن، وتأييد فرنسى وتركى، وبعد أن سيطر الأخير على بعض المناطق فى شمال سوريا منتهكًا سيادة الدولة السورية تحت سمع وبصر الحليف القوى له (الولايات المتحدة)، بل وبمباركة منه، بات الوضع أكثرتعقيدًا، بل ويتجه باتجاه سيناريو التقسيم رغم استخدام روسيا لحق الفيتو فى مجلس الأمن ضد القرار الأمريكى، وإذا كان البعض يظن أن استخدام روسيا لحق الفيتو يستهدف الإبقاء على بشار فى الحكم فهذا ليس صحيحًا، وإنما يستهدف الإبقاء على القاعدة البحرية الروسية فى المياه الدافئة بالمتوسط فى طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية، وهى قاعدة جوية عسكرية روسية تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية فى محافظة اللاذقية.
تلك القواعد العسكرية كانت هى السبب الرئيسى وراء الفيتو الروسى وليس الإبقاء على بشار الأسد فوق كرسى الحكم، كما أنها باركت ما قامت به تركيا عندما احتلت بعض المناطق شمال سوريا بزعم إنشاء مناطق مراقبة للحدود، ومنع تسرب الإرهابيين إلى أراضيها.
ويبدو أن الملف السورى سيكون له مكان على جدول أعمال القمة العربية.. ولكن هل سيكون هناك اتفاق واضح للخروج من الأزمة، وكيفية منع دخول الآلة العسكرية الأمريكية التى بدخولها سوف ينتهى ما تبقى من سوريا الممزقة التى تحولت مدنها وقراها إلى أطلال وشعبها إلى سكان مخيمات على أراضى أكثر من 25 دولة.
إن القادة العرب فى القمة الحالية أمام تحد مهم، يستوجب من الجميع أن يتحد وتتفق الرؤى لإنقاذ ما تبقى من سوريا.
وإننى أرى أن الحل الذى نادت به مصر من قبل وما زالت تنادى به وتؤكد عليه للخروج من الأزمة السورية هو الحل السياسى، ولكن ذلك لن يحدث إلا برفع القوى الكبرى لدعمها العسكرى سواء كان للنظام أو لما يسمى بالمعارضة أو للعناصر الإرهابية.
إن الوضع فى سوريا يقترب بقوة من تنفيذ سيناريو التقسيم إن لم يتحد الجميع على قرار قابل للتنفيذ على الأرض وتجد الأزمة السورية طريقًا لها داخل بيت العرب.
القضية الفلسطينية.. تعد من الملفات المهمة التى ستناقشها القمة العربية خاصة فى ظل ترويج الإعلام الأمريكى والغربى لما يسمى بصفقة القرن وكذا الرئيس الأمريكى، فى حين أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قال فى تصريحات صحفية «ليس هناك ما يسمى بصفقة القرن، ولم أطلع على تفاصيلها، وبما أننا على غير علم بالرؤية الأمريكية لحل القضية الفلسطينية، لا يمكننا التعليق عليها».
القضية الفلسطينية مازالت تحتاج الى أوراق ضغط من قبل العرب، وكذا وحدة الصف من قبل الفلسطينيين، فليس من المعقول أو المنطق أن يتخذ العرب قرارات من أجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية بل ويتصدر هذا الملف أجندة السياسة الخارجية لدول الطوق وعلى رأسها مصر، فى حين ان القوى الفلسطينية مازالت متشرذمة، والبعض منها ما زال يحاول الابتعاد عن وحدة الصف ليتحد القرار من أجل إيجاد حل لأقدم قضية فى الوطن العربى.
الوضع فى ليبيا هو أيضًا أحد الملفات المطروحة على القمة العربية إلا أن الملف الليبى لن يجد انفراجة بشكل حقيقى فى القمة العربية الحالية خاصة فى ظل محاولات بعض القوى الغربية دعم الانقسام ومحاولة نقل عناصر إرهابية إلى الأراضى الليبية أو ما يعرف بتعليب ونقل مجموعات جديده لخلق بؤرة توتر أكثر سخونة وضغط على الدولة المصرية.
أما الملف القطرى ففى ظل غياب وزير الخارجية القطرى عن الاجتماع الوزارى العربى، وكذا إصرار قطر على السير قدمًا فى عدم تنفيذ المطالب العربية التى اتفقت عليها الرباعية (مصر، السعودية، البحرين، الإمارات) فسيظل وضع المقاطعة العربية كما هو بل وقد نجد فى المستقبل أوراق ضغط جديدة بدأت تلوح فى الافق خاصة فى ظل استمرار الدعم القطرى للإرهاب.

أوراق الذهب

الشهيد الصائم

فى الثامن من أبريل عام 2016 استشهد البطل وهو يدافع عن أمن واستقرار البلد فى وسط سيناء، كان أصغر إخوته طفل هادئ الطباع متفوق فى دراسته وحفظ القرآن الكريم هذا بجانب تفوقه الرياضى، فكان يمارس رياضة المصارعة وحصل على عدة جوائز إنه الملازم أول الشهيد كريم سالم درويش من أبطال الدفعة 109 حربية من المنوفية، التحق بالكلية الحربية حبا وعشقا ورغبة فى أن يكون مقاتلًا، ونصحه والده بأن الحربية كلها مشقة وأنه اختار شيئًا صعبًا ولكنه أصر.
قالت عنه والدته: كريم كان نور البيت كله الحنان ورقّة القلب والبهجة والضحكة والفرحه، أقسم بالله بدون مبالغة كريم كان الحياة كلها لبيتنا ولروحنا، كان حنونًا علينا وعلى كل من حوله عمره ما شاف جارة تحمل حاجة إلا حملها عنها ولو لاحظ حد واقف فى المواصلات كان بيقوم ويقعده فى مكانه كان بيحب كل الناس قريب وغريب رحيم بالأطفال حنون جدًا حتى على الحيوان، كان يأخذ أكله يأكله للقطط والكلاب اللى فى الشارع، ويأخذ اللبن بتاعه وهو صغير ويشربهلهم تحمل كريم أيام وسنين الكلية بكل ما فيها، وجاء يوم التخرج وكان كله مشقة حر جدًا، وذهبنا إلى البيت وقف يغير ملابسه دخل عليه أخوه وقاله مبروك يا كريم خلاص بقيت ظابط وحنستريح بقى من الكلية قاله بقيت مقاتل بقيت شهيد.
شارك كريم فى عمليات حق الشهيد استشهد كريم فى 8 أبريل ٢٠١٦ وقال زملاؤه عن واقعة استشهاده إنهم كانوا صائمين فى أول يوم رجب وكان المكان مفخخًا فذهب كريم هو والنقيب عبد السلام واتنين مجندين ذهبوا يتحسسوا المكان المفخخ لكن الحمد الله ما فيش تفخيخ احضروا المياه للكمين.
وقالوا نرجع نجيب كمان مرة فى المرة الثانية وبعد ما وصلوا لمكان المياه طلع عليهم مجموعة من الخونة راكبين موتسيكلات وأطلقوا عليهم النار وحدث مواجهة بينهم وأصيب كريم بثلاث طلقات فى الوجه والقلب والصدر مقبلًا غير مدبر والحمد لله. بعد ما قتل أحدهم وأصاب الآخر.
شقيقه هشام طبيب قال إن آخر زيارة لشقيقه كانت منذ20 يوما ومنذ 4 أيام كتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى إن الضابط يزف فى حياته مرتين يوم تخرجه ويوم استشهاده متمنيا الشهادة وقد نالها.