رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

«كابوس الصين» يهدد العالم من جديد

131

أعرب المدير التنفيذى لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، عن مخاوفه الشديدة حيال تفشى فيروس كورونا غير المسبوق داخل الصين، خاصة فى ظل عدم توافر البيانات عن الإصابات ومدى خطورتها.

وبعد مرور ثلاثة أعوام من اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» فى مدينة ووهان الصينية فى أوائل شهر ديسمبر عام 2019، وإعلان منظمة الصحة العالمية رسميًا فى 30 يناير أن تفشى الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، تتجه الأنظار من جديد إلى الصين وهناك حالة من الترقب والقلق الدولى من حدوث موجة جديدة قد تكون الأعنف منذ اندلاع الفيروس خصوصا مع تصريحات خبراء الصحة الدوليين بفشل الصين فى مواجهة انتشار الفيروس مؤخرا، خاصة بعد القرارات الأخيرة التى اتخذتها الصين وهى قرارات سياسية وليست قرارات صحية، حيث قررت أن تفتح الدخول إليها بدون عمل مسحات أو التطعيم، وهناك نقص كبير فى الأطباء والممرضين والأدوية، وهناك ضغط كبير على المستشفيات، وتزايدت حالة القلق مع إعلان الصين عدم الإعلان عن أى أرقام أو بيانات للإصابات اليومية أو الوفيات مع نشر تقارير من داخل الصين تشير إلى إصابة ما لا يقل عن 37 مليون إصابة فى اليوم الواحد وإحراق ما لا يقل عن 30 جثة،

رجاء ناجي

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من عدم توافر البيانات عما يدور داخل الصين، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن العدوى داخل الصين ستصل إلى ذروتها فى منتصف يناير المقبل مع إعلان الصين استئناف إصدار تأشيرات وجوازات السفر، فى خطوة كبيرة أخرى باتجاه تخفيف ضوابط مكافحة فيروس كورونا، والتى عزلت البلاد عن العالم لثلاث سنوات تقريبا، ستؤدى هذه القرارات لتدفق محتمل لملايين الصينيين إلى الخارج.

وصرح د. فؤاد عودة رئيس الرابطة الأوروبية، بأن الوضع فى العالم يختلف عن الوضع فى الصين من حيث جائحة فيروس كورونا، موضحا أن عدد المصابين بالفيروس اقترب من عدد الذين تماثلوا للشفاء عالميا، حيث إن 69% تماثلوا للشفاء، وتوفى 1% وأصيب 663 مليون مواطن، ويشير إلى أن الصين تشهد موجة هى الأكبر منذ اندلاع الفيروس الأولى فى مدينة ووهان، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن العدوى داخل الصين ستصل إلى ذروتها فى منتصف يناير المقبل.

عندما يبدأ العالم فى الحديث عن ارتفاع فى عدد الاصابات يبدأ التخوف المصرى والاستعدادات لاحتمال قدوم موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وأوضح د. حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لكورونا بوزارة الصحة والسكان أن الإصابات فى تراجع كبير، كما أن إصابات كورونا فى تراجع أيضا والسبب فى ذلك الاستمرار فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، مضيفا أنه لا يوجد متحورات جديدة حتى الآن وجميع الأنماط الموجودة حاليا ضعيفة ويمكن التعافى منها سريعًا، مضيفا أن البرتوكول العلاجى حاليا قادر بشكل كبير على شفاء جميع الحالات، وبسؤاله عن الجرعات التنشيطية من اللقاحات رد د. حسام قائلًا: من مر عليه 6 أشهر يمكنه الحصول على جرعة تنشيطية من لقاح كورونا وهى متوفرة بالمجان وبدون حجز، ولقاحات لها دور فعال فى تنشيط المناعة، ومهم جدا لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأضاف: الجائحة لا تزال موجودة ولا بد على المواطن الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الماسك خاصة فى الأماكن المزدحمة، والتهوية السليمة للمنازل وغسل اليد باستمرار وعدم استنشاق الدخان والتباعد الاجتماعى، وعلى الجميع أن يعلموا أن فيروس كورونا موجود ولم ينته وهناك موجات انتشار فى الشتاء والربيع، ولا بد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم الاستهانة، وهناك ترصد للإصابات فى العالم خاصة ما يحدث فى الصين حاليا ومن ارتفاع ملحوظ فى الإصابات وتخوف من عدم إعلان الأعداد والوضع الصحى لها ومدى خطورتها لتدرك التحور الجديد ومدى خطورته ومنظمة الصحة العالمية أعربت عن قلقها الشديد لأن البيانات والمعلومات عامل أساسى فى التحرك العالمي.

وأكد أن وزارة الصحة والسكان تمتلك منظومة ترصد وبائية قوية للأمراض المعدية، فى 27 منشأة، تجمع عينات باستمرار لكل الأمراض المعدية وتتابع أعداد إصابات فيروس كورونا بكل دقة.

وأشار إلى أن الفيروس ينتشر من الخريف أول نوفمبر وحتى أول الربيع ومستمر حتى شهر فبراير فى العالم وليس فى مصر فقط، مشيرا إلى أن المستشفى يستقبل فى هذا الوقت حالات التهاب شعبى ورئوى كثيرة والحساسية والمعدل لم يزد على الأعوام السابقة.

وعن حالة الاستعداد لاستقبال أى موجات جديدة من فيروس كورونا، أكد د. عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أن جائحة فيروس كورونا لم تنتهِ، وهناك تذبذب فى عدد الحالات وخطورتها، وكلما يحدث نوع من التحورات الجديدة يكون أقل حدة وشدة.

وأضاف تاج الدين أن الحالات فى مصر تم السيطرة عليها وقليلة العدد وتتذبذب بين 1% و 2% زيادة، كما أنها بسيطة، مؤكدا أنه حتى الآن سجلنا صفر وفيات من كورونا، لافتا إلى أنه لا يزال المرض موجود عالميًا، وهناك انتشار للحالات فى أكثر من دولة، كما أنه لدينا حرص واحتراز وترقب لأى ارتفاع فى الإصابات حول العالم وترصد للقادمين، ولا بد من اتباع الإجراءات الاحترازية للمواطنين فى فترات انتشار المرض، ونراقب عن كثب الارتفاع الكبير فى الإصابات فى الصين والعالم يترقب بحالة من القلق لأن التجربة أثبتت أن الوباء عابر الحدود ولا بد من تعاون دولى فى توافر المعلومات لاتخاذ التدابير اللازمة والدولة المصرية ستتخذ كل التدابير الوقائية وعلى المواطن الالتزام بالإجراءات الوقائية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن وجود 500 سلالة فرعية من أوميكرون، حيث أعلنت د. ماريا فان كيركوف، عالمة الأوبئة والمسئولة التقنية عن مكافحة كورونا بمنظمة الصحة العالمية، أن متحور أوميكرون مستمر فى التطور، وأن هناك أكثر من 500 سلالة فرعية من أوميكرون تنتشر عدواها، ويقوم باحثون وعلماء من كل أنحاء العالم بتتبعها.

وأضافت د. كيركوف، أن جميع سلالات أوميكرون الفرعية أكثر قابلية للانتقال والعدوى من التى تليها، موضحة أن هذا ما تفعله هذه الفيروسات، حيث تكون بحاجة إلى إصابة الأفراد.

وأشارت كيركوف إلى أنه فيما يتعلق بمستويات الخطورة وشدة الحالات المرضية فإنه مشابه من الشدة لجميع السلالات الفرعية السابقة لفيروس كورونا، إلا أن سلالات أوميكرون التى تعد فى المتوسط أقل حدة من متغير دلتا، تسبب العدوى بدون أعراض أو تكرار الإصابة، وكذلك الحالات المرضية الشديدة والوفاة، وأوضحت أنه يتم حاليًا إجراء أبحاث حول تأثير التدخلات الطبية والتشخيص والعلاجات واللقاحات، حيث إن هناك قدرة جيدة للغاية فيما يتعلق بالقدرة على اكتشاف متحور أوميكرون حول العالم، كما تعمل اللقاحات بشكل جيد للغاية فى الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة.

أكدت أنه من الأهمية الحفاظ على المراقبة فى جميع أنحاء العالم حتى يمكن تتبع السلالات الفرعية المعروفة بما يساعد على اكتشاف أى متغيرات جديدة مثيرة للقلق ربما تنشأ لأنه لا يزال هناك خطر لظهور المزيد من المتغيرات المثيرة للقلق.

وأشارت إلى أن المرحلة الحالية حرجة لأن العالم يدخل السنة الرابعة من الجائحة وأن هناك ضجرًا على نطاق واسع من الحديث عن كورونا والتعامل معه، ولابد من التأكيد على أهمية اتباع الإجراءات الاحترازية بين المواطنين، بالإضافة إلى أن هناك أماكن أكثر خطورة من غيرها، مثل الأماكن المغلقة والمغطاة أكثر خطورة من الأماكن الخارجية المفتوحة، وكذلك فإن الأماكن المزدحمة أكثر خطورة من الأماكن الأقل ازدحامًا، على سبيل المثال.

ورغم ارتفاع الإصابات فى الصين إلا أن هناك دائمًا نصائح للوقاية من عدوى أوميكرون وهى اتباع الإجراءات الاحترازية ومنها ارتداء الكمامات فى الأماكن المزدحمة بالإضافة إلى التطعيم، وأكدت د. كيركوف أن التطعيم هو أحد الأشياء المهمة التى يمكنك القيام بها كفرد، ينبغى علينا أيضًا أن نأخذ فى الاعتبار أن 30% من سكان العالم لم يتلقوا بعد جرعة واحدة، وأنه لم يتم تحقيق أهداف التطعيم بنسبة 70% فى كل دولة.

وأضافت: «كورونا موجود معنا ليبقى، وما نأمله هو أنه فى عام 2023 يمكننا إنهاء حالة الطوارئ فى كل مكان»، مشيرة إلى أن العالم حاليًا فى وضع أفضل بكثير للقيام بذلك، حيث إنه أصبح هناك الكثير من المعرفة والدراية حول فيروس كورونا ومتغيراته وسلالاته المتحورة، وأنه «على الرغم من أننا لا نعرف كل شيء وما زلنا نسعى لمعرفة المزيد عن هذا الأمر، إلا أن لدينا العديد من الأدوات التى يمكن أن تقلل من انتشار المرض ويمكن أن تنقذ الأرواح الآن».

وأوضحت أن هناك مواجهات مع مخاطر معدية أخرى مثل الأنفلونزا وفيروس المخلوى التنفسى RSV ومسببات الأمراض المنتشرة الأخرى، لذا من الأهمية أن يتم التعايش مع كورونا بمسئولية وأن يتم التعامل معه فى سياق كل شيء آخر.

وكشف د. أمجد الخولى، رئيس اللوائح الصحية الدولية فى منظمة الصحة العالمية، أنه لا ينصح بجرعات لقاح إضافية لمواجهة الانتشار الجديد لكورونا، مضيفا أن متحور الصين الجديد سريع الانتشار وهو من متحورات أوميكرون، ويشتمل على بعض الخصائص الأكثر خطورة إلى حد كبير، وينتشر بشكل أسرع حتى بين من تلقوا اللقاح.

ووصف الخولى متحور الصين الجديد بأنه سريع الانتشار وقليل الخطورة، وكشفت حكومة إقليم تشجيانج بشرق الصين، وهو أحد الأقاليم الصناعية الكبيرة القريبة من شنجهاي، إنها تواجه حاليا نحو مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا يوميا، وتوقعت أن يتضاعف العدد إلى المثلين فى الأيام المقبلة.

وعلى الرغم من الارتفاع القياسى فى الإصابات المسجلة على الصعيد الوطني، أفاد المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بأنه لم يتم تسجيل أى وفيات.

ولم تتلق منظمة الصحة العالمية أى بيانات من الصين بشأن الحالات الجديدة التى دخلت المستشفيات بسبب إصابتها بفيروس كورونا منذ خففت بكين قيودها، وذكرت المنظمة أن الفجوة الموجودة فى البيانات قد يكون سببها الصعوبة التى تواجهها السلطات فى إحصاء الحالات فى أكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان.