فى احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية
رضا حجازى :
سد منابع الأمية البداية الصحيحة لمواجهتها.
عاشور عمرى :
نسب الأمية تتزايد نتيجة الصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي .
الدكتور وليد عثمان :
13 مليون طفل عربي غير ملتحق بالتعليم النظامي.
كتب : أحمد النومى
شهد الدكتور رضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني نائبًا عن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور عاشور عمري رئيس هيئة تعليم الكبار، والدكتور وليد عثمان ممثل جامعة الدول العربية عن إدارة التربية والبحث العلمي، ولفيف من ممثلي الجهات الحكومية والمجتمع المدني الشركاء في مواجهة الأمية، والخبراء من أساتذة الجامعات المصرية ومراكز تعليم الكبار بالجامعات، وذلك بالقاعة الكبرى بالديوان العام لهيئة تعليم الكبار.
استعرض الدكتور عاشور عمري رئيس هيئة تعليم الكبار اهتمام المؤتمر العام لليونسكو في الدورة الرابعة عشر بقضية محو الأمية ، واعتبارها مسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية، واحترام حقوق الإنسـان، وأداةٍ لتعزيز القدرات الشخصية، ووسيلة لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية؛ ومن هنا، يحتفل الوطن العربي في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية للوقوف على الجهود المبذولة ومدى التقدم المُحرز في هذا المجال، وكذلك الوقوف على التجارب العربية الناجحة للاستفادة منها.
واعترف عامرى بأنه رغم الجهود المبذولة التي تقوم بها الحكومات بتشاركية المجتمع المدني إلا أن أعداد ونسب الأمية غير مرضية، بل مهددة بالتزايد في ظل عدم الاستقرار السياسي لبعض الدول العربية وتفاقم الصراعات المسلحة والثورات، والتي نتج عنها النزوح واللجوء.
وبلغ معدل الأمية 27.1 % (للأفراد 15 سنة فأكثر) في الدول العربية، مقابل 16% للعالم.
وأكد عمري أن الأمية تُعد من أخطر المشكلات التي تواجه وطننا العربي؛ لما لها من معيقات تقف بشكلٍ سافر في وجه تحقيق سبل التنمية واستدامتها، هذه الأمية التي تتعدد روافدها في وطننا العربي؛ نتيجة عدم تحقيق القدرة الاستيعابية بشكلٍ كاملٍ لكل من هم في سن الإلزام، وعدم جودة العملية التعليمية التي يقدمها التعليم النظامي بشكلٍ كافٍ؛ ليواكب التطور والثورات المعرفية والرقمية، والإعداد لسوق العمل مما يتسبب في زيادة عملية التسرب من المدرسة قبيل اكتساب المهارات الأساسية والمعارف اللازمة لمواصلة التعلم، ثم يأتي، الارتداد إلى الأمية ليزيد الأمر تعقيدًا مما يعني زيادة نسبة الهدر وذهاب الجهود سُدى.
وأشار عمري أن دولنا العربية مهددة في أمنها مادامت تتزايد بها نسبة الأمية بأشكالها المختلفة لذا وجب تكثيف الجهود لمكافحتها بمشاركة الجهات الحكومية وغير الحكومية، ولا سيما المجتمع المدني، فالقضية قضية أمة، وأن تتوافر لهذه القضية كل سُبل الدعم السياسي والتمويلي فالاستثمار في البشر هو غاية التنمية، ولا قيمة لأي إنفاق _ مهما كان حجمه _ أمام أنسنة الإنسان العربي، وإعداده لجودة الحياة بكل ما يحويه التعبير من كل أنواع التمكين، سيما للمهمشين بالأماكن الأكثر احتياجًا فلا تنمية إلا بالإنسان لأجل الإنسان.
وأوضح أن أمتنا العربية محاطة بمخاطر جَمة لا مخرجَ منها ولا نجاةَ إلا بالتعليم والتعلم، فهما الضمانة الوحيدة للاستقرار، فالتعليم والتعلم ينميان قيم التسامح ونبذ العنف، وقبول الاختلاف، كما أنهما يقويان دعائم الانتماء للوطن، و للهوية العربية، كما أن التعليم والتعلم هما بوابة التنمية الحقيقية وضمانة استدامتها، ولن يتم ذلك إلا بإتاحة التعليم الجيد المنصف الشامل للجميع دون تمييز.
وقال أن الهيئة لا تستطيع العمل إلا في ظل شراكة حقيقية يعبأ خلالها المجتمع المصري من أجل الوصول للصفر الافتراضي للأمية.
وأعتبر الدكتور ليد عثمان ممثل جامعة الدول العربية أن الأمية تمثل أحد أهم التحديات فى الأمة العربية رغم ما تبذله من جهود كبيرة وما نفذته من مشروعات، وبرامج وحملات وطنية طوال الفترة الماضية ، حيث إن الظروف السياسية التي يمر بها من نزاعاتٍ وصراعاتٍ مسلحة، بالإضافة إلى بعض الموروثات الاجتماعية والثقافية مثل: الزواج المبكر والتفكك الأسري، والوضع الاقتصادي المحلي، وعمل الأطفال، والفقر، والبطالة وظروف العيش.وغيرها، جعلت نسبة الأمية في الوطن العربي مرشحة للزيادة نتيجة عدم التحاق قرابة 13 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي .
وأردف أن محو الأمية يحتاج من الجميع اللجوء إلى حلول غير تقليدية، حلول تتواكب مع التكنولوجيا الحديثة وتستثمرها على النحو الأمثل، ويتوجب علينا جميعاً تبادل الخبرات حول هذه الطرق، نعي أن لكل دولة إستراتيجية وطنية للقضاء على الأمية..
وأعتمدت القمة العربية المبادرة التي أطلقتها مصر العربية خلال الدورة 25 للقمة ، التي انعقدت بالكويت عام 2014 إعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي، وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات (2015-2024)، وعقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع شركائها من الدول العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية ولم تغفل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أبناء الوطن العربي الذين تضرروا من الأزمات والنزاعات المسلحة، من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم مع شركائها من ( الهيئة العامة لتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية، والمنظمة الكشفية العربية، ومركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار(أسفك) بسرس الليان،)، بحيث يتم استدعاء بعض القادة الكشفيين من أماكن النزوح وتدريبهم، ومنحهم شهادات اجتياز دورات متخصصة في محو الأمية بالتعاون مع مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار (أسفك) والهيئة العامة لتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية؛ ليكونوا مؤهلين لتعليم وتدريب زملائهم من القادة الكشفيين في أماكن النزوح ليقوموا بدورهم بتولي مسئولية محو أمية اللاجئين والنازحين العرب في أماكن النزوح ومعسكرات اللجوء في الوطن العربي.
كما أكد تجديد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية دعوتها إلى الدول العربية كافة، والمنظمات الإقليمية، والدولية؛ للتعاون المشترك لتعزيز الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الأمية في الوطن العربي، والتي تعد العائق الأكبر أمام تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
.
وأعرب الدكتور ضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن سعادته بالجهود التي تبذلها الهيئة العامة لتعليم الكبار، مؤكدا أنه مازال أمامنا الكثير لتكثيف الجهود فالأمية مشكلة خطيرة ولها روافد متعددة، وتبدأ محاربتها بسد منابعها، وتقديم تعليم جيد للجميع متطور يتوافق مع العصر الرقمي والثورات المعرفية ،وهذا ما تحرص عليه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأشار حجازي أن عملية محو الأمية هي عملية تنموية من الأصل لا مجرد الوقوف عند إكساب المهارات الأساسية للمتعلم، المداخل التنموية والحرص عليها تعني إعداد المواطن لجودة الحياة ليكون فاعلاً ومنتجًا بشكلٍ يتسق مع أهداف التنمية المستدامة خطة مصر 2030 .
وطالب حجازي بضرورة الشراكة والتشبيك وبخاصة مع المجتمع المدني؛ لما له من إمكانات أوسع وأكثر قربًا واتصالاً وتواصلاً بالجمهور المستهدف لمواجهة الأمية .
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية أكد المتحدثون على خطورة قضية الأمية، وضرورة التعامل معها بطرائق جديدة متنوعة ومبتكرة تتوافق مع معطيات العصر واحتياجات المتعلمين والتأهيل لسوق العمل؛ من أجل وطن عربي قادر على مواجهة ما يحيط به من مخاطر ولتنميته تنمية مستدامة، كما أنه علينا جميعا كمجتمع مصري أن تتضافر جهودنا من أجل أن تصبح مصر بلا أمية، وبناء مجتمع ناهضٍ نامٍ يليق بمكانة مصر عبر التاريخ والأزمان.