بالطبع كل طلاب وجنود الجيش والشرطة يعتبرون أنفسهم شهداء تحت طلب الوطن، فهم لن يترددوا بالتأكيد فى نيل الشهادة دفاعا عن مصر.. ولكن عاطف طاحون، الطالب بكلية الشرطة، نوع خاص من “الشهداء تحت الطلب”، فهو يجسد قصة حقيقية لمن يحب وطنه ويصمم على هذا الحب حتى لو نال عنه الموت والشهادة.

«والدى الشهيد البطل العميد وائل طاحون مفتش مباحث الأمن العام، وزوج أختى الشهيد البطل الرائد ماجد عبد الرازق معاون مباحث قسم شرطة النزهة، قدموا حياتهم فداء لمصر وأصبحوا بالنسبة لى المثل والقدوة، علشان كده أصريت إنى أكمل مسيرتهم وأدخل كلية الشرطة مصنع الرجال.. أول ما استشهدوا يا فندم لقيت نظرة الناس كلها فخر واعتزاز بيهم، وده أدانى العزيمة والإصرار لمواصلة الطريق علشان أكون امتدادا للأبطال فى تحمل مسئولية أمن مصر»… كلمات رددها عاطف طاحون، الطالب بكلية الشرطة، موجها رسالة للرئيس السيسى خلال احتفالية عيد الشرطة عام 2020، ليكشف أن ذلك الطفل الذى استشهد والده فى 2015، وهو ما زال طالبا بالإعدادية، قرر أن يكمل المسيرة ويلتحق بأفراد الشرطة المدنية.

كان حب مصر فى قلب “عاطف”، والذى زرعه بداخله والده الشهيد “وائل طاحون”، أكبر من أية مشاعر أخرى، قد تنازعه هذا الحب، أكبر من الخوف من الموت.. ومن البحث عن مكاسب الدنيا ومغانمها.. وحتى أكبر من حب الأسرة التى ربما يفقدها فى أية لحظة شهيدًا فى سبيل الوطن.

لم يزد “عاطف طاحون” استشهاد والده وزوج شقيقته إلا إصراراً على أن يحول “حب الوطن” من كلمات إلى أفعال، ومشاعر أكثر سموًا جسدها فى كلماته: «عايز أقول للإرهاب واللى واقف وراه إحنا مش هنخلص وهنفضل نحمى بلدنا.. ودايما تحيا مصر.. تحيا مصر..».