عندما انهارت أمريكا وتوقفت مصانعهم عن الإنتاج وتشرد عمالها ونام المواطن فى أكواخ من الكرتون وأصبح البحث عن الطعام مكانه مخازن الأوساخ والقمامة وأطفالهم يعانون سوء التغذية هنا كتب التاريخ عن اليوم الأسود فى حياة أمريكا.
حالة الكساد الكبير التى أصابتهم بدأت بانهيار سوق المال وانخفضت التجارة العالمية إلى الثلثين وأيضًا عائدات الضرائب والأسعار والأرباح وتوقفت الصناعات الثقيلة عن العمل وكذلك أعمال البناء وهبطت أسعار المحاصيل الزراعية إلى أدنى مستوى وارتفعت معدلات البطالة إلى أعلى مستوى يمكن أن تصل إليه وضعفت القوة الشرائية وتفاقمت المشاكل الاجتماعية والأخلاقية وأصبحت أمريكا تعانى الخراب الشامل بالإضافة إلى موسم جفاف شديد عصف بالأخضر واليابس.
الثلاثاء الأسود فى حياة أمريكا لم يجعلها تصمت أبدا أمام انهيار اقتصادها بل جعلها تصنع مستقبلًا جديدًا لبلادها واتخذت عدة إجراءات لإنقاذ الوطن بدأت بمعالجة أزمة توافر السيولة المالية بسحب الودائع الأمريكية من المصارف العالمية وضخها فى البنوك المحلية وتبنى سياسة اقتصادية تقوم على دخول الدولة فى مشاريع كبرى بهدف تشغيل أكبر عدد ممكن من العمالة والتوسع فى المشاريع الإنمائية والاجتماعية وكان أول خطوات الإصلاح الاقتصادى هو تمويل الشباب وتوجيههم نحو المشروعات الحكومية الخاصة بالبنية التحتية وتشييد المبانى والطرق.
أزمة أمريكا الاقتصادية بدأت بالإنسان وانتهت بالإنسان فإرادة الشعوب لا تلين نحو عزة بلادهم ورفعت أوطانهم.
مصر بوضعها الاقتصادى الحالى لم تصل أبدا لحد السوء الذى وصلت إليه أمريكا فالبناء الصحيح للأمم يبدأ بالتفكير المنطقى ووضع النظريات العلمية المدروسة موقع التنفيذ بدلا من حالة الابتزاز والاستقطاب والمكايدة التى نعيشها اليوم فى محاولة محمومة لتشويه الوضع الاقتصادى المصرى والإيحاء بأنه فعلا قد أصبح منهارا عكس الحقائق التى تؤكد أننا قد خطونا نحو الطريق الصحيح خطوات ثابتة ولكن ينقصها بعض الإجراءات أهمها النمو الصناعى بتأسيس المشروعات الإنتاجية فى مجالات اصبحنا نستورد منتجاتها من الخارج وإعادة تمصير البنوك التى باتت أغلبها اجنبية.
الأمر الآخر الذى يستحق التأمل هو كيف يمكن إنهاء حالة الانتظار اللانهائى للمستثمر الأجنبى؟ الذى لم يأت حتى اليوم ونتساءل لماذا غاب دور رجال الأعمال عن المشهد فى المشاركة المجتمعية التى يجب أن تشمل كل الفئات.
وإذا كنا نسعى نحو ميزان تجارى يميل نحو مصلحة بلادنا بتقليص حجم الاستيراد والتوسع فى التصدير فهذا لن يحدث إلا بإنتاج المنتجات التى يحتاجها السوق ونستوردها بمليارات الدولارات، وتبنى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتشجيع الشباب للمشاركة فى بناء مستقبل بلادهم.. فالأمل مازال موجودا فإذا أردت أن تستقرئ مستقبل وطن فانظر إلى رؤيته للغد.

صالون الرأي
اليوم الأسود فى حياة أمريكا
By amrيوليو 17, 2018, 20:25 مالتعليقات على اليوم الأسود فى حياة أمريكا مغلقة






