رئيس مجلس الإدارةصالون الرأي
أحمد زكى.. والبيه البواب!
By amrأبريل 30, 2018, 18:29 م
1441
رحل عنا الفنان الكبير أحمد زكى صاحب الموهبة الكبيرة ورصيد من الأعمال التى أسعدت الكثير من محبى المسرح والسينما بدءًا من «مدرسة المشاغبين» مع الفنان عادل إمام والفنان يونس شلبى ومرورًا بالعديد من المسرحيات مثل «هالو شلبى» وغيرها ومجموعة من الأفلام المتنوعة مثل «سواق الهانم».. «زوجة رجل مهم» و«البيه البواب» وغيرها.
البيه البواب:
كان استشرافًا للمستقبل ومناقشة لمشكلة حيوية ومهمة تشغل بال كثير منا لأنها وظيفة محورية مهمة لها جوانب اجتماعية وثقافية وأمنية.. البيه البواب الذى يعلم أسرار العمارة والحى وما يتم فيه.. يعلم مشاكل الأسرة وأسرارها.. يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
لقد قام أحمد زكى بأداء وظيفة البواب وكأنه فعلا يعمل بوابًا لعمارة منذ زمن اقنعنا بدور الصعيدى البسيط الذى ضاقت به الحياة.. فقرر الانتقال إلى القاهرة حيث أبواب الرزق والحلم بحياة مختلفة ولماذا لا يعيش الحلم.. ويسعى إليه مع زوجته البسيطة وأولاده.. ليس له من حطام الدنيا سوى مبلغ بسيط ادخره لهذه الرحلة وأثناء الذهاب إلى المدينة يتعرف عليه أحد اللصوص ويسرق منه كل شىء نعم كل شىء الحلم والثروة وتركه وحيدًا بائسًا فى محطة مصر.
إلى أن تماسك وقرر الوصول إلى العنوان الذى يقطن فيه أقاربه.. وللأسف لم يجد أحد منهم وأكرمه الله بوظيفة بواب لتبدأ الرحلة.
فى رحلة البيه البواب تعلم كيف تتم أعمال النظافة تعلم وأخطأ ولكن نجح.. بدأت أسرار المهنة تتفتح أمامه.. وعمل فى السمسرة وتأجير الشقق مقابل عمولة وواصل علاقاته وفهمه للمهنة إلى أن ذاع صيته بين أقرانه وزملاء المهنة واجتمعوا لتكوين رابطة رئيسها البيه البواب «أحمد زكى» ليقول لزوجته ضاحكًا أصبحت سيدة الرابطة الأولى.
نقابة البوابين أو حراس العقارات
تنبأ بها أحمد زكى فى فيلمه مبكرًا ومنذ ما يقرب من خمسة عشر عامًا واليوم يناقش البرلمان مشروع قانون ينظم عمل حراس العقارات لتأمين حياتهم وأن يستفيد سكان العمارة من البواب أكثر وتكون العلاقة لمصلحة الطرفين.. وعمل تأمين صحى ومعاش للبواب لتنعم أسرته بالاستقرار.
ويطالب ممثل البوابين الآن بأن يلغى لقب بواب وأن يطلق عليه حارس العمارة.. عمومًا بواب.. حارس المهم القيام بالعمل على أكمل وجه وتقديم خدمة مقابل عمل آمن.
السايس
هى المهنة الثانية التى يناقشها مشروع قانون خاص فى البرلمان لتنظيم أكمل والحقيقة هذه المهنة تستحق المراجعة، فكثير من المواقف أو الساحات المتاحة أو الشوارع يسيطر عليها بلطجية يطلبون فى كثير من الأحيان المقابل مقدمًا بحجة أنه انتهت ورديته ويذهب.. إذن مقابل ماذا إذا كان الحارس سيذهب.
نحاسب من ولا نستطيع سوى سداد المقابل والاستجابة.. إضافة إلى تضييق المساحات فى الانتظار لإتاحة أكبر فرصة لأكبر عدد من السيارات على حساب الأمان أو خدش أحد السيارات.. وأحيانًا يكون الموقف وكر للمخدرات.. فى غيبة من الدولة.. والأمن.. ومن يحاسب من!
الدولة مدير فاشل
عندما تتدخل الدولة وتمنح استغلال الأراضى والشوارع لأشخاص حتى وإن حددت هويتهم وشروط التعامل فإن هؤلاء البلطجية سيتسللون إلى السيطرة على المواقف وسيرتفع الأجر فلابد من مراجعة الأمر.. ليست المشكلة فى طرح استغلال الشوارع والساحات، المشكلة فى الأشخاص وأن القيمة سترتفع على المستخدم لهذه المواقف.
مرة خامسة “التُمن والتوك توك»
الحقيقة لو كان هناك أولويات لدى الحكم المحلى لكانت مشلكة التوك توك والسيارات التى يطلق عليها «التمن».. التوك توك ملك السيطرة يعمل تحت سمع وبصر جميع المسئولين فى كل محافظات مصر والأحياء الشعبية والراقية والريف والحضر.. لايمنعه شىء ويعمل عليه الكبير والصغير والولد بلية الذى كان يعمل صبى نجار أو ميكانيكى أو مساعد حرفى فى العديد من الصناعات وبدأت تظهر المشكلة بعد توجه صغار السن ومخالفة قانون العمل إلى هذه المهنة بدون رخصة سعيًا وراء المكسب.
بلية لن يعود
لن يعود هذا الفتى الذى كان يعمل مساعدًا أو صبيًا فى مهن كثيرة ممكن أن يكون حرفيًا كبيرًا بعد ذلك لسد فراغ كبير فى الأسواق فى مهن نحتاجها كثيرًا.. بعد أن تعود على المائة جنيه دخل يومى أو أكثر ويعمل رئيس نفسه دون رقيب أو حسيب.. إن هذا التوك توك خلق خللًا كبيرًا فى كثير من المهن.
التوك توك والتمن معفيان من كل شىء
هى من المهن التى تعمل ضمن الاقتصاد غير الرسمى لا يسدد ضرائب أو تراخيص للدولة على الرغم من ضخامة الرقم إن تم ترخيصه وتقنينه ليسدد مستحقات الدولة من ضرائب ورسوم وخلافه وأن يسجل نشاطه، لقد تركنا كل شىء يكبر أمامنا إلى أن يصبح مشكلة صعبة الحل.. ونحاول لملمة كل شىء ووضع مسكنات!! هذه هى الأيدى المرتعشة التى تدير الأمور وتتسبب فى مشاكل اقتصادية وأمنية وكذلك يساهم فى العديد من الأزمات.
المرحلة الجديدة.. الولاية الثانية
لقد آن الأوان أن يشعر المواطن بجدوى وقيمة المشروعات التى تمت فى الفترة الأولى وأن يحصد الثمار.
مطلوب العديد من المشروعات كثيفة العمالة لتستوعب الأعداد الكبيرة من طالبى العمل.
مطلوب مراقبة الأسواق وعدم ترك فرصة لأصحاب النفوس الضعيفة واستغلال قوت الشعب والتلاعب فيه
مطلوب الاستمرار فى السياسة الخاصة بتطوير العشوائيات وتوفير مسكن ملائم بل ومجتمعات متكاملة.
مطلوب الاستمرار فى مشروع التأمين والعلاج للبسطاء لأن العلاج حق لكل مواطن طبقًا للدستور وأصبحت التكاليف عبئًا على كثير من المواطنين
مطلوب سرعة علاج موقف اصحاب المعاشات الذين قدموا الكثير من الجهد والعمل طوال حياتهم الوظيفية ولايناسبهم نسب الزيادة 10% مع معدل التضخم وتعويم العملة فقد غرق اصحاب المعاشات.
هناك دول كثيرة يتمنى الإنسان أن يصل إلى سن المعاش ليستمتع بمدخراته ومرتبه الذى لن يقل عن آخر ماحصل عليه ويبدأ مرحلة جديدة من حياته.
إن اصحاب المعاشات يستحقون أن ينظر إليهم بعين الرحمة والرأفة من السيد الرئيس.