لن تخبو شمس العاشر من رمضان فى قلوب العرب والمصريين خاصة، ومازالت تتكشف لنا وللعالم أسرار معجزتها، وكانت أولى علاماتها صيحة الله أكبر أثناء عبور قناة السويس، وتعالت بها جنودنا البواسل وهم يجدفون بأيديهم حاملين على ظهورهم الشدة العسكرية فى وقت الظهيرة.

وتصور معجزة النصر عبقرية قواتنا المسلحة قادة وجنودًا، وكل فرد منهم يقدم أفكاره القتالية بطرق فى غاية الإبداع، وأقر بها العدو قبل الصديق، واعترف خبراء إسرائيليون أن إزالة خط بارليف كان أمرًا مستحيلا، ولكن الإعجاز جاء فى عبقرية المهندسين العسكريين.

وحملت معجزة نصر العاشر من رمضان صفاء روح الوحدة الوطنية، وتجلت فى أروع صورها دون التغني بمسميات وشعارات، وكانت تنصهر فى بوتقة الدفاع عن الوطن واسترجاع أراضيه، وخرجت بصورة تلقائية نابعة من فطرة مصرية سوية.

ومن حلقات دائرة معجزة النصر تلاحم الشعب المصري، وتماسك صفوفه كشجرة فرعها فى السماء وأصلها فى الأرض، وغابت عنه أي نزاعات أو صراعات فكرية، وكاد أن يخلو سجل الشرطة من حوادث سرقة وقتل، وبدا فى الصورة تناغم لمعاني الود والرحمة.

وتبرز حلقة الوحدة العربية من بين الدائرة، ورسمت أروع لوحة من الترابط والانسجام فى الصف العربي من الخليج إلى المحيط، وسارع الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بمد يديه إلى جيش مصر ومعه الملك فيصل ملك السعودية وكذلك فعل هواري بومدين رئيس الجزائر الأسبق، رحمة الله عليهم جميعا.

وتكتمل حلقات معجزة نصر العاشر من رمضان بالدور العظيم لجهاز المخابرات المصرية، والذى استطاع بعبقرية فذة وبريادة لم يسبق لها مثيل اختراق مؤسسات العدو، والوصول إلى عاصمته تل أبيب.

ورصد التاريخ العسكري بطولات فردية أذهلت قادة جيوش العالم، وكبدت قوات العدو خسائر فادحة، ونذكر منهم وليس على سبيل الحصر القائد الشهيد أحمد حمدي الفاعل الرئيسي فى تطوير الكباري الروسية، وشارك بنصيب كبير فى تدمير خط بارليف.

وهذا محمد عبد العاطي بمفرده تمكن من تدمير 23 دبابة، بينما اصطاد محمد المصري 27 دبابة، وكانت من بينهم دبابة عساف ياجوري، القائد الإسرائيلي.

ويجمع عدة محللين عسكريين من شتى أنحاء العالم على شهادة واحدة.. إن المقاتل المصري كان أبرز عناصر معجزة النصر، وكان بمثابة مفاجئة صادمة لهم.