رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اللواء أركان حرب «على حفظى » : سيناء مستهدفة..والتنمية هى الحل

2351

حوار : د . نسرين مصطفى

هو أحد أبطال «حرب أكتوبر»، وصاحب قصة كفاح وإنجازات وصاحب نظرة ثاقبة، فقد كان المسئول عن فرق الاستطلاع التى كانت خلف خطوط الجيش الإسرائيلى داخل عمق سيناء أثناء حرب أكتوبر 1973م، تولى قيادة حرس الحدود عام 1991م ثم مدير ادارة الشرطة العسكرية 1993م ، ثم مساعدا لوزير الدفاع عام 1995م، وأخيرا شغل منصب محافظ شمال سيناء الأسبق، تاريخ من البطولة وخبرة فى المجال العسكرى والعمل المدنى.. إنه اللواء أ. ح على حفظى الذى كان له أبلغ الأثر فى رؤيته للماضى واستشرافه لمستقبل سيناء.. لذا التقت به «أكتوبر» احتفاء بأحد أهم أبطال سيناء فى الحرب والسلام..وأجرينا معه هذا الحوار:
ما ذكرياتك عن عيد تحرير سيناء؟
عندما نتحدث عن عيد تحرير سيناء فى 25 أبريل فلا تتوقف الذاكرة عن استرجاع انتصارات «أكتوبر» 1973م فهو من أهم التواريخ المهمة التى يجب أن نعتز به، فجيلنا الذى عاش هذه الفترة صمم على استرداد كل شبر من أرض سيناء مرة أخرى للاجيال القادمة فهذا التاريخ ثروة يجب أن نتوارثها من جيل لجيل.
ونجح الإسرائيليون فى 5 يونيو 1967م فى الاستيلاء على سيناء فى ستة أيام ونحن كمصريين تم استرداد آخر شبر من سيناء خلال 22سنة من 5يونيو 1967م حتى مارس 1989 فمررنا بكفاح عسكرى استمر لمدة 6 سنوات انتهى بانتصارات «أكتوبر»، ثم كفاح سياسى ثم التفاوض والتحكيم الذى استمر لمدة 9سنوات إلى أن تم تحرير سيناء فى 25 أبريل 1982م.
ماذا حدث خلال فترة التحكيم الدولى لاسترداد طابا؟
أراد الإسرائيليون أن يوجدوا مشكلة لكى يمتنعوا عن تنفيذ الاتفاقية فأوجدوا أزمة طابا واستمرت الملحمة لمدة 7سنوات أخرى إلى أن تم استرداد طابا التى مرت بعملية التفاوض والتوثيق ثم التحكيم إلى أن حكم لنا بأن طابا تعود للمصريين فى نهاية عام 1988م ثم التنفيذ فى مارس 1989م وهى ملحمة تؤكد ارتباط المصريين بأرضهم وأنه لا يوجد مصرى يستطيع التفريط فى شبر من أرض مصر فمصر هى الدولة الوحيدة التى لم تتغير حدودها على مر التاريخ .
هناك من يتهمون الدولة المصرية بإهمال تنمية سيناء؟
الإعلام هو من روج لهذا الأمر لكن فى الحقيقة لقد ظلت سيناء على مر التاريخ منذ أحمس وتحتمس وحتى انتصارات «أكتوبر» 1973م، تمثل أرض العمليات العسكرية التى تحمى مصر من الشرق، والدرس الذى علمه المصريون لأعدائنا هو أنه جعلهم يلجأون للسلام فبعد توقيع معاهدة السلام أصبح التوجه إلى تنمية سيناء أمر استراتيجيًا.
كيف تغير المفهوم الاستراتيجى للتنمية فى سيناء بعد حرب «أكتوبر»؟
أصبحت تنمية سيناء توجهًا استراتيجيًا خاصة بعد أن تم استرداد آخر شبر من سيناء، فكيف نعمر أرضًا هى فى الأصل ساحة حرب وهذا دليل على أن قواتنا وتأثيرنا هما من وجه هذا التحول فتحولت سيناء من أرض عمليات عسكرية إلى أرض تنمية.
ماذا ينقص العملية التنموية فى سيناء؟
أن تركز الدولة على إقامة الطرق ومحطات كهرباء ومشروعات خدمية ومشروعات البنية التحتية، وهى الخطوة الأولى لإقامة المشروعات التنموية، ثم تنفيذ الدراسة التى عرفت بـ «المشروع القومى لتنمية سيناء»، وهو مشروع شارك فيه أفضل علماء مصر من المتخصصين ولأول مرة أرى على مستوى مصر وثيقة بها منظور مستقبلى بحيث كانت من منتصف التسعينيات حتى 2017 بحيث تكتمل فيه كل منظومة التنمية على أرض سيناء وبالفعل بدأت الدولة تنفذ المشروع من منتصف التسعينيات أثناء تولى د. كمال الجنزورى رئاسة الوزراء بإيجاد البنية التحتية والخدمات.
وماذا تم إنجازه فى فترة توليك محافط شمال سيناء ؟
توليت مهمة محافظ شمال سيناء منذ 1997 وحتى 2000 وحجم ما تم إنشاؤه من طرق وكبارى ومحطات كهرباء وسكك حديد وأيضا ترعة السلام كبير جدًا وكان من المفترض أن يقوم القطاع الخاص بإقامة المشروعات التنموية ولكن للأسف مع بداية الألفية الجديدة ومع تولى وزارة د. عاطف عبيد بدأ الاهتمام بسيناء يتناقص.
ماذا كانت تداعيات ذلك؟
كانت النتيجة ان إسرائيل والغرب حاولوا حل القضية الفلسطينية على حساب مصر و الأردن إلا أن الجانب الإسرائيلى وجد ان مصر لاتتجاوب مع هذه المشروعات لذلك توجهوا إلى فرض اساليب جديدة والتى تحولت بدلا من استراتيجية الهدم من الخارج بالقوة العسكرية إلى استراتيجية الهدم من الداخل بالوكالة من خلال ميليشيات وعناصر إرهابية ومتطرفة لإيجاد حالة من عدم الاستقرار مما سينتج عنها تدخل منهم فى المنطقة المستهدفة من رفح إلى العريش لاستقطاعها لصالح الجانب الإسرائيلى.
ما دليلكم على ذلك؟
يحضرنى موقف، كان أحد زملائى المشاركين فى التفاوض قد رواه لى يتلخص فى أن عضوًا من اللجنة الإسرائيلية بعد حكم المحكمة الدولية بأحقية مصر فى طابا تحدث إلى الوفد المصرى قائلا نحن فى إسرائيل نعلم أن طابا مصرية ويفهم من هذا أنهم يحاولون افتعال الأزمات ليستفيدوا من أخطائنا ولابد ألا تؤثر هذه الأفعال فينا وأن نضع نصب أعيننا أن تنمية سيناء أمر رئيسى وحيوى ويجب الاهتمام به والإسراع بدوران عجلة التنمية مرة أخرى على أرض سيناء فى المرحلة القادمة.
ما رأيك فيما عرف فى الفترة الأخيرة بـ «صفقة القرن»؟
منظومة الحرب التى كانت بالمواجهة العسكرية اختلفت فأصبح منظور الحرب بالوكالة و بأساليب أخرى تختلف عن المواجهة العسكرية ففى وقتنا كان التغيير فى الأمور يتم من خلال العمل العسكرى ويصاحبه العمل النفسى والمعنوى إلا أن هذه الأسبقية اختلفت فالحرب نفسية وقد يتم اللجوء للعمل العسكرى والحقيقة أننا نتعرض يوميا لحرب نفسية، فما عرف بالصفقة هو مصطلح لا وجود له ولكن هدفهم إفقادنا ثقتنا بأنفسنا.
ما أهم المشروعات التنموية فى سيناء؟
قناة السويس سيكون لها دور كبير فى تنمية سيناء، كما بدأ الجانب العربى يساهم بذلك مساهمة أكثر إيجابية وطرح الرئيس مباردة «تنمية سيناء» حتى يتم إقامة المشروعات لأن عامل الزمن عامل مهم فكلما أسرعنا فى التنمية وفرنا الأمن لسيناء، كما أن التنمية على أرض سيناء تحتاج إلى الانطلاق من الغرب إلى الشرق إلا أنه لابد فى البداية من استكمال كل المشروعات التى كانت متوقفة فى السابق.
وماذا عن دور أهالى سيناء فى العملية التنموية؟
يجب أن يتحولوا من الظروف المعيشية التى يعيشونها إلى التنمية وهذا لكى يتحول منظور التعايش السلمى إلى منظور التعايش التنموى وإعداد الكوادر.
بمعنى؟
المقصود كيف أقوم بتأسيس مشروع سياحى دون إيجاد عنصر بشرى تلقى التعليم فى معاهد لتعليم اللغات أو الكمبيوتر إذا لابد من اعداد أهالى سيناء، ومن جهة أخرى لابد من المشاركة فلابد أن يشارك فيما يقام إذا أعطينا هاتين النقطتين أهمية سيكون لهم مردود إيجابى على التنمية فى سيناء.
كيف ترى العملية الشاملة سيناء2018 ؟
عملية ضرورية تستهدف فى الأساس تطهير سيناء من دنس الإرهاب وإعدادها للتنمية خاصة وأن تلك العناصر قد تم جلبها لإحداث عدم استقرار فى سيناء لطرد الاستثمارات.
فى رأيك ما أهم الملفات لدى الرئيس فى الفترة المقبلة؟
أعتقد أن أهم الملفات استكمال مسيرة الرئيس السيسى لأنه يتميز بأمرين الأول لدية رؤية للمستقبل والثانى عامل الوقت عنصر حاسم جدا كما أن لديه تصورًا للمستقبل، وأرى من أهم الملفات تاهيل الشباب للمستقبل وزيادة التواصل بين الأجيال والاستفادة من الخبرات السابقة فى عملية البعد السياسى فى الداخل، بالإضافة للاهتمام ببعض الملفات الخاصة بتحسين أحوال المواطن البسيط التى لا تتوقف وعلى رأسها ملف التعليم والثقافة لتشكيل الوعى.
أهم الملفات التنموية فى سيناء؟
هناك ثلاثة ملفات لهم أولوية كبيرة هى استكمال القضاء على الإرهاب والتنمية البشرية من أهالى سيناء فى المنظور التنموى.. وضع حوافز استثمار لجذب استثمارات ضخمة لسيناء
كلمة توجهها إلى الشباب المصرى؟
أعداؤنا سيظل لهم مطمع فى مصر ولايريدون لمصر الخير فهدف عدونا لن يتغير ولذا لابد أن نكون حريصين ومدركين لما يدور حولنا، فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل لذا لابد أن يفكر الشباب كيف يعدوان أنفسهم للمستقبل والاقتداء بالأجيال السابقة، ولدى ثقة فى شبابنا فالشباب يحتاج إلى إطلاق الطاقات الكامنة لديهم.