رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

الوفاء.. عقيدة القوات المسلحة

1435

خلال الندوة التثقيفية الثالثة والأربعين بمناسبة الاحتفال بنصر أكتوبر وعقب الفقرة الثانية من الاحتفال جاء تعليق الرئيس عبد الفتاح السيسي على كلمات حضور المنتدى ليؤكد ثوابت العسكرية المصرية الراسخة، ويعبر عن عقيدة قوية بُنيت على القيم والأخلاقيات التي  زرعت فى نفوس أبناء المؤسسة العسكرية كجزء لا يتجزأ من العقيدة العسكرية التي يتربى عليها أبناء الجيش المصري.

لم لا؟ والأمم لا تُبنى
إلا بالقيم والأخلاقيات فهي عماد نهضتها وسر قوتها ورسوخها، فما استطاعت أمة أن تبني حضارة
أو تصنع مجدًا إلا وهي تحافظ على قيمها وأخلاقياتها وثوابتها المجتمعية، وما انهارت أمة إلا عندما تخلت عن أخلاقها وانهارت مبادئها.

فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»

إنها ثوابت العسكرية المصرية كما هي ثوابت الشخصية المصرية، ويُعد ذلك سر عظمة الشعب المصري.

ولأن العقيدة العسكرية هي الفكرة الأساسية للجيوش، فقد بنيت العقيدة العسكرية للجيش المصري على مجموعة من المبادىء الأساسية والمفاهيم التي تتخذها القوات لإنجاز مهامها، وهي قواعد مُلزمة.. واتخذت شعارًا لها «النصر أو الشهادة».

وفى كل يوم تضرب المؤسسة العسكرية برجالها وقادتها المثل والقدوة فى ترسيخ المبادئ والقيم والأخلاقيات.

فما حدث خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة كان نموذجًا للوفاء والقيم الأخلاقية التي لابدَّ لها أن تنتشر فى مجتمعنا بأكمله، وهي بمثابة رسائل مهمة نحتاج إليها جميعًا لخلق مجتمع يحفظ قيمه ويحافظ على أخلاقياته.

(1)

من القيم التي تحافظ عليها المؤسسة العسكرية «الوفاء»، ففي لفتة عبرت عن الوفاء للقادة العظام بين أبناء القوات المسلحة، احتفى الرئيس بأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، فقد شاهدنا جميعًا احتفاء الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الندوة التثقيفية بالفريق عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 مشاة ميكانيكي بالجيش الثاني الميداني خلال حرب أكتوبر وسطرت فرقته ورجالها العديد من البطولات.

أثناء المعركة، كما أوضح الفريق حافظ، فى يوم 16 و17 أكتوبر 73، شن شارون أربع هجمات بالمدرعات على الكتيبة 16 مشاة إحدى كتائب الفرقة 16 وهي كتيبة المقدم محمد حسين طنطاوي فى ذلك الوقت من أجل إزاحتها لكي يعبر للضفة الغربية لقناة السويس، لكن تلك الهجمات جميعًا باءت بالفشل، وحالت معركة رهيبة دون تقدم القوات الإسرائيلية التي تكبدت خسائر منها موت قائد الكتيبة الإسرائيلية.

تحدث الجيش الإسرائيلي عن معركة 17 أكتوبر وتحدث شارون حينها: «فقدت فرقتي 300 فرد وحوالي 1000 فرد مصاب، وكلنا من الجنود لقائد الكتيبة أمضينا ليلة من أسوأ الليالي فى حياتنا، ونتيجة ذلك، حصلت الفرقة 16 مشاة ميكانيكا على وسام الجمهورية العسكري للتشكيلات.

لُقِّب الفريق حافظ بصاحب معركة الدبابات، وحرص الرئيس السيسي خلال الاحتفال بالذكرى 48 لنصر أكتوبر على توجيه التحية له.

تلك هي أحد ثوابت وأخلاقيات العسكرية المصرية.

(2)

دائمًا ما يتحدث الرئيس عن الدور الذي يقوم به الشعب المصري فى بناء الوطن ويؤكد أنه يراهن دائمًا على وعي الشعب.

وقال الرئيس: «إن هذا الشعب تحمل الكثير من أجل بناء القوات المسلحة عقب يونيو 67 وقبل أن يقف فى طوابير للحصول على حصة من المواد الغذائية ولم يئن وتحمل من أجل الاستعداد لحرب أكتوبر.»

واستشهد بكلمات المشير الراحل محمد حسين طنطاوي قائلًا: «إن فضل شعب مصر على جيش مصر كبير، والآن الجيش المصري يرد الجميل بتنفيذ عمل غير مسبوق بمشاركة كل مؤسسات الدولة وساهم فى عملية التنمية بجوار دوره الرئيسي فى الحفاظ على الدولة ومواجهة الإرهاب».

إنه وفاء العسكرية المصرية وعقيدتها المتجذرة فى أبنائها برد الجميل.

(3)

وفى لمسة وفاء أخرى قدمتها القوات المسلحة لأحد أبنائها الأبطال المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق قامت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بإنتاج فيلم تسجيلي حمل اسم «لمسة وفاء» روى بعضًا من محطات حياته وكشف بعضا من ملامح شخصيته، والدور الذي قام به فى حماية الدولة المصرية من الانهيار، واستطاع أن يواجه المؤامرة بحكمة شديدة لينجو بالدولة المصرية من مخطط أُعد مسبقًا لتفكيكها.

وصف الرئيس السيسي ما تحمله المشير طنطاوي من أعباء للحفاظ على الوطن قائلًا: «لقد تحمل ما تنوء به الجبال» من أجل الحفاظ على وحدة وسلامة وأمن الدولة المصرية؛ ويحرص الرئيس دومًا على توجيه التحية له.

ومنذ تولى الرئيس السيسي مسؤولية قيادة سفينة الوطن، كان حريصًا فى الكثير من الاحتفالات أن يكون المشير محمد حسين طنطاوي رحمه الله فى صدارة المشهد، ليروي الرئيس بعضًا مما قام به المشير للحفاظ على الوطن والحفاظ على القوات المسلحة قوية وبعيدة تمامًا عن السقوط فى براثن التحزب والعمل السياسي، مما جعلها قادرة على حماية الوطن فى الوقت الذي انهارت فيه مؤسسات أخرى، وكاد الوطن أن يُقذف به إلى المجهول.

جاء فيلم «لمسة وفاء» بمثابة حضور لاحتفالات النصر للقائد والبطل المشير محمد حسين طنطاوي أحد أبطال حرب أكتوبر.

(4)

جاء نعي الرئيس السيسي للواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب قائلًا: «لقد فقدت مصر واحدًا من أغلى رجالها، معلمي وأستاذي وقائدي اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب.»

«كان خير معلم وقائد، مخلص وأمين لتراب هذا الوطن حتى آخر لحظة فى حياته، اللهم ارحم الفقيد الغالي، وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان» ليرسخ مفهومًا مهمًا وهو العرفان بالجميل دائمًا.

شارك اللواء كمال عامر فى جميع الحروب التي خاضتها مصر فى الفترة (1962- 1997)، وشارك فى حرب أكتوبر وهو برتبة رائد وقائد لكتيبة مشاه ميكانيكي.

تدرج كمال عامر فى وظائف العمليات والتخطيط لجميع المستويات بالقوات المسلحة، حيث شغل جميع المناصب القيادية، ثم أصبح رئيسًا لأركان وقائد لواء مشاة ميكانيكي، ثم رئيسًا لأركان وقائد فرقة مشاة ميكانيكي، ثم رئيسًا لأركان القوات المصرية فى عمليات الخليج الثانية، ثم قائدًا للقوات المصرية فى عمليات الخليج الثانية، ثم رئيسًا لأركان الجيش الثالث الميداني، ثم قائدًا للجيش الثالث الميداني.

كما تولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية خلال فترتين (يوليو 1991 إلى يوليو 1992، والثانية من يناير 1995 – ديسمبر 1995)، ثم عُين مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع حتى 1997.

(5)

كما وجه الرئيس التحية للأشقاء العرب لمساندتهم للدولة المصرية خلال فترة الاستعداد للحرب وخلال حرب أكتوبر وكذلك خلال الفترة الصعبة التي مرت بها مصر عقب أحداث 2011 وخلال معركة التنمية والبناء والتعمير التي تخوضها مصر حاليًا.

ذكر الرئيس أن الدول العربية لها دور كبير فى إنشاء محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر والتي ستساهم فى تعمير سيناء.

كما كان للموقف العربي أثناء حرب أكتوبر ووقف تصدير النفط للدول المساندة لإسرائيل أكتوبر 73 إسهام بشكل كبير فى مسار المعركة، وكذلك الدعم العربي للجبهتين المصرية والسورية خلال فترة القتال.

جاء ذلك عرفانًا بالدور العربي ومساندته لمصر.

(6)

وفى لمسة وفاء خلال تعقيبه على المنتدى الحواري بالندوة التثقيفية، وجه الرئيس كلمة إلى اللواء دكتور سمير فرج قائلًا: «أوجه التحية لقائد خدمت معه وكثير من المصريين لا يعرفون ذلك وأيضًا الكثير من قادة وأفراد القوات المسلحة وهو اللواء سمير فرج كان قائد كتيبتي، كنت وقتها برتبة ملازم أول وقالوا إن المقدم سمير فرج كان فى كلية القادة والأركان وجاء ليتولى قيادة الكتيبة»

«تعلمت من اللواء سمير فرج حل المشكلات، ففي كل وحدة مشكلات»، مشيرًا إلى أنه عقب التحاقه بالكتيبة بأسبوع أو عشرة أيام اختاره اللواء سمير فرج ليكون ضابط استطلاع وأمن الكتيبة وفوجئ أن كل المشكلات الموجودة فى الكتيبة وفى كتائب أخرى فى الجيش، فى هذا الوقت، كانت للواء سمير فرج طريقة فى إيجاد حلول لها «فتعلمت أنه ليس هناك مشكلة دون حل بهدوء ويسر وفكر».

أضاف الرئيس: «بعد ذلك كان لي الحظ فى أنني خدمت مع سيادته وهو رئيس أركان الفرقة 33 وقائد الفرقة 33»، موجهًا للواء سمير فرج كل التحية والتقدير والاحترام، قائلًا: «لم تأت فرصة قبل ذلك أن أرى سيادتكم وأذكر ذلك».

علَّق اللواء دكتور سمير فرج معربًا عن فخره واعتزازه بأنه كان فى يوم من الأيام مع السيسي فى الكتيبة، فرد الرئيس قائلًا: «لا يا فندم أنا اللي كنت مع حضرتك وعمر العين ما هتترفع عن الحاجب».

إنها القواعد التي يرسخها القائد دائمًا للتأكيد على قيم الوفاء والعرفان ورد الجميل لكل من قدم لهذا الوطن، وساهم فى بناء نهضته وقام بدوره على أكمل وجه.