رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

زيارة الرئيس السيسي هي الأولى من نوعها.. لماذا جيبوتي الآن ؟

1170

تعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي هي الأولى من نوعها، حيث تعتبر جيبوتي هي دولة المنتصف وقلب القرن الإفريقي، وكانت مصر من طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها في جيبوتى بعد استقلالها عام 1977.

وجيبوتي هي الدولة المهمة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة وضعها الجيوسياسي المؤثر باعتبارها دولة المنتصف بين أوروبا وأسيا، وهي النقطة الحاكمة لباب المندب وخليج عدن، وهي منتصف القرن الإفريقي، وتعتبر تلك الزيارة تاريخية من عدة أوجه، حيث إن هناك أطرا كثيرة للتعاون سواء في المجالات التجارية والاقتصادية والتدريب، وأيضا مكافحة الإرهاب والتطرف.

تامر عبد الفتاح

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس جيبوتى فى القصر الجمهورى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس «جيلة» بزيارة الرئيس إلى بلده الثانى جيبوتي، والتى تعد الزيارة الأولى لرئيس مصري، معرباً عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة والتاريخية مع مصر، ومثمناً الجهود المصرية المخلصة والساعية نحو مساندة مسارات الإصلاح الاقتصادى والتنمية بجيبوتي، وكذا محورية الدور المصرى فى دعم الاستقرار بالقارة الإفريقية.

كما أكد الرئيس «جيلة» وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين فى العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادى والأمنى والتنموي، مشيدا فى هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية ومساهمتها فى جهود التنمية فى القارة الإفريقية، معربا عن تطلع بلاده إلى زيادة نشاط القطاع الخاص المصرى فى جيبوتي، وحرص بلاده على توفير كافة التسهيلات والمناخ الداعم لذلك، مع التأكيد على التقدير لما تقدمه مصر من دعم فنى وبرامج بناء القدرات والتدريب للكوادر من جيبوتى فى شتى المجالات المدنية والعسكرية، وما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين البلدين.

مكافحة الإرهاب

من جانبه؛ جدد الرئيس التهنئة للرئيس «جيلة» على فوزه بفترة رئاسية جديدة، وهو الأمر الذى يعكس ثقة الشعب الجيبوتى فى قيادته الحكيمة وقدرته على الحفاظ على استقرار البلاد، معرباً عن سعادته بزيارة جيبوتى للمرة الأولى، ومؤكداً أن هذه الزيارة تأتى استمراراً لمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين الشقيقين، ودعماً لأواصر التعاون المشترك على جميع الأصعدة، بما يعكس الرغبة المصرية الجادة فى الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين فى كافة المجالات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز الدعم الموجه إلى جهود التنمية فى جيبوتي، خاصةً مع وجود آفاق واسعة لتطوير التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تعظيم التعاون فى مجالات مكافحة الفكر المتطرف، والبنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبرامج بناء القدرات للكوادر الجيبوتية فى مختلف القطاعات، فضلاً عن تطوير التعاون لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية.

وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات شهدت مناقشة معمقة حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجيبوتي، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلاً عن البناء على ما يتحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالدولتين.

 أمن البحر الأحمر

وقد شهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتى شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الإفريقية على مواجهة التحديات التى تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التى يشهدها حالياً المحيط الجغرافى للدولتين، حيث أشاد الرئيس فى هذا السياق بجهود الرئيس «جيلة» فى تحقيق التنمية الاقتصادية والأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر.

كما تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر وجيبوتى فى إطار جهود مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة بمنطقة القرن الإفريقي، فضلاً عن التعاون فى ملف أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب لتحقيق الأهداف المتعلقة بتوفير الأمن والتنمية الاقتصادية فى المنطقة، خاصةً أن مصر وجيبوتى يواجهان نفس التحديات ويتشاركان نفس الرؤية فى هذا الصدد، مع الإعراب عن التطلع لمواصلة العمل فى هذا الخصوص بين الجانبين من خلال مجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، والتصدى لأية محاولة من أطراف من خارج الإقليم لفرض رؤيتهم على المنطقة.

وقد ناقش الرئيسان كذلك موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف فى مسار المفاوضات.

كما تم التباحث بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمن رئيس جيبوتى الجهود المصرية التى أدت إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، بينما أكد الرئيس أن انخراط مصر فى تلك الجهود ينبع من مسئولية مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط فى مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقاً للمرجعيات الدولية.

 الدعم المصرى لجيبوتي

وقال الرئيس السيسي فى مؤتمر صحفى مشترك : إنه من دواعى سرورى البالغ أن أتواجد فى جيبوتي، كما أنه من دواعى اعتزازى أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة رسمية إلى بلدكم الشقيق، هذه الدولة المحورية التى تلعب دوراً مهماً فى محيطها الإقليمي.

وأود أن أشكر الرئيس «عمر جيلة» على حفاوة الاستقبال التى لقيناها منذ وصولنا، وعلى كرم الضيافة المعهود عن بلدكم وشعبكم الكريم، وهو ما يعكس كذلك ما يجمع بلدينا من علاقات أخوية متينة واستراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة، مستندةً إلى إرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

وتابع: لقد أجريت مع الرئيس الجيبوتى مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتى على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، واتفقنا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تكثيف التعاون فى مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وفى هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية فى جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة فى مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضى قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر فى جيبوتي، كما توافقنا على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتى خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى القطاعات ذات الأولوية، خاصةً فى مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة، حيث يجرى التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصرى فى جيبوتي، فضلاً عن التعاون فى مجال الاستزراع السمكي.

وأضاف الرئيس السيسي: توافقنا كذلك على تكثيف جهودنا فى مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف فى هذا الشأن، بما يساهم فى تعزيز الاستقرار فى محيطنا العربى والإفريقي. . ولقد جاء اجتماعنا تتويجا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائى بين البلدين، ولوضع إطار استراتيجى متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها فى الفترة المقبلة، بما يؤكد إراداتنا السياسية المشتركة فى هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التى تربط بين البلدين.

 السد الإثيوبي

 وتباع : تأتى مباحثاتنا الثنائية فى ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، على خلفية عدد من النزاعات والصراعات التى تشهدها، وتحديات تثبيت الأمن والاستقرار فى بعض دولها، ومن ثم فقد تناولنا مجمل الأوضاع الإقليمية خلال المباحثات، فى ضوء ما تمثله من تحدٍ هام للمنطقة، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون لدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل المشترك لتجنب امتداد نطاق بعض النزاعات إلى دول الجوار، بما قد يهدد حالة السلم والأمن بقارتنا الإفريقية العزيزة. كما توافقنا على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتصل بأمن البحر الأحمر كشريان استراتيجى هام يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين.

وقال الرئيس السيسي فى المؤتمر الصحفي: استعرضت كذلك المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذى يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، وأكدت على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة فى أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة، كما أكدت على رفض مصر لأى مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب.