صالون الرأي
أحلام جرجس شكرى!
By amrيوليو 25, 2022, 15:29 م
599
أرهقنى زميلى وصديقى الشاعر والناقد جرجس شكرى، فقد اضطررت لقراءة عدة كتب ومقالات له وعنه فى إجازة عيد الأضحى.
حيث أهدانى كتابه الأخير “كل المدن أحلام” وبعد أن استمتعت بقراءته احترت فى تصنيفه لأنه مكتوب بحبر القلب وكأنه شعر منثور أو نثر مشعور!
فبدأت البحث عن “المؤلف” الذى جمعتنا معا ظروف خاصة منذ سنوات قليلة، فاكتشفت أنه ممن ينطبق عليهم المثل “سبع صنايع والبخت ضايع”!
فهو ناقد مسرحى لمجلة الإذاعة والتليفزيون.
وهو ناشر، أمين عام النشر بهيئة قصور الثقافة، وهو مؤلف وله العديد من الدراسات الأدبية عن المسرح المصرى، فاز بعضها بجوائز قيّمة، منها جائزة الدولة التشجيعية عن كتاب “الخروج بملابس المسرح”.
وهو شاعر معروف وله العديد من الدواوين المنشورة والتى ترجمت لعدة لغات أجنبية.
وهو “مُحكّم” للعديد من المسابقات الثقافية التى تنظمها بعض الوزارات أو المؤسسات المصرية.
هذا هو جرجس شكرى الذى لم أكن أعرفه حق المعرفة بسبب انشغالى بالكتابة عن الاقتصاد، وأيضا لتواضعه وبساطته، فضلا عن عدم استفادته ماديا من كل ما تقدم وكما حدث مع آخرين يملأون الساحة ضجيجا وهم خواء!
وعندما قررت أن أكتب عن صديقى الموهوب وخاصة عن كتابه “كل المدن أحلام” وهو حكايات وذكريات عن زياراته للعديد من العواصم الأوروبية للمشاركة فى مهرجانات شعرية أو مسرحية، احترت فى تصنيف الكتاب، هل هو أدب رحلات كما صنّفه الناشر؟ أم أنه رحلة فى أعماق المؤلف، وربط بين ما يشاهده فى تلك العواصم وبين ما عاشه فى مراحله العمرية المختلفة؟، لقد بدا الكتاب وكأنه مذكرات أدبية للمؤلف، وأنه أيضا رحلة طويلة سافر فيها المؤلف إلى نفسه فى الماضى والحاضر عبر هذه المدن التى زارها وكتب عنها وعما جرى ويجرى فيها.
لقد غاص الكاتب فى أعماقه وتذكر طفولته، وقارن بين ما عاشه وشاهده فى قرى الصعيد، وما رآه فى تلك المدن مستخدما تعبيرات مسرحية مثل الحبكة، والبنية العميقة، والفضاء المسرحى، والديكور والحركة والملابس..
لقد نقل لنا المؤلف كيف عاشوا، وماذا فعلوا، وما تبقى من تراث المشاهير أمثال الكاتب المسرحى دورينمات، وجان جاك روسو صاحب نظرية “العقد الاجتماعى”، وماكس فريش مؤلف المسرحية الشهيرة “مشعلو الحرائق”، والرسام الشهير فان جوخ، والفيلسوف جوته وغيرهم، فى تلك العواصم التى زارها والتى وصف كل منها بما تستحقه مثل “أرملة الحروب”، و”أسطورة البؤساء”، و”عاصمة التمنيات والأعمار الطويلة”!!
نعم.. لقد غلب الطبع التطبع وتحولت المدن إلى أحلام، فالكاتب مسرحى!
وإلى الأسبوع المقبل إن شاء الله