شُرفت بدعوتى لحضور مؤتمر «ملتقى شعوب العالم»، من الأستاذ الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، وقد أسعدنى الحظ فى هذه الزيارة فى أن أعرف معلومات كثيرة مهمة وجديدة عن هذه الجامعة العريقة.

هى رابع جامعة فى مصر بعد القاهرة والإسكندرية وعين شمس، وأول جامعة بوجه قبلى وتعود فكرتها إلى أيام الملكية، وكانت تسمى جامعة محمد على عام 1949، وتعطلت لأسباب إلى أن قامت الثورة وسميت عام 1952 باسمها الحالى جامعة أسيوط.

خرج من جامعة أسيوط العديد من الجامعات الإقليمية فى وجه قبلى وتخرج من الجامعة مئات الآلاف حتى الآن من العديد من الكليات المتنوعة والرائدة التى تتبع الجامعة.

ليس هذا فقط ولكن التنوع فى الكليات، وكذلك الطلبة من جميع أنحاء الوطن العربى وقارة إفريقيا، وأكد ذلك ما رأيته فى الاحتفالية الجميلة، والتى تعتبر الملتقى الثانى ملتقى الشعوب من أجل مواجهة التطرف.. الأول عام 2019، وعطلت كورونا انتظام الملتقى.

شارك فى هذا الملتقى 26 جامعة مصرية، ووفود من 30 دولة منهم طلبة بالجامعة وعدد 53 شابًا من مختلف دول العالم، مثل الولايات المتحدة، وجنوب السودان، والنيجر، والكونغو، ومالى، وتشاد، وأوغندا، وبوركينا فاسو، والهند، وأفغانستان ونيبال، وفلسطين، وفيتنام، وبنجلاديش، واليمن وغيرها.

وشارك فى المؤتمر مجموعة من الإعلاميين أعضاء مجلس النواب والشيوخ، منهم محمود مسلم، وعماد الدين حسين، ومحمود بكرى، وغيرهم من المسئولين وكان الملتقى برعاية اللواء عصام سعد محافظ أسيوط.

والفكرة من هذا الملتقى هى التقارب بين الشعوب، وخاصة الشباب ونشر ثقافة قبول الآخر ومكافحة الإرهاب والتطرف من أجل تحقيق التنمية الشاملة.

وأقيمت أيضًا عدة فعاليات ثقافية مهمة منها حفل كبير للفنان على الحجار، الذى أسعد مشاهديه ومحبيه هو وفرقته.. إضافة لعدد من الفعاليات على مدار أيام الملتقى.

نجاح الملتقى وراءه الدكتور هشام غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، وهو دينامو الملتقى، ويعمل وسط الشباب وقدم ملتقى يليق باسم الجامعة الأولى فى قبلى والرابعة على مستوى مصر وأيضًا دخلت التصنيف الدولى للجامعات، كذلك جهد د. أحمد المنشاوى، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث وغيرهم من قيادات الجامعة.

يقود هذا الفريق رئيس الجامعة العالم الخلوق المتواضع تواضع العلماء.. وهذا العالم وراءه قصة نجاح يجب إلقاء الضوء عليها، فهو من بين أبرز عشرة أطباء فى العالم متخصص فى جراحة اليد والجراحة الميكروسكوبية.. خريج جامعة أسيوط عام 1984، وتدرج فى السلك الجامعى إلى أن تم تكليفه قائما بأعمال رئيس الجامعة فى الفترة من أول أغسطس 2018، ثم رئيسا للجامعة فى نفس الشهر وحتى الآن.

وهو أستاذ زائر فى جامعات تامبريه بفنلندا، وفلورنسا بإيطاليا، وتار باليابان وكل من مايو كلينك بأمريكا، وتوريون بالمكسيك، ومؤسس ورئيس الجمعية المصرية لجراحة اليد والجراحات الميكروسكوبية، والممثل الرسمى للجمعية العالمية فى الشرق الأوسط لنفس التخصص، ويمثل مصر فى الاتحاد الأوروبى لنفس التخصص.

له العديد من الأبحاث وعضو هيئات تحكيم دولية وأنشأ وحدة خاصة لهذا التخصص وله العديد من الإسهامات العلمية قلما تجد مثل هذا الرجل.

نعم لدينا فى مصر خبرات وعلماء لهم مكانة عالمية ويستحقون الإشادة والتعريف بهم فى بلدهم، فهم من يشار إليهم بالبنان فى تخصصهم على مستوى العالم.. لا يتسع المكان لذكر مناقب هذا العالم ولكن هو يستحق الكثير ويقدر الثقافة.

ومن الطبيعى أن نستثمر هذه الزيارة فى التعاون مع جامعة أسيوط ومؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر فى التوقيع على بروتوكول تعاون بين الجامعة والمؤسسة فى خدمة الثقافة وطلبة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس بإقامة معارض للكتاب وكذلك دراسة إقامة مكتبة دائمة للمؤسسة تقدم فيها أحدث الإصدارات المصرية والعربية لخدمة هذا المكان العريق، وقد رحب الدكتور طارق سعد فى وسط انشغالاته ولم يتردد فى إتمام هذا الحدث.

وقمت بزيارة لبعض الكليات والملاعب وفندق الجامعة، وكم هى مبانى حديثة وتصميم يليق بهذه الجامعة.. هى مدينة علمية ثقافية فى قلب صعيد مصر تضىء بالعلم والثقافة والبحوث، وتفرز رجالا يخدمون بلادهم فى كل مكان.. منظومة حب متكاملة.

مع اللواء عصام سعد

كان لنا لقاء لا يمكن أن يفوتنى.. زيارة هذا الرجل من الطراز النادر الذى يعمل فى صمت، وليس غريبا عليه، فهو من رجال الشرطة المتميزين ويتعامل مع الجميع باحتواء وأبوة نادرة تشعر أنه قريبك أو صديقك لا يمكن أن تخرج من مكتبه إلا مجبور الخاطر.. نعم جبر الخواطر من شيم الإنسان التقي الورع، الذى يخشى الله فى معاملاته ويرضيه.

لذا كان اللقاء الذى أسعدنى فيه وأكد بدعم مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات الصحفية التى تخدم المجتمع وتقدم الثقافة المستنيرة لبناء الإنسان ومنها مؤسستنا العريقة دار المعارف ووعد باختيار المكان المناسب لمكتبة الدار.

نحن معًا أقوياء نستطيع أن نقدم كل الخير لمجتمعنا.