• تسويق الأسماك العُمانية عالمياً عبر منصة «بحار» الإلكترونية

تولي سلطنة عُمان اهتماماً خاصاً بقطاع الثروة السمكية باعتباره رافداً قوياً وحيوياً من روافد التنويع الاقتصادي، وتعمل الحكومة العُمانية باستمرار على تطوير هذا القطاع بشكل دوري لدعم تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية للسلطنة “عُمان 2040” التي انطلقت مطلع العام الجاري ولمدة 20 عاماً، حيث يتم تصدير الأسماك والمنتجات البحرية العُمانية إلى حوالي 60 دولة حول العالم.

وللثروة السمكية في سلطنة عُمان أهمية كبرى، نظراً لتميز موقع السلطنة حيث تطل علي ثلاثة بحار هي (بحر العرب و بحر عُمان و الخليج العربي)، مما يشكل بيئة غنية بالعديد من أنواع الأسماك، ولا ينحصر الأمر في اعتبار الثروة السمكية مصدراً للدخل القومي العُماني بل هو أيضاً مرتبط بمهنة متوارثة عبر الأجيال ونشاط اقتصادي واجتماعي للكثير من العُمانيين.

تحقيق الأمن الغذائي

أدى قطاع الثروة السمكية في عُمان دوراً مهماً في تحقيق الأمن الغذائي، باعتباره من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية ذات الأهمية، وله دور اقتصادي كبير، ويأتي على رأس القطاعات غير النفطية التي تدر دخلاً، ويساهم هذا القطاع الحيوي من مصائد سمكية ومشاريع الاستزراع السمكي في زيادة الإنتاج السمكي، وإنتاج الغذاء وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية، وتوطين تطبيقات التقنية الحديثة.
وتبذل الحكومة العُمانية وتحديداً وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، جهوداً مضنية لتطوير القطاع السمكي وتنظيم عملية تسويق المنتجات السمكية، وقد أعدت الوزارة مؤخراً خطة طموحة لتنمية القطاع ليصل إجمالي إنتاج السلطنة من الأسماك إلى 1.3 مليون طن سنوياً سواء من الصيد الحرفي أو التجاري.
كما تبذل الوزارة جهوداً كبيرة في تسويق المنتجات السمكية، حيث تقوم بالتنسيق المستمر مع الشركات السمكية والتجار وناقلي الأسماك لضمان استمرار التسويق وتوفرها في السوق المحلي.

منصة “بحار”

وفي شهر مارس من العام الماضي، قامت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العُمانية بالتعاون مع الصندوق العُماني للتكنولوجيا، بتدشين منصة “بحار” كأول منصة إلكترونية عُمانية لشراء الأسماك من سوق الجملة المركزي للأسماك بالفليج، بهدف تسهيل عمليات شراء المنتجات السمكية بالجملة لتجار ومسوقي الأسماك والشركات والمؤسسات العاملة بالقطاع من مختلف محافظات السلطنة من خلال طرح المزادات في المنصة، وبالتالي توفير الجهد والوقت وعناء الوصول للسوق لتقليل الازدحام والمخالطة في ظل انتشار جائحة كورونا.
كما قام الصندوق العُماني للتكنولوجيا بالتعاون مع الشباب العُماني الطموح بإطلاق منصة “بحار بلس” لشراء الأسماك للأفراد وتوصيلها للمنازل كخدمة مميزة تقلل من مخاطر نقل العدوى بين أفراد المجتمع خلال الجائحة، وتحقيقاً لتوجيهات اللجنة العليا لمجابهة الجائحة مستخدمة التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الإلكتروني لتوفير منتجات سمكية طازجة للمستهلكين حول العالم.
الأسواق العالمية
وفي تطور باهر، كشف خالد بن محمد البلوشي مدير سوق الجملة المركزي للأسماك بولاية بركاء العُمانية، الأسبوع الماضي، عن قرب بدء بيع الأسماك عبر منصة “بحار” للأسواق العالمية، وذلك في إنـجاز سيجعل السلطنة وجهة ومحطة عالمية لبيع الأسماك.
وأوضح أنه تم إجراء تجارب للبيع الدولي مع 13 دولة، وهو ما يؤكد ثقة هذه الدول بجودة الأسماك العُمانية، مشيراً إلى أن منصة “بحار” ستتيح للتجار الدوليين شراء الأسماك العُمانية إلكترونياً، مع توفير خيارات متعددة أبرزها اختيار وسيلة النقل سواء كانت برية أم جوية أم بحرية إلى بلدهم، كما سيتيح الشراء عبر المنصة واختيار القيمة المضافة للأسماك كالتغليف والتقطيع والتبريد وغيره، وهو ما سيفتح فرصاً حقيقة للشباب العُماني للعمل في القطاع السمكي.
كما أشار إلى أنه منذ انطلاق منصة “بحار” لبيع الأسماك محلياً، بلغت كمية الإنزال 3440 طناً بقيمة بلغت 2.311 مليون ريال عُماني، مسجلة نحو 47986 معاملة، فيما بلغ عدد زوار المنصة منذ إطلاقها 40 ألف زائر.