لابد من الاعتراف أن ما تمر به المنطقة العربية بسبب فرقة العمل الجماعي العربي المشترك وانتهاء ما كنا نسمع عنه بوحدة الموقف والصف العربي في مواجهة المخاطر، وحقيقة أن الخطر ليس ببعيد عن أي دولة عربية مهما كان موقعها جغرافيا، وبالتالي أستغرب كثيرا من موقف قطر التي تبتعد بمواقفها المريبة عن محيطها العربي ثم تتهمه بأنه قام بعزلها خاصة دول الرباعي العربى وهي مصر والسعودية والبحرين والإمارات وتعلو الشكوى بأن الرباعي العربي يرفض مبادراتها التي زعمت بأنها إيجابية فى حين أنها بثت 208 مواد إعلامية مسيئة ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ولم تعلن قطر ما هى المبادرة الإيجابية التى كانت تعتزم طرحها لعودتها إلى الإجماع العربى وهى تدعم بكل ما تملك من موارد المحتل الغازي حاكم تركيا لغزو واحتلال وتخريب بعض العواصم العربية وتدعم كل عملياته الإرهابية التي يقوم بها فى ليبيا وسورية وإصراره على الاعتداء على مصر من أي دولة مجاورة ورفض مبادرة السلام التى انطلقت من القاهرة.
إن استمرار قطر في سياستها العدوانية تجاه دول الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) للعام الرابع على التوالي، ومواصلة مراوغاتها في الحيلولة دون العودة إلى الصف العربي مرة أخرى، وأصبح اسم قطر مقترنا بالإرهاب ودعم تنظيماته حيث بثت من خلال بوقها الإعلامي قناة الجزيرة أكثر من 208 مواد إعلامية مسيئة ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وهذا دليل على صلفها ومكابرتها وخيانتها للأمة العربية أجمع.
فمنذ تأسيسها في عام 1996م، دأبت السلطات القطرية على توظيف شبكة الجزيرة ومنصاتها الرقمية كمعاول للهدم ونشر الأكاذيب والفتن، ودعم التطرف والإرهاب والمخططات التخريبية، والتي زادت حدتها ببثها أكثر من 2000 مادة إعلامية مسيئة ضد مملكة البحرين وحدها، منها 27 برنامجًا و1659 خبرًا، وذلك منذ إعلان المقاطعة العربية للدوحة وحتى بدايات العام الحالي، هذا بخلاف العديد من الأخبار المضللة والتقارير المزيفة والتجاوزات ضد السعودية والإمارات ومصر والعديد من البلدان العربية الأخرى.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ووفق التقارير التى ترصدها بعض المراكز البحثية تشير إلى استمرار النظام القطري في فتح أراضيه للمرتزقة الإيرانيين وعناصر الحرس الثوري والنظام التركي لبث المخططات العدائية والهدامة تجاه أشقائه بالمنطقة العربية .
إن سياسات قطر التآمرية، وإنفاق النظام مئات المليارات لدعم الميليشيات المسلحة فى ليبيا وسوريا، واستجابته لطلب أنقرة بالتكفل بتمويل نقل مرتزقة من الفصائل الإرهابية إلى طرابلس في مواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يسعى إلى تخليص البلاد من الإرهاب والاحتلال التركي، وهو ما يتضح جليا على الأرض الليبية في الدعم التركي للميليشيات المسلحة في طرابلس .
وكل هذا لا يتطابق والتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية القطري وادعائه بوجود أجواء “إيجابية” و”مبادرة” لحل الأزمة فى حين أن قطر لم تعلن صراحة للمطالب الـ 13 التي فرضتها دول الرباعي العربي لعودة قطر مرة أخرى إلى حضن الوطن.
ومع بداية دخول الأزمة عامها الرابع طالبت بعض المراكز البحثية أن تبرهن قطر بشكل حاسم يعبر عن نيتها بفتح آفاق عبر مواقف لابتعادها عن كل المخاطر التى تصدرها للمنطقة عبر شركائها؛ لأن الدول العربية لا تعادي الشعب القطرى وإنما النظام الذى سجن شعبه وأبعده عن محيطه العربي.