تحقيقاتمصرهام
عودة الروح لصناعة الحرير
By mkamalيناير 17, 2021, 13:37 مالتعليقات على عودة الروح لصناعة الحرير مغلقة
2869بعد عقود من إهمال صناعة الحرير في مصر.. ظهرت بارقة الأمل مؤخرا مع تصريحات رئيس الوزراء عن توجه الدولة للنهوض بصناعة الحرير الطبيعى، وهى صناعة من أرقى الصناعات التى احترفتها مصر ووصلت بها لأسواق العالم يوما ما، وقد آن الأوان لهذه الصناعة أن تعود بأضعاف الإنتاج السابق، وأن يلتقي المهتمون بالصناعة والمتخصصون من العلماء أو الباحثين للنهوض بعهد صناعة الحرير المهمة اقتصاديا فى مصر.
وتابع: يطلق العلماء على دودة القزّ اسم ملكة الأنسجة بلا منازع، وتُصنّف الخيوط التى تفرزها دودة القز إلى نوعين: خيوط الحرير المزروعة، التى تؤخذ من اليرقة التى تُربّى وتتغذى على أوراق التوت، وخيط الحرير البري؛ الذى يؤخذ من دودة القز، التى تتغذى على أوراق البلوط، وتمر دودة القز بمراحل نمو، وهي، البيضة بحيث تضع الفراشة ما بين 300 إلى 400 بيضة دفعة واحدة، ثم اليرقة، فقس البيض، وتبقى فى سبات ليأتى فصل الربيع، وهو الفصل الذى تنمو فيه أوراق الشجر، وخصوصاً أوراق التوت، وتخرج اليرقات من البيض مع حلول الربيع، ثم الشرنقة، وهى المرحلة التى تقوم فيها اليرقة بنسج الحرير من حولها، وتعيش داخل الشرنقة مدة أسبوعين، ثم تتحول إلى فراشة، وتحتاج تربية دودة القز إلى عناية وصبر من المربّي، حيثُ إنها تُربى بحرص شديد، والدودة قوية جدا أثناء دورتها ولكن تحتاج لدرجة حرارة ١٥ إلى ٢٥ وأعداؤها النمل والعصافير والفئران والزواحف وروثها مفيد لمزارع الأسماك.
وتقول د. رحاب حسني، بقسم بحوث الحرير بمعهد بحوث وقاية النبات التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن قسم بحوث الحرير يقدم دورات تدريبية نظرية وعملية على التوت وتربية الدود وحل الشرانق وبالطرق التكنولوجية الحديثة، تلك البرامج تدريبية شهرية لتنمية صناعة الحرير الطبيعى من خلال التوسع فى إنشاء مشاتل وحقول أشجار التوت من الأصناف عالية الإنتاجية، والتقنيات الحديثة فى تربية دودة القز وسلالاتها وطرق إنتاجها، واستخدام طرق التفقيس الصناعى لتربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير.
ويقول د. محمد سالم، بقسم بحوث الحرير: خصصت الهند يوما لتشجيع الحرفيين وصانعى خيوط الحرير والأقمشة وأطلقوا عليه عيد (النول اليدوي)، وأتمنى أن نكون أفضل منهم وهذا ليس بالأمر الصعب، مصر بها عمالة ماهرة فى الحرف اليدوية بجميع أشكالها، وبإمكاننا النجاح بشرط زراعة التوت الجيد ثم تعلم التربية بشكل صحيح ثم تعلم حل الشرانق للحصول على خيوط حرير عالية الجودة ثم النسج على الأنوال اليدوية.
ويوضح سامح أحمد، المدير التنفيذى لرابطة منتجى ومسوقى الحرير، والخبير فى تربية دودة الحرير، دورالرابطة يأتى فى توفير يرقات دودة القز فى أعمار كبيرة، فبدلًا من قيام المربى بشراء البيض فى دورة الإنتاج من بدايتها البالغة 35 يوماً، يتم توفير يرقات فى منتصف العمر صحيحة ومحصنة ضد الأمراض، كما أن دورة الإنتاج بالنسبة لصاحب المشروع ستكون فى حدود 15 يوماً بدلاً من 35 يوماً، مما يجعل المربى يربى عدد دورات يصل إلى 12 دورة فى السنة وتزيد من فاعلية أداء المشروع، شرط أن يكون لديه مصدر لورق التوت الذى يعينه على توفير الغذاء لهذه الكمية، ولفت إلى أن انتشار زراعة شجر التوت من السلالات عالية الجودة بدلا من شجر الزينة مثل الفيكس يعود بالنفع ليس فقط لدعم مشروع الحرير، بل يجب على غير المهتمين بالمشروع زراعة شجر التوت لفوائده العظيمة، حيث يعالج شرب أوراقه مرضى السكر وتحتوى ثماره على مضادات أكسدة أكثر من الفراولة، لذلك نجد انتشار الأمراض الخبيثة نتيجة عدم تناول جرعة سنوية من ثمار التوت، كذلك تعالج الثمار الأنيميا وتقوى الجهاز المناعى ويصنع منها مربى التوت المناسبة لمرضى السكر لما فيها من سكر طبيعى، فضلاً عن أن شجر التوت لا تنمو عليه الحشرات والعناكب بكثرة كما تنمو على شجر الفيكس وغيرها، موضحا أن المشروع مربح وبإمكان المربى الحصول على صافى 1500جنيه فى الشهر، من خلال تربية حوالى (3 علب بيض) لعدد 6 دورات فى السنة على شجر التوت، ويحكى أنه بدأ وهو شاب فى جمع أوراق التوت من أشجار الأحياء الراقية ليتغذى عليه بيض دودة الحرير الذى كان يحصل عليه من مركز بحوث الحرير، التابع لمركز البحوث الزراعية.
ويقول د. أسامة غازى، رئيس قسم بحوث الحرير بالمركز القومى للبحوث الزراعية سابقا، إن الهدف من وراء إنشاء القسم بحثى وتدريبى وهدف إرشادى وتوجيهى، ولكن من المؤسف تعرض صناعة الحرير للتدمير فى السنوات الأخيرة، خاصة أيام ثورة يناير 2011، وذلك بسبب قطع أشجار التوت بشكل مستمر وتدمير إرث محمد على باشا من أشجار التوت، لاستخدامه فى الفحم والأثاث مما أدى إلى تراجع إنتاج مصر من الحرير إلى طن واحد سنويًا، بينما نقوم على استهلاك 350 طنا سنويًا، وهذا يرجع إلى عدم الوعى والبحث عن الربح السريع بمنتجات لا يقوم عليها الاقتصاد، ووجه رسالته إلى الإعلام بأهمية رفع وعى المستثمرين والشباب للعمل فى مجال الحرير.
السابقفى سباق الأغانى «الدويتو» يكسب والشعبي هو الحل
التاليدار الأوبرا العُمانية تفتح أبوابها مجدداً للجمهور