منذ خمسة أعوام أو أكثر قال لي دبلوماسي عربي رفيع المستوى أن أزمة ليبيا الأقرب للحل ولا تحتاج لكل هذا الوقت وكان ردي عليه أتفق معك لأن الشعب الليبي مسالم ويفضل الاستقرار ولديه كل الإمكانيات المادية التي تؤهله لأن ينعم بخيرات بلاده ولكن للأسف الأزمة استهلكت الكثير من وقته وماله ووحدته. فقد تداخلت الأوراق على نحو مرير. وبعدما كان هناك حلم بالوحدة تتزايد وحدة الاضطراب والمشاكل ومخاوف المصير. ومؤخرا، توافق الأشقاء الليبيون على غالبية المواد الدستورية، خلال جولتهم الثالثة فى مصر وهناك الجهود التي تبذل لإنجاز العدد المحدود من المواد المتبقية فى أقرب وقت. وكانت لجنة المسار الدستوري الليبي قد اختتمت جولتها بحضور مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز وقد رحبت مصر بمخرجات  هذه الجولة.

بدورها، أكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا، ستيفاني وليامز، فى ختام الاجتماعات، أن اللجنة المشتركة حققت الكثير من التوافق حول المواد الخلافية فى مسودة الدستور الليبي، مشيرة إلى أن الخلافات القائمة تتعلق بالتد  ابير اللازمة للمرحلة الانتقالية وتعهدت أن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم كافة الجهود الليبية لإنهاء المراحل الانتقالية وإرساء الأمن والاستقرار عبر إجراء انتخابات وطنية شاملة وشفافة فى أقرب تاريخ ممكن وتلبية تطلعات ما يقرب من 3 ملايين ليبي ممن سجلوا للتصويت.

وفى تقديري أن الأطراف الليبية لديها القدرة على تحقيق توافق ليبي – ليبي والتوصل لحلول لأزماته بعيدا عن التدخلات الخارجية، وهو التوافق الذي يمكن البناء عليه خلال الفترة المقبلة للتوصل لسبل الحل الشامل للأزمة الراهنة فى ليبيا.

وتدعم مصر التوافق الليبي – الليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية للتوصل إلى حل سلمي وشامل بإرادة ليبية خالصة.

وكان لافتا اجتماع عبدالله اللافى، عضو المجلس الرئاسي، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح؛ حيث أطلعه على مقترح الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية الذي سيتم إطلاقه كما ناقشا مستجدات الأوضاع السياسية ومسارات الحوارات الليبية المختلفة للعمل على تنسيق الجهود الوطنية لإنجاح مساعي الحل السياسي، وإنجاز استحقاقي المسار الدستوري والانتخابات.

وقال بيان للمجلس الرئاسي إن اللافى وجّه الدعوة لصالح لإلقاء كلمة بهذه المناسبة فى العاصمة طرابلس، فى سابقة هي الأولى من نوعها منذ انتقال مجلس النواب إلى مقره فى مدينة طبرق، وإذا حدثت هذه الخطوة يمكن القول بأن ليبيا باتت على مشارف الوفاق والتفاهم المطلوب