رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

«إنجى هانم».. أقدم الجوامع الأثرية بحى شبرا

2167

جوامع نون النسوة (3)

أميرة شجاعة عشقت أعمال الخير

فى شارع «البكري» بمنطقة «جزيرة بدران» بحى «شبرا» يقع مسجد يعود لإحدى أميرات أسرة «محمد على باشا» هى «إنجى هانم» أو «أنجه هانم» الزوجة الأولى للوالى «محمد سعيد باشا» والتى قامت بإنشائه عام 1282هـ/ 1865م وأوقفت عليه الكثير من الأوقاف.

 كتب : محمود درغام

كانت «إنجى هانم» كثيرة الأعمال الخيرية من الإحسان إلى المحتاجين ومساعدة الأرامل والأيتام ومنح الأوقاف لعتقائها من الجوارى والعبيد، فمثلاً يقول المؤرخون إنها منحت معتوقتها «سوزديل السمرا» 15 فدانا تصرف من ريعها على نفسها، كما أوقفت 40 فدانا يُصرف من ريعها على سبيلها بمكة المكرمة، وللحق فإن المعلومات التاريخية عن تلك الأميرة محدودة إلا أن عددًا من المؤرخين الأوروبيين الذين عاصروا تلك الفترة قالوا عنها إنها كانت سيدة لبقة وذكية ومحبوبة بين كل الطبقات ومستعدة دائما لاستقبال زوجات الدبلوماسيين الأجانب، وقد تزوجت «إنجى هانم» من «محمد سعيد باشا» قبل أن يصبح واليًا على مصر  وبسبب عدم قدرتها على الإنجاب تزوج «سعيد» بالأميرة «ملك بر هانم» التى أنجبت له أبناءه «محمود بك» و «محمد طوسون باشا»، وقد ظلت «إنجى هانم» زوجة له حتى وفاته عام 1863م.

عاشت «إنجى هانم وعاصرت الخديو إسماعيل» وولده «توفيق»، حيث الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882م ثم الخديو «عباس حلمى الثاني» حيث توفيت فى بداية عهده عام 1900 م بمدينة الإسكندرية ودفنت بمسجد «النبى دانيال»، ثم نُقل رفاتها بعد ذلك ليدفن بمسجد «الرفاعي» بالقاهرة، وكان لـ «إنجى هانم» موقف وطنى إبان محاكمة «أحمد عرابي» عقب احتلال مصر عام 1882 م ذكره المحامى الإنجليزى «أ . م . برودلي» فى كتابه «كيف دافعنا عن عرابى وصحبه.. قصة مصر والمصريين» فقال إنه بعد انتهاء محاكمة «عرابي» الصورية فوجئ بخادم يطرق بابه أخبره بأنه من طرف «إنجى هانم» أرملة «سعيد باشا» وأنه يحمل رسالة له منها وكان نصها «جناب المستر برودلى المحامي، بعد إهدائك تسليماتى وتشكراتى لشخصك الكريم، أنتهز هذه الفرصة لأن أصرح لكم بأن مصر تشرفت بمجيئكم إليها، وأنا وجميع أهلها مسرورون من أعمالكم لأنكم دافعتم عن قضية العدالة والإنسانية، ونحن المصريات والمصريين نبتهل إلى الله فى كل أيام حياتنا أن يوفقكم وينجح مقاصدكم، كما ندعو الله أن يلطف بهذا البلد».

ويستكمل «برودلي» رسالة إنجى هانم: «إنك بدفاعك عن أبناء هذا البلد الذين سعوا لخيرها ودافعوا عنها قد جعلتم إنجلترا محبوبة عندنا، لأن انجليز – تقصد برودلى ورفيقيه – عطفوا علينا فى حزننا ومصيبتنا، وجميع المصريين مسرورون من الأخبار التى دلت على أعمالكم، ولا يجرؤ أحد على تأييد العكس مع انبلاج نور الحقيقة، وإنى لعاجزة حقيقة عن توضيح تشكراتي»، وأشار «برودلي» إلى أن هذا الموقف لم يكن موقف «إنجى هانم» وحدها بل كان موقف معظم نساء الأسرة المالكة فى ذلك الوقت.

ويعد جامع «إنجى هانم» بشبرا من أقدم الجوامع الأثرية بالمنطقة حتى اندثر عام 1903م حيث تم إعادة بنائه مرة أخرى، وتذكر الباحثة الأثرية د. ميادة حجازى أن المسجد كان مستطيلاً وكانت مادة الخشب هى الغالبة على بناء المنارة، وقد أوقفت عليه «إنجى هانم» أوقافًا كثيرة منها خمسة وسبعون فدانا بمقتضى الحجة المؤرخة فى 10 ربيع الأول 1307/ 1881م، ولـ «إنجى هانم» مسجد آخر لكن بمدينة الإسكندرية ويعد من المساجد المهمة التى تعود لأسرة «محمد علي» وذلك لكونه أول مسجد يُبنى على طريق ترعة المحمودية، كما أن مئذنته مبنية على طراز عثمانى فريد لم يتكرر سوى فى مسجدين آخرين فى نفس المدينة.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.