رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

إعلان  ويندهوك

1289

الخميس  الماضى  3 مايو  كان العالم يحتفل باليوم العالمى لحرية الصحافة رافعا شعار «الإعلام  والعدالة وسيادة القانون»، هذا اليوم تم اختياره لإحياء ذكرى اعتماد إعلان «ويندهوك» التاريخي  خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين الذى نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 مايو 1991.

 وأعتقد أنه لكى يتحقق هذا الشعار يجب أن  يتوافر أمران مهمان، الأول هو بيئة تشريعية  وقانونية  مناسبة للعمل الصحفى يستطيع من خلالها الصحفى الحصول على المعلومة من مصدرها دون قيد أو تزييف، وأن ينشرها  دون خوف  من  ملاحقة أو تجريس، والأمر الثانى هو أن يكون هناك أدوات قانونية  وأساليب  يمكن من خلالها  ملاحقة ومعاقبة كل من يرتكبون جرائم فى حق الصحفيين فى أثناء عملهم ولعل الأرقام التى  ترصد وتوثق هذه الانتهاكات مرعبة على مستوى العالم، وآخرها  التفجير الذى سقط جراءه أكثر من 10 صحفيين فى أفغانستان، وغيرهم ممن ضحوا بأرواحهم فى سبيل رسالتهم الإعلامية.

فالمجد كل المجد لهم وكل من يعمل فى هذه المهنة ويتحمل مخاطرها ومشاقها ومتاعبها، والمجد كل المجد   لمن  يقدسون رسالتها  ويحترمون  من تستهدفهم هذه الرسالة «القارئ»، ذلك الرقيب  الأخير مستلما الأمانة من الرقيب الأول وهو «الضمير»، ليشكلا معنا قطبا الرقابة الحقيقة  على الرسالة الإعلامية التى يؤديها.

 وإن كانت «الحرية» هى الهواء الذى يتنفسه الصحفى فإن  «المسئولية» هى الماء، الذى به يحيا، فكلاهما متلازمة لا تستقيم مهنة الصحافة بدونهما، وفى غيابهما يختلط الحابل بالنابل وتتوه المعايير والأصول وتتصدر المصالح الشخصية والخاصة والأجندات الخارجية  قائمة الاهتمامات  فتتوجه الأقلام  وترتوى الأفكار بسموم هى أشد فتكا من المتفجرات بل ومن أسلحة الدمار الشامل نفسها، وتصبح المهنة «سبوبة» والوسط الصحفى «سوق نخاسة» تباع فيه الأعراض والأوطان بأبخس الأثمان.

إذا كنا نريد «الحرية» فلندفع  لها ثمنا لا يقل  فى قيمته عن «المسئولية»، خاصة فى الظروف العصيبة التى تحتاج تلاحم كل قوى الشعب وأطيافه وألا نسمح  أن يفت  أحدا فى عضد الوطن، وألا ينخر فى عظامه ودعائمه كما ينخر السوس إن «اللحمة الوطنية» هى الضمانة الوحيدة  والأكيدة للبقاء والاستمرار فى مثل تلك الظروف التى أعتقد  أننا نعيش مثلها حاليا، لذلك علينا جميعا نحن أرباب هذه المهنة المقدسة أن نقدر حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا،  وبقدر مطالبنا بالحرية يكون إحساسنا بالمسئولية تجاه الوطن، فنكون نحن  المدافع الأول والأقوى عن «لحمته الوطنية» وتماسك نسيجه الداخلى، فقط فى هذه الحالة نكون فعلا نستحق «الحرية» التى أعتقد أنها ما خلقت إلا «للصحفيين».

 حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن .




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.