صالون الرأي
علاج فعال لمدمني تخفيضات الجمعة!
By amrديسمبر 08, 2019, 17:48 م
1444
جنون استهلاك المواطن الأمريكى يهدد حياته الشخصية، وتصل ذروة جنونه يوم «الجمعة السوداء»، وتعود علة هذا المسمى لأكثر من رواية، إحدى الروايات توثقها بعام 1869 عندما تعرضت أمريكا لأزمة مالية، وأخرى ترجعها إلى وصف شرطة مدينة فلاديفيا لمشهد يوم يقع فيه تزاحم شديد وتكدس للسيارات، ويبلغ حجم مبيعاته خلاله 6 مليارات دولار، وفيه تفتح المتاجر الأمريكية أبوابها من الصباح الباكر، ويكون توقيته فى الجمعة الأخيرة لشهر نوفمبر من كل عام، ويتسابق فيه المواطنون بشكل هستيرى إلى التسوق، ومع مرور الوقت أصبح يومًا عالميًا للتنزيلات الكاذبة والمضللة طبقا لآراء خبراء التسويق.
ويقول تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» تحت عنوان الأسرار القذرة للجمعة السوداء إن العديد من المتاجر تعلن عن تخفيضات لا تتجاوز نسبة الـ 10%، وهى النسبة الحقيقية المخفضة للسلعة، أما المعلن للجمهور قد يكون 30% أو أكثر.
ولا مفر من احتلال النمط الاستهلاكى الأمريكى على عقل المواطن العربي، ويأتى ضمن تبعيته العمياء لشتى فروع الثقافة الأمريكية، وتعلن المتاجر العربية فى ذات التاريخ مسمى «الجمعة البيضاء» مخالفة للمسمى الأمريكى حرصا على مشاعر المسلمين.
وتوضح الإحصائيات حقيقة تلك الأرقام، وتذكر أن الشاب الأمريكى البالغ من العمر 35 عاما يتقاضى أكثر من 750 دولارا أسبوعيا، بمعنى أنه يعادل مجموع راتب كثير من الشباب العربى فى العام الواحد، وفى سن الـ 35 يكون الشاب الأمريكى متزوجا ولديه منزل راقٍ، ولكنه مديون بأكثر من 67 ألف دولار، وهذا ما جاء فى تقرير بمجلة التايم الأمريكية.
ولكن سلوك وفكر المواطن الأمريكى أفضل بكثير، ولا يتفق تماما مع غالبية سلوك المواطنين العرب ومعتقداتهم من ناحية التزامه بضوابط العمل ورفضه التكاسل والإهمال فى أدائه المهني، غير أنه لا يمتلك الرغبة فى التأقلم مع حياته ومع إمكانياته المادية، وتقدر الإحصائيات ديون الأسرة الأمريكية العادية بنحو 370%، أما النواب الفرنسيون يطرحون تشريعا لحظر التنزيلات فى يوم «الجمعة السوداء»، إيمانا منهم بأنه أسلوب لإهدار الموارد ويؤصل لعادات استهلاكية سيئة.
ونفس الحال المواطن الأمريكى يتطابق معه ارتفاع نسبة الدين العام، الذى وصل إلى 22 تريليون دولار، ويعد أكبر من الناتج القومى للبلاد، ويحتل الرهن العقارى المركز الأول فى ديون المواطن الأمريكي، ورذيلة عشق الاستهلاك واحدة من سمات شخصيته، التى تفرز شخصا يتمحور حول ذاته، ويحرص على إشباع رغباته، ويتجاهل مشاكل الآخرين، ولذا لا يهتم بمآسـى الشعوب بالشــرق الأوســط، ولا يهتم كذلك بتحليل واقعه من قراءة للمؤامرات الصهونية التى تحاك ضد مصالحه ومستقبله.
ويعتقد خبراء أن مقولة «رأس المال جبان» حصن أمان للاقتصاد الأمريكى من الانهيار، لأن أى مستثمر لا يقبل المغامرة بأمواله، ويفضل وضع استثماراته فى المكان الآمن الذى يمنحه أرباحا مقبولة، ولقناعته الكبيرة فى قوة الدولار، يلجأ دون تردد إلى الاستثمار فى الولايات المتحدة، وفى المقابل رأى آخر يستشعر الخطر على مستقبل الإمبراطورية الأمريكية، نتيجة تتضاعف الدين العام مصاحبا بارتفاع فى أسعار الفائدة بشكل كبير، مما قد يقابله طباعة كميات ضخمة من الدولارات وإغراق السوق العالمى.
وكلام الخبراء يؤكد أنه يوم أسود على مدمنى الاستهلاك بفضل تفاقم الفوائد البنكية عليهم، ويقدم باحث بريطانى علاجا فعالا لهؤلاء المدمنين بالتوقف عن الشراء بالبطاقة الائتمانية لشعور مستخدميها بسهولة وسرعة الإجراءات، وأن يعتاد على خروج نقوده من حافظته للشراء، وحينها سوف يفكر أكثر من مرة فى الشراء.