صالون الرأي
محمد صلاح.. والإخوان !
By amrمايو 07, 2018, 19:59 م
1887
الذين تابعوا قنوات الإخوان الأسبوع الماضى.. وسمعوا مذيعى هذه القنوات ومقدمى برامجها وهم يتحدثون عن النجم المصرى العالمى محمد صلاح.. يهيأ لهم أن النجم محمد صلاح ابن أصيل من أبناء الجماعة!.. وأن الذى اكتشفه هو المرشد محمد بديع وأن القيادى خيرت الشاطر هو الذى تولى تدريبه وصقل مواهبه!
عجيب أمر هؤلاء الإخوان.. فهم يتصورون أننا أمة بلا ذاكرة أو على الأقل نمتلك ذاكرة السمك!
على امتداد السنوات الأربع الماضية كان محمد صلاح هدفا لمدفعية الإخوان البذيئة.. ثم فجأة أصبح محل تقدير واحترام وتشجيع الجماعة.. ماذا حدث؟.. ولماذا تحولت بذاءات الإخوان وشتائمهم إلى عبارات مديح وإطراء؟!
السبب الوحيد لهذا التحول العجيب هو أن الإخوان فعلوا ذلك مجبرين.. على طريقة (مكره أخاك.. لا بطل)!
محمد صلاح تبرع لصندوق «تحيا مصر» والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة مرات.. وهذا يكفى، من وجهة نظر الإخوان، لكى يصبح محمد صلاح عدوا للجماعة!
اتهموه بالنفاق وانعدام الضمير.. وقالوا فيه ما قاله مالك فى الخمر.
كرهت الجماعة النجم محمد صلاح وتمنت له الفشل والإخفاق.. وأغلب الظن أن كل أعضاء جماعة الإخوان كانوا يبتهلون إلى الله أن يفشل محمد صلاح فى تسديد ضربة الجزاء التى أوصلت مصر لكأس العالم.. لكن الله أراد أن يتوج محمد صلاح أميرًا داخل قلوب المصريين.. وأن يخزى الجماعة ويصيبها باليأس والإحباط.
ثم تحول محمد صلاح الذى أوصل مصر إلى كأس العالم إلى أسطورة بعد أداء معجز ومذهل فى إنجلترا.. وعندما فاز محمد صلاح مؤخرًا بجائزة أحسن لاعب فى إنجلترا.. طالت أعناق المصريين والعرب وتوحدوا جميعًا على حب النجم المصرى العالمى.
ماذا يفعل الإخوان أمام هذا المأزق؟.. هل من المعقول أن يستمروا على عدائهم لمحمد صلاح ويقفون فى وجه التيار؟
تصرف الإخوان بطريقتهم وتنازلوا كالعادة عن مبادئهم ورفعوا شعار يسقط الحياء!
تجاهل مذيعو ومقدمو برامج الإخوان الهجوم الذى شنوه على محمد صلاح من قبل.. تجاهلوا عداءهم القديم له بسبب تبرعه لصندوق تحيا مصر ولقائه بالرئيس السيسى واستبدلوا كل ذلك بحملة إطراء ومديح.
فى نفس الوقت راح هؤلاء المذيعون ومقدمو البرامج يقحمون اسم أبو تريكة اللاعب الذى تم وضعه على قوائم الإرهاب جنبًا إلى جنب مع محمد صلاح.. كأنهم يريدون الإيحاء بأن محمد صلاح مثل أبو تريكة.. إخوانى!
معظم الذين كانوا يحاولون تسويق هذه الفكرة كانوا يستخدمون عبارة لها دلالتها ومعناها.. كانوا يقولون إن محمد أبو تريكة هو المرشد الروحى لمحمد صلاح.
العبارة خبيثة.. فكلمة المرشد لها دلالتها فى قاموس الإخوان.. وكلمة الروحى تأخذ محمد صلاح فى اتجاه يقربه من فكر الجماعة ومبادئها.
فى نفس الوقت زعم الإخوان أن هناك عداء بين النظام فى مصر والنجم محمد صلاح.
وتسمع كلامًا من مذيعى ومقدمى برامج القنوات الفضائية تضرب له كفا على كف.. وتتعجب من أين جاءوا بهذا الكلام الفارغ.
تسمع من يقول إن النجم محمد صلاح تم إجباره على التبرع لصندوق تحيا مصر.. وتسمع من يقول إن السلطات المصرية استدعته أكثر من مرة للتصوير مع الرئيس السيسى.. وأنه تم تهديده.. إما أن يحضر للقاء الرئيس والتصوير معه.. وإما سيتم استدعاؤه للتجنيد!
وحاول الإخوان أيضًا الإيحاء بأن محمد صلاح مضطهد فى مصر.. كل ذلك لأن صورته وضعت إلى جانب صور الفريق القومى المشارك فى كأس العالم على الطائرة التى ستقل الفريق إلى موسكو.
ولأن الطائرة كان مرسومًا عليها أيضًا اسم الشركة الراعية للفريق فقد أدى ذلك إلى حدوث ما يشبه المشكلة.. محمد صلاح مرتبط بعقود إعلانية مع شركة أخرى.. ومع ذلك رفض محمد صلاح مقاضاة اتحاد الكرة فى مصر.. ومن ناحيتها لم تتأخر السلطات المصرية فى حل المشكلة، حيث أصدر وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز تعليماته لاتحاد الكرة لحل المشكلة.. وبالفعل انتهت المشكلة على خير.. وعادت المياه إلى مجاريها، كما يقولون.. ورغم ذلك حاول الإخوان الإيحاء بأن محمد صلاح نجم إخوانى مضطهد!
والغريب أن الإخوان لم يكتفوا بالكذب، ولكنهم أيضًا وقعوا فى خطيئة التناقض الفظيع!
شنت الإعلامية الإخوانية آيات العرابى حملة مسعورة ضد محمد صلاح وقالت إنها لا تفهم سببًا لهذه الفرحة العارمة التى أصابت المصريين عقب فوزه بلقب أحسن لاعب فى الدورى الإنجليزى.
وراحت آيات العرابى تسخر من قيام محمد صلاح بالسجود عقب كل هدف يحرزه.. وقالت إن معظم لاعبى أوروبا يقبلون الأرض عقب إحرازهم الأهداف.. وتساءلت: هل يسجد محمد صلاح فعلًا.. أم يقوم بتقبيل الأرض؟!
وأضافت.. إذا كان محمد صلاح يسجد فكيف يفعل ذلك وهو يرتدى الشورت؟!
وكأنها تريد القضاء تمامًا على النجم محمد صلاح فقالت إنه لا يصح ولا يجوز أن يكون أمثاله معبرين عن الإسلام!
محمد صلاح أصبح يتربع فى قلوب المصريين وكل ما يفعله يؤكد أنه يعشق مصر وترابها.
أيها الإخوان.. حاولوا مرة أن تلبسوا ثوب الحياء!