رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أهالى حى عابدين عن المشير.. «متواضع جدًا وصاحب واجب»

1843

محمد العوضى

حالة من الحزن سيطرت على أهالي منطقة حي عابدين بعدما غيب الموت المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، وذلك صباح يوم الثلاثاء الماضى 21 سبتمبر، بمستشفى القوات الجوية بالتجمع الخامس، عن عمر ناهز الـ 86 عامًا.

«أكتوبر» تواجدت فى المكان الذى تربى وعاش فيه المشير طنطاوى، حتى أصبح رجلاً عسكريًا، بمنطقة حي عابدين، وتحديدًا فى شارع عبد العزيز جاويش، بالعقار رقم 14 فى الدور الرابع،  لترصد حكايات الطفولة والشباب رفقة أسرته، وعلاقاته مع جيرانه بلا حراسة.

عم بدري، حارس العقار الذى كان يقطن فيه المشير، يقول إن «المشير محمد حسين طنطاوى كان إنسانًا متواضعًا منذ صغره، حتى وصل إلى أعلى المناصب وتولى وزير الدفاع، وبعد أن انتقل للعيش فى منطقة أخرى، كان يأتى لزيارة والدته فى كل المناسبات والأعياد».

وأضاف عم بدري، أن «المشير طنطاوى من شدة تواضعه إذا وجد أكثر من شخص ينتظر الأسانسير، يتركه ويصعد السلم على قدميه، على الرغم من كونه وزير الدفاع، متابعًا: «لما كان يجي يزور والدته مكناش  نحس بيه، علشان كان بيجى من غير حراسة ولا عساكر ولا أى حاجة، علشان ميعملش قلق فى المنطقة».

واستطرد: «لدرجة أنه فى مرة، كان فى واحد ماشى عكس بعربيته، والمشير كان جى المنطقة، ووقف قدام عربية المشير وكان عايز يرجعه، ولما عرف أنه المشير طنطاوى، فضل يتأسف ويعتذر عن اللى حصل لحد ما المشير سابه وحذره من تكرار هذا الأمر مرة أخرى، خاصة أنه يسير عكس الاتجاه».

واختتم عم بدري قائلاً: «كان بيساعد كل الناس باللى يقدر عليه، سواء فلوس أو خدمات أو أى حاجة تانى».

رياضي ملتزم

فيما لم يملك « عم عبده»، الرجل الثمانيني، أحد المقربين من المشير محمد حسين طنطاوى، إلا الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، خاصة أن المشير كان يحرص فى كل زيارة لوالدته والمنطقة على لقائه، والسؤال عليه وعلى أولاده، قائلاً: «كان بيسأل عليا دايمًا، وعلى أولادى، فى كل زيارة كان بيجي هنا، مضيفا: المشير كان رجلاً محترمًا جدًا، وبسيط وبيحب كل الناس، وفى عيد الأضحى كان بيجيب الأضحية بنفسه، ويستنى لحد ما يدبحها ويفرقها على الناس فى المنطقة، ووالدته كانت ست طيبة جدا ومحترمة والشارع كله كان بيحبها ويحترمها، وكان بيساعد كل الناس، وعمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة، ولا اتعالوا على الناس، وفى رمضان كان دايما بيجى يفطر مع والدته الله يرحمه ويرحم الجميع».

وتابع: أكتر حاجة كانت بتميز المشير طنطاوى فى شبابه أنه كان ملتزمًا، حتى قبل دخوله الكلية الحربية، وعائلته ملتزمة جدًا، وسيرتهم مازالت طيبة جدا ولهم مواقف كثيرة مع كل الناس هنا فى المنطقة.

وعن هوايات المشير طنطاوى فى شبابه، قال إنه «كان بيحب يلعب كورة كتير، وهو كان زمالكاوى».

عائلة محترمة

«رضا سالم» صاحب محل السوبر ماركت أسفل عقار المشير، يقول: «المشير طنطاوى كان متواضعًا جدًا، لدرجة أنه كان بيجى ياخد حاجته وطلبات بيته بنفسه، ولما انتقل من المنطقة كان بيجى باستمرار لوالدته، وكان بيحب الناس والناس كانت بتحبه، وكان بيجى بسيارته الخاصة من غير حراسات، زى أى مواطن عادى».

وأضاف: «أخواته الأستاذ مصطفى والأستاذ على والعميد أحمد ووالدتهم  كمان كانوا ناس محترمين جدا، مكناش نسمع لهم حس فى البيت، ولا فى مرة صوتهم علي، ولا حتى فى يوم زعقوا مع حد أو حصلت معاهم مشكلة، كانوا فى حالهم جدا، وماتسمعش صوتهم، بصراحة هما كانوا نعم الناس».

وتابع: «المشير طنطاوى كان بارا بوالدته جدا، ولم تغيره المناصب، ولم يستغل منصبه، بالعكس صارم جدا فى الأمور العسكرية، ولم يتوسط فى يوم من الأيام لأى شخص كان يطلب منه أن يتكاسل عن أداء الخدمة العسكرية، ومكنش حد يجرأ أنه يطلب منه كده، لأنه كان معروفًا بالصرامة والالتزام العسكري».

واستكمل: كان صاحب واجب، ولم يتأخر عن أداء الواجب، خاصة فى واجب العزاء، كان بيجى يحضر ويقدم واجب العزاء لأسر المتوفين فى المنطقة.

البادئ بالسلام

وعن الجانب الشخصى للمشير طنطاوى، يقول الحاج جمال إن المشير كان متواضعًا جدا، ومؤدب جدا، ولم يستغل منصبه ولا مكانته ولا الفرص اللى ربنا إدهاله لكى يتعالى على أحد من أهل المنطقة أو الجيران، مضيفا أن الراحل كان دائمًا ما يلقي السلام عليهم كلما مر من أمام المحل أو زار والدته قبل وفاتها، لافتًا إلى أنه رغم منصبه الكبير إلا أنه لم يترك المنزل إلا بعد رتبة لواء، كان بيسلم علينا واحد واحد.

واستكمل: «اللى الناس متعرفوش إن الشقة التى كان يعيش فيها المشير طنطاوى ووالدته وأخوته لم تكن ملكهم إنما إيجار حتى الآن، على الرغم أنه كان وزير الدفاع».

وتابع: «الله يرحمه المشير هو اللى كان يبدأ بالسلام على أى حد فى الشارع، فالراجل ده فعلا ابن مصر البار والمخلص، ومصر فقدت شخصية من الشخصيات التى سيذكر له التاريخ موقفه أثناء تولى إدارة شئون البلاد بعد ثورة 25 يناير، عندما تولى المجلس العسكرى وإخراج البلاد من الأزمة والعبور بها إلى بر الأمان، فى الوقت الذى كانت تشهد فيه المنطقة اضطرابات وانفلاتًا أمنيًا ومازالت حتى وقتنا هذا».

شخصية طيبة

ويلتقط عصام أحد جيران المشير طنطاوى فى العقار، أطراف الحديث منه: «الناس كلها زعلانة على المشير طنطاوى، لأنه كان راجل كويس فعلا ومحبوب، والمنطقة كلها كانت بتحبه وتحترمه، ومصر كلها كانت بتحبه مش المنطقة بس».

ويضيف: «المشير طنطاوى من أطيب الشخصيات التى عاصرناها فى المنطقة هنا، وكان بيسلم على كل الناس».

ويستكمل: « أيام والدته الله يرحمه كان بيجى كل جمعة، وبعد والدته قلت زيارته بطبيعة الحال، بصراحة مش هيجى زيه فى طيبته وتواضعه وحبه للناس ولأهل منطقته فى حى عابدين بالخصوص، ومصر كلها».

المنطقة حزينة

وفى المقابل لمنزل المشير، يوجد محل مكوجى صاحبه الحاج محمد، والذى قال: «المنطقة كلها حزينة منذ وفاة المشير محمد حسين طنطاوى، وأهالى المنطقة كانوا بيحبوا سيادة المشير، وكنا فخورين بأن قائد أعظم جيش فى العالم من منطقتنا».

وأضاف: كان دايما يديني هدومه أكويها له هو وإخواته، أسرة فى قمة الاحترام ومعروفين فى الشارع بالأدب والتربية، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيج جناته».