خاص أكتوبر

انعكست تطورات المشهد العسكري الحاصل في سوريا الان على الكثير من الفصائل والجماعات المسلحة وعلى رأسها حركة حماس الفلسطينية، وأهتمت الكثير من الدوائر السياسية المختلفة والمتعددة في العالم بهذا التطور السياسي خاصة مع التحولات البارزة والماثلة لموقف حركة حماس الداعم الرئيسي لحزب الله وحربه في سوريا.
وتشير صحيفة انديبندنت إلى دقة هذه القضية خاصة وأن قيادة الحركة أرسلت تعازيها لحزب الله بعد وفاة العديد من عناصر الحزب في غارات جوية تركية على مركز لحزب الله في إدلب، شمال سوريا.
واثارت هذه الخطوة جدالا واسعا خاصة وأن الكثير من القيادات الفلسطينية اقترحت الا تقوم الحركة بتقديم أي تعازي الان في ظل هذا الوضع الدقيق الذي تعيشه أدلب، مذكرة بتداعيات وتأثير إقدام حركة حماس على التعزية في وفاة قاسم سليماني قائد فيلق القدس ، والذي اثارت تعزية رئيس الكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية له ردود فعل واسعة على الكثير من الأصعدة سواء السياسية أو الاستراتيجية على حد سواء.
ويقول مصدر فلسطيني للصحيفة أن هناك جهات عربية اشارت إلى أن حماس تقف إلى جانب حزب الله وتؤيده في العمليات العسكرية التي يقوم بها في سوريا من أجل حصد أي مكاسب له ، الأمر الذي يزيد من حدة هذه الأزمة خاصة وأن الكثير من قوى العمل الوطني الفلسطيني يعترضوا على التدخل في أي من التطورات العسكرية أو الاستراتيجية المختلفة بالكثير من المناطق الساخنة بالشرق الاوسط.
اللافت أن بعض من التقارير الصحفية الغربية أشارت إلى خطورة هذه القضية خاصة مع مزاعم بعض من الأوساط الصحفية أن هناك عناصر من حركة حماس شاركت في العمليات العسكرية الخاصة بسوريا في أدلب ، ورغم أن بعض من الأوساط شككت في مصداقية هذه المعلومة غير أن البعض الأخر أشار إلى أن سياسات حماس وما تقوم به يؤكدان هذه الفرضية .
تعاطي سياسي
اللافت أن تحركات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تؤكد ذلك ، حيث تبنى هنية موقف النظام السوري وحلفائه من المعارضة والمجموعات المسلحة في سوريا.
وتبنى هنية في حوار صحفي له أخيرا مع وكالة سبوتنيك الروسية الموقف السياسي للنظام السوري وحلفائه من المعارضة السورية والمجموعات المسلحة، واختيار الطريق الأقرب إلى محور المقاومة؛ سوريا–طهران–حزب الله”.
وأكد أن “حماس” لم تقطع علاقتها بسوريا، قائلاً “سوريا شعبها ونظامها وقفوا دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني وإلى جانب المقاومة، وكل ما أردناه سابقاً أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية، التي تجري في سوريا، ونأمل أن يعود الأمن والاستقرار والسلم الأهلي إلى سوريا وأن تعود إلى دورها الإقليمي القومي”.
اللافت أن النقطة الأبرز بالحوار هو اعتبار هنية أن كل ما نسب له سابقاً حول دعمه المعارضة السورية من مصر، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، غير دقيق، وأضاف أنهم “وقفوا إلى جانب الشعب السوري، لكنهم لم يعادوا النظام يوماً”.
وتابع قائلا أن ما يجري في سوريا تجاوز “الفتنة” إلى حد “تصفية حسابات دولية وإقليمية”، آملاً أن “ينتهي الاقتتال ويتوقف شلال الدم النازف، والذي يدمي قلوبنا ويضر أبلغ ضرر بالواقع القومي للأمة وبقضيتنا الفلسطينية على وجه الخصوص”.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تأكيد مسؤول إيراني لموقع “المونتيور”، أن بلاده في خط وساطة بين دمشق و”حركة حماس”، منذ مطلع عام 2017، لإعادة العلاقات بينهما، لكنه من المبكر عقد اجتماع بين الحكومة السورية و”الحركة”، على حد تعبيره. وأشار المصدر إلى أن العديد من الاجتماعات جمعت قادة إيران و”حماس” لتحقيق هذا الهدف.
وأشار المصدر إلى أن “النظام السوري يعتبر خروج قادة حماس من دمشق عام 2012، واستقرارهم في تركيا وقطر، بمثابة طعنة في الظهر”.
وقبل ذلك بأيام أعلن نائب رئيس المكتب السياسي في حماس صالح العاروري، عن أمله “بعودة العلاقة مع سوريا قريباً”.
عموما فإن موقف حماس الاستراتيجي في تعاطيها مع الأزمة السورية يزداد تعقيدا ، الامر الذي بات واضحا من خلال التعاطي مع الأزمة الحاصلة الان في أدلب وتطورات الموقف السياسي هناك.