صالون الرأي
على مَن نطلق لقب متخلف؟
By amrمايو 23, 2022, 13:51 م
691
خسارة ترامب ألحقت بشبكات الإسلاموفوبيا الأمريكية تراجعًا فى نشاطها، وأدت إلى تفكيك عدد من منظماتها، وفقدت دعمًا كبيرًا لها فى البيت الأبيض، وفى عهده رصدت التقارير 114 منظمة مناهضة للإسلام، وتقلصت حاليًا إلى نحو72 منظمة، وتعمل فيما بينها على نشر فكرها العدائي ضد المسلمين عبر أبواقها الإعلامية وأنشطتها الثقافية، وقنبلة من العيار الثقيل ألقاها تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، وذكر أن جميع المنظمات المناهضة للإسلام تتلقى ملايين الدولارات بشكل سنوي، وتروج من خلال منابرها أكاذيب تهدف لتشويه الإسلام والمسلمين.
وأولها أكذوبة محاربة المسلمين للديمقراطية، وفى نفس الوقت يرددون عبارات بمثابة “أكليشيهات”، يلصقونها على كل من يخالفهم فى الرأي أو فى العقيدة، كادعائهم بأن المسلمين متخلفون ومتطرفون، وتتأجج خطاباتهم النارية ضدهم مع اشتعال المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وبناء على نهجهم فى نشر حملات الكراهية يتعرض المسلمون بأمريكا إلى تمييز عنصري فى مناحي الحياة وبنسب متفاوتة، ويصطدمون بها فى المطارات وفى أثناء تقدمهم للوظائف، ولم يسلموا من التنمر حتى عند تلقيهم خدمات الرعاية الصحية.
ومشاهد خطابات الكراهية والتمييز العنصري تعكس الوجه الآخر القبيح من العملة الأمريكية، وهو تنامي ظاهرة العنف المسلح، ويكاد يكون من أبرز سمات المجتمع الأمريكي منذ عصر الكاوبوي، والتصق به عقب تأسيس الإمبراطورية الأمريكية على أشلاء الهنود الحمر.
وحصيلة ضحايا العنف المسلح فى نهاية عام 2021 تخطت الـ 33 ألف شخص، وفى يوم واحد بلغت قمة العنف المسلح 14 حادث إطلاق نار جماعي، وتوافق ذلك مع إجازة عيد الاستقلال الأمريكي خلال العام الماضي.
وصار الإقبال على اقتناء السلاح أشد جذبا من شراء هاتف الآيفون، وعلى مدار الأشهر الأخيرة تم بيع 23 مليون قطعة سلاح، وتضغط شركات إنتاج السلاح الأمريكية على الساسة ورجال الدولة لمنعهم من إقرار قوانين تحظر شراء أسلحة.
ويجسد حادث إطلاق النار الأخير فى مترو الأنفاق مدى توحش ظاهرة العنف المسلح، وأسفر هذا الحادث عن قتل 10 أشخاص أغلبهم من السود، وقاتلهم فتى يبلغ من العمر 18 عامًا، وكان يردد وهو يطلق النار عبارات عنصرية، وفى النهاية لن يسكت صوت السلاح، حتى تكف الأيدي الخفية عن إشعال نار الكراهية.
ومع اكتمال الصورة نسأل على من نطلق لقب متخلف أو متطرف داخل المجتمع الأمريكي أو من على شاكلته؟ لكن قبل الإجابة لابد من تحديد نقطة نظام وإقرار حقيقية، وهي عدم تعميم إطلاق سمة العنصرية والعنف على جميع طوائف ومؤسسات المجتمع الأمريكي، فقد أصاب الأسى بعضهم من اغتيال شيرين أبو عاقلة، وطالبوا بمحاكمة القتلة.