رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بعد حصول اليمين المتطرف على 30% بالجولة الأولى..بقاء ماكرون في الإليزيه على المحك

1016

كتبت :روضة فؤاد

لم تكن نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية مفاجئة لمتابعى الشأن الدولى، فكما كان متوقعًا تأهل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف للجولة الثانية من الانتخابات المقررة فى 24 أبريل الجارى، ولكن المفاجأة تمثلت فى الأرقام، التى تم تحقيقها فى تلك الجولة، حيث سجلت لوبان زيادة كبيرة فى الأصوات التى نالتها ، بعد أن حصلت على 23.6% مقابل 21.3% فى الجولة الأولى عام 2017، كما حصل المرشح اليمينى الأكثر تطرفًا إريك زمور على 7% من الأصوات، ما يعنى أن اليمين المتطرف نال أكثر من 30% من الأصوات، خاصة أن أصوات «زمور» ستذهب بطبيعة الحال للوبان فى الجولة الثانية. هذه النتائج، التى أثارت التساؤلات حول إمكانية حدوث مفاجأة تقلب الموازين فى الجولة الثانية.

رافقتها علامات استفهام أخرى حول تزايد نسبة الامتناع عن التصويت، فذكرت دراسة لمركز «إيسوس» لميول واتجاهات الرأى حول الانتخابات أن نسبة الامتناع عن التصويت فى الجولة الأولى بلغت 26.5% مع إغلاق الصناديق، وهى أعلى نسبة منذ انتخابات عام 2002 (28.4%).

الأرقام السابقة تؤكد أن الطريق لن يكون سهلًا أمام ماكرون للفوز بولاية ثانية، وعلى الرغم من أن المواجهة بين ماكرون ولوبان فى جولة الإعادة ستكون تكرارًا لما حدث فى الانتخابات الماضية، حين فاز ماكرون على لوبان بأغلبية كبيرة بلغت نحو 67% من الأصوات؛ ليصبح أصغر رئيس فرنسى منذ نابليون بونابرت، لكن فوز ماكرون هذه المرة، إذا حدث، لن يكون بتلك النسبة الكبيرة على الأرجح، حيث تظهر استطلاعات الرأى فوزه بفارق لا يتخطى 2%، مما يعنى أن الباب مفتوح على جميع الاحتمالات، وهذا ما أكدته صحيفة «تايمز» البريطانية، فذكرت أن جولة الإعادة بين ماكرون ومنافسته اليمينية مارين لوبان ستكون تكراراً لانتخابات الرئاسة فى 2017، بعد أن تواجه المتنافسان فى الجولة الثانية أيضاً وأضافت: «ومع ذلك، فإن لوبان، البالغة من العمر 53 عاماً، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسى اليمينى، تأمل فى تحقيق أكبر انقلاب فى التاريخ السياسى الفرنسى الحديث، بالوصول إلى الإليزيه»، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية ستكون أكثر صعوبة مما كانت عليه فى الانتخابات السابقة منذ 5 سنوات، خاصة أن نتائج الجولة الأولى أظهرت حصول ماكرون على 28% مقابل 23% لصالح منافسته لوبان، فى الوقت الذى كانت فيه ظاهرة الممتنعين عن التصويت هى الأبرز فى الجولة الأولى، حيث بلغت نسبتهم ربع الناخبين، وتابعت بالقول «دخل ماكرون الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظاً، حيث ارتفعت شعبيته بعد الغزو الروسى لأوكرانيا، مع احتشاد الناخبين حول رئيس دولتهم، ومع ذلك، تعرضت حملته لانتقادات واسعة لأنها باهتة، مع تعهدات بإعادة بناء نظامى التعليم والصحة الفرنسيين، ووعد غير شعبى برفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عاما، وعلى النقيض، بدا أن لوبان متواكبة مع الناخبين إزاء تكاليف المعيشة، ووعدت بخفض الضرائب، ما سيمنح العائلات الفرنسية ما يقرب من 200 يورو إضافية شهرياً».

وأضافت الصحيفة البريطانية أن بعض المعلقين توقعوا أن تنحرف حملة لوبان عن مسارها بسبب الحرب فى أوكرانيا، بالنظر إلى مواقفها المؤيدة لروسيا منذ فترة طويلة، وأنها تريد سحب فرنسا من القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسى، الناتو، ولكن من الناحية العملية، يبدو أن الغزو الروسى لأوكرانيا كان له تأثير ضئيل على مكانتها، ومن المحتمل أن يكون وضعها قد تحسن مقارنة بما كان عليه قبل 5 سنوات.

صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية لم تختلف كثيرًا عن التايمز، فأشارت إلى أن المواجهة هذه المرة بين ماكرون ولوبان لا تشبه مواجهة عام 2017، فهى محفوفة بالمخاطر، بعد أن اكتسبت زعيمة التجمع الوطنى الكثير من الخبرة والثقة بالنفس، وتحولت إلى أبرز السياسيين المقربين من المواطن الفرنسى البسيط حسب آخر استطلاعات الرأى.

وبحسب الصحيفة، سيسعى ماكرون خلال الفترة المقبلة إلى كسب أصوات اليمين المعتدل وأصوات اليسار، لأن مارين لوبان قد تتمكن من الفوز وكسب أصوات الممتنعين عن التصويت فى الدورة الأولى.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت إن لوبان أعطت انطباعاً بأنها أقرب إلى المخاوف اليومية للشعب الفرنسى، خاصة فيما يتعلق بالارتفاع الحاد فى أسعار الوقود والتضخم، وأشارت الصحيفة إلى أنه مع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، حيث من المرجح أن يتم اختبار الوحدة الغربية مع استمرار القتال، أظهر أداء لوبان القوى الجاذبية الدائمة للتيارات القومية وكراهية الأجانب فى أوروبا، فقد حصلت أحزاب اليمين واليسار المتطرفة على حوالى 51 فى المائة من الأصوات، وهى علامة واضحة على مدى الغضب والإحباط للفرنسيين.

بالرغم من ذلك، ترى «نيويورك تايمز» أن ماكرون، بعد حملة باهتة، سيذهب إلى الجولة الثانية باعتباره المرشح الأوفر حظًا، بعد أن كان أداؤه أفضل قليلاً مما أشارت إليه استطلاعات الرأى الأخيرة. وقد أظهرت بعض الاستطلاعات أنه يتقدم على لوبان بنقطتين فقط.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.