يزخر تاريخ مصر بآلاف الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم عن طيب خاطر فداء للوطن ودفاعا عن الشعب المصري، ولكن ربما كانت قصة الشهيد العقيد أحمد صابر منسي، رمزًا للشهيد العاشق لتراب الوطن، الذى تحركه مشاعر الحب السامية فى كل معاملاته مع قادته ومرؤسيه وقبلهما بالطبع مع قضيته التى عاش واستشهد مؤمنا بها ومدافعا عنها، وهى قضية الدفاع عن الوطن من الإرهاب الأسود الذى تحركه قلوب حاقدة كارهة.
عُرف عن العقيد أحمد منسي، حبه لمساعدة أى إنسان والوقوف إلى جوار الآخرين دون تمييز بناء على دين أو جنسية، وكان يدعو للسلوكيات الراقية، حتى إنه كان ينهر من يراه يرمى قمامة فى الشارع .
كما عُرف بين أقرانه بحبه الشديد للوطن ومواقفه الصلبة ضد الإرهاب والتطرف ورفضه للتشدد، الذى ينثر الغل والحقد والكراهية فى قلوب بعض الشباب.
ولأن “منسي” كان تجسيدًا لحب الوطن وحب الزملاء وشركاء الوطن من الإخوة الأقباط، فكان بالطبع ينغص معيشة “أهل الحقد والغل من التكفيريين”، فخططوا لاغتياله هو ورفاقه، ونفذ التكفيريون هجوما إرهابيا فجر يوم الجمعة السابع من يوليو 2017، على مربع البرث، والكتيبة 103 صاعقة، التى كان يتولى قيادتها العقيد منسي، وأدى الهجوم لاستشهاده وعدد من رفاقه.
وعلى الجانب الإنساني، كان “منسي” حريصًا على مجاملة جنوده وضباطه فى أفراحهم وأحزانهم، وكثيراً ما كان يسافر إلى مختلف المحافظات لمجاملة مجند معه بالكتيبة ومساعدته فى تجهيز فرح أو غيره.
وكتب الشهيد “منسي”، الشعر منذ صغره، وكان من أهم ما يردده: “شجرة إنتى يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ”.
ولأنه كان محبًا صادقا لوطنه وزملائه وجيرانه، فعندما استشهد “أحمد منسي”، صلى عليه عدد كبير من المسلمين والمسيحيين صلاة الغائب فى المساجد والكنائس.