قرار غريب وعجيب الذى أصدرته وزيرة البيئة د.ياسمين فؤاد – منذ أيام قليلة – بتعيينها 4 متحدثين رسميين مرة واحدة باسم الوزارة.. واحد للشأن العام وواحد للمخلفات وواحد لمنظومة النظافة وواحد للمحميات.. فى سابقة هى الأولى فى تاريخ الوزارات فى مصر والعالم.
والحقيقة أننى لا أعرف ما هو الهدف من هذا القرار الغريب؟.. وإن كنت أقترح على معاليها تعيين متحدث خامس ليفهمنا الأسباب وراء تعيينها الـ 4 متحدثين مرة واحدة وعدم الاكتفاء بمتحدث واحد فقط مثل باقى الوزارات.
هذا السبق لمعاليها يستحق أن يسجل فى موسوعة «جينيس» باعتباره من الأشياء العجيبة فى الدنيا حيث اعتدنا بأن يكون لكل وزارة متحدث رسمى واحد فقط.. وحتى مؤسسة الرئاسة نفسها بضخامتها وأعبائها لها متحدث واحد فقط ولكن أن يتم فك هذا المتحدث بأربعة متحدثين فى وزارة البيئة، فهذا هو العجب بعينه لتتحول إلى وزارة المتحدثين!!
ويبدو أن معالى الوزيرة بهذا الاكتشاف غير المسبوق تنوى أن «تكبر دماغها» وتترك الأمور للمتحدثين كلاً فى اختصاصه يدلو بدلوه للرأى العام وتعيش هى حياتها بعيدة عن الأضواء حتى لا ينتقدها أحد.. وهذا اعتقاد خاطئ ويشعرنا بأنها تنوى أن تتبع لنا الكلام فقط على لسان المتحدثين.. وبلاها البيئة والنظافة (!!).. هذا القرار لمعاليها يأتى مخالفًا لقرار مجلس الوزراء بترشيد الإنفاق.. بل يزيد الأعباء على ميزانية الإنفاق المخصصة للارتقاء بالبيئة.
والحقيقة أننى ضد ظاهرة المتحدث الرسمى عمومًا بالرغم من أنها معمول بها فى كل دول العالم لأنها تشعرنى بأن هناك حالة انفصال بين «المسئول» الوزير والرأى العام.. وكنت أفضل أن يكون توضيح الأمور للرأى العام على لسان الوزير شخصيًا لأن أى كلام غير دقيق من المتحدث قد يحدث لغطًا.. ومهما كان الوزير مشغولاً فإنه لابد أن يخصص وقتًا لإيضاح الأمور للرأى العام بنفسه وهذا يحدث نوعًا من الثقة للرأى العام.. فالعملية ليست بكثرة المتحدثين ولكن بحجم الإنجاز والتواجد مع الرأى العام بدلاً من الإنفاق على أمور لا تغنى ولا تسمن من جوع.. وبلاها المتحدثين.