الرئيسية سياسة بعد انضمام «بيكريس» للسباق.. امرأة واحدة لا تكفى فى انتخابات الرئاسة الفرنسية
سياسةشئون دولية
بعد انضمام «بيكريس» للسباق.. امرأة واحدة لا تكفى فى انتخابات الرئاسة الفرنسية
By amrديسمبر 13, 2021, 17:11 م
1232
بعد إعلان حزب «الجمهوريون» اليمينى الفرنسى عن مرشحته «فاليرى بيكريس» لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة فى إبريل 2022، اتضحت هوية المنافس الرئيسى أمام الرئيس الفرنسى الحالى إيمانويل ماكرون، وكانت المفاجأة فوز «بيكريس» بترشيح الحزب الديجولى، لتكون أول امرأة تمثل اليمين الفرنسى بانتخابات رئاسية، لتنضم إلى امرأتين أخريين فى مواجهة ماكرون هما «مارين لوبان» زعيمة حزب «التجمع الوطنى» اليمينى المتطرف، و«آن هيدالجو» مرشحة الحزب الاشتراكى.. فهل تنجح إحداهن فى تحقيق الحلم بتربع أول امرأة على عرش الإليزيه؟
وفازت فاليرى بيكريس (54 عاما) المنتمية إلى الجناح الليبرالى فى حزب «الجمهوريون»، بـ 60.95% من الأصوات مقابل 39.05% للنائب إيريك سيوتى الذى أظهر تقارباً مع اليمين المتطرف، وذلك فى ختام مؤتمر شارك فيه المنتمون إلى الحزب عبر الإنترنت، ودعى نحو 140 ألف منتسب إلى التصويت إلكترونياً.
وبعد انتخابها ممثلة لحزب «الجمهوريون»، قالت بيكريس: «شكراً لهذه الشجاعة» على تسمية امرأة مرشحة لليمين، و«سأظهر أننى جديرة بذلك»، موجهة أفكارها إلى «جميع نساء فرنسا»، واعدة بـ «بذل كل شىء» فى الحملة الرئاسية. وأكدت أن «اليمين الجمهورى عاد يمين القناعات، يمين الحلول»، مضيفة: «سنستعيد الفخر الفرنسى وسنحمى الفرنسيين».
وتتحمل بيكريس، وهى رئيسة منطقة إيل دو فرانس التى تشمل باريس، مهمة شاقة تتمثل فى ضمان فوز اليمين الذى خسر من الدورة الأولى فى انتخابات 2017 الرئاسية فى سابقة بحقبة الجمهورية الخامسة، وذلك بعد خمسة أعوام من إخفاق الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزى فى ضمان إعادة انتخابه إثر خسارته فى الدورة الثانية عام 2012 أمام الاشتراكى فرنسوا هولاند، بعد أن ظل حزب «الجمهوريون» الذى ورث الحركة الديجولية لنحو ستين عاماً الحزب الرئيسى فى الحكومات.
وفاليرى بيكريس هى سياسية فرنسية من مواليد 14 يوليو 1967، خريجة المدرسة العليا للتجارة والمدرسة الوطنية للإدارة، وتتقن اللغات الفرنسية، والإنجليزية، والروسية واليابانية، بحسب وكالة فرانس برس.
وخاضت بيكريس مسيرة سياسية غنية حيث انتخبت مرتين كنائبة فى البرلمان، وسبق أن عملت وزيرة للتعليم العالى والبحث ووزيرة للميزانية والناطقة باسم الحكومة بين عامى 2007 و2012.
وعن برنامجها الانتخابى، تقترح بيكريس زيادة ساعات العمل الأسبوعية إلى 39 ساعة بالنسبة للشركات وتقليص مخصصات التقاعد للتمكن من زيادة الرواتب. كما تريد تأجيل سن التقاعد إلى 65 عاماً، فضلاً عن تعميق إصلاح التأمين ضد البطالة، وخفض آلاف الوظائف فى القطاع العام.
وتقترح بيكريس أيضا ترحيل الأجانب الذين يمثلون تهديدا للأمن العام خصوصا أولئك الذين يتبنون خطابا إسلاميا متشددا، كما تريد تشديد شروط لم الشمل العائلى.
وقبل أربعة أشهر من الجولة الانتخابية الأولى المقررة فى 10 إبريل المقبل، يحتل الجمهوريون، وفق استطلاعات الرأى، المركز الثالث خلفاً للرئيس الحالى إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، المتنافسَين فى الجولة الثانية من انتخابات 2017.
ورغم ذلك، يشير متابعون إلى أن فوز بيكريس بترشيح الحزب اليمينى لا يمثل خبرا سارا بالنسبة لماكرون، الذى يتطلع لاستقطاب نفس القاعدة من الناخبين الليبراليين واليمينيين المعتدلين، حسب ما أوردته مجلة «لوبوان» الفرنسية. كما أن بيكريس، بالرغم من أنها تعد مرشحة وسط اليمين، لكنها شددت هى الأخرى من لهجتها حيال ملف الهجرة، مما يؤهلها لتكون منافسة شرسة أيضا لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وبصفتها رئيسة حكومة إقليم إيل دو فرانس، التى تضم العاصمة باريس، فإن بيكريس، وبحسب محللين، تمتلك خبرة تنفيذية، ولديها قدرة فائقة على إدارة ميزانية محدودة ومواجهة المشكلات الاجتماعية فى الضواحى الباريسية الفقيرة.
وفى هذا الصدد، يميل بعض المراقبين إلى أن بيكريس قد تشكل خطرا على مستقبل ماكرون السياسى فى حال وجودها فى المرحلة الثانية والحاسمة من الانتخابات، باعتبارها ستكون لديها القدرة على استعادة ناخبى اليمين الوسط، الذين لعبوا دورا حاسما فى فوز الرئيس الفرنسى فى الانتخابات السابقة.
على الجانب الآخر، وفيما يشير إلى الخطر الذى تشكله مرشحة «الجمهوريون» على زعيمة اليمين المتطرف، واجهت بيكريس هجوما فوريا من لوبان، حيث وصفتها بأنها «المرشح الأكثر شبها بماكرون».
وقالت لوبان، فى تصريحات تليفزيونية، «لدى بيكريس نفس الصفات المهنية والشخصية التى لدى ماكرون، وبالتالى كلاهما يملكان نفس الرؤية تجاه العديد من القضايا»، مضيفة: «أدعو الناخبين المحافظين التعساء بفوز بيكريس إلى الانضمام إلى حملتى، حيث سيجدوننى أدافع عن قيم الأمة بكل شجاعة ودون خجل».
من جانبه، نظم المرشح الشعبوى اليمينى المتطرف المثير للجدل، إيريك زمور (63 عاماً)، الأسبوع الماضى، بعد 5 أيام على إعلان ترشحه، أول تجمع انتخابى له، شمال باريس فى جو مشحون، حيث انتشرت عناصر أمن على أطراف مكان التجمّع، وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن نشطاء من منظمة «اس او اس راسيزم»، الذين نظموا تظاهرة كان يفترض أن تكون «غير عنيفة»، تعرضوا لهجوم من مشاركين فى تجمع زمور الانتخابى، وأصيب اثنان منهم على الأقل بجروح دامية.
وكان زمور، الذى يطلق عليه البعض «ترامب فرنسا»، شخصية إعلامية، قبل أن يعلن ترشحه للرئاسة بعد أشهر من التخمين والغموض، مؤكدا رغبته فى «إنقاذ فرنسا»، واختار المرشح لحملته شعار «المستحيل ليس فرنسيا»، وهى عبارة منسوبة إلى نابليون، وأطلق حزبه رسميا وسماه «الاسترداد»، وأعلن أمام أنصاره رفضه لتوصيف «اليمين المتطرف»، ووعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حقّ لم شمل الأسر واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين، وهى تعهدات ألهبت حماسة الجمهور الحاضر، حيث إن طروحات زمور حول الهجرة هى أكثر ما يجذب أنصاره، بحسب «يورونيوز». ويشار إلى أن زمور، تفوق فى بعض الأحيان على مارين لوبان فى الاستطلاعات.
أما الاشتراكيون فتظهر الاستطلاعات حتى الآن أن قيامهم بدور كبير فى انتخابات أبريل 2022 أمر بعيد الاحتمال، رغم ترشح عمدة باريس آن هيدالجو عنهم، والتى لم تحصل على تأييد أكثر من نحو 5 % من أصوات الناخبين فى الاستطلاعات رغم شهرتها، فيما بلغت نسبة تأييد المرشح اليسارى جون – لوك ميلونشون 9%، بحسب «دويتشه فيله».
ويقول مراقبون إن ترشح هيدالجو، فى موازاة مرشحين آخرين من اليسار، يفتح الباب أمام مزيد من التشرذم والضعف لليسار الفرنسى، وسيقدّم فرصة ذهبية إما لليمين المتطرف أو لليمين التقليدى للنفاذ إلى الجولة الثانية من الانتخابات.