رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

رجال أعمالهم وأعمالنا

1468

أعلن رجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وليونارد لودر الرئيس الفخري لشركة اس تي لودر عن تبرعهما بمبلغ ٣٠ مليون دولار تخصص لتشجيع تطوير فحوص وأبحاث جديدة تختص بالاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر، الذي بلغ عدد مرضاه ما يقرب من خمسين مليون مصاب، متوقع أن يصلوا إلى ١٣١ مليون مريض بحلول عام ٢٠٥٠.
هذان الرجلان تأثرا بحالات قريبة منهما أصيبت بهذا المرض اللعين الذي يغيب فيه عقل الإنسان ويفقد ذاكرته وكيانه ويصبح شخصا لا صلة له بما كان عليه فينسى أهله وأصدقاءه وزوجته، حتى يصل إلى أن ينظر في المرآة فلا يعرف حتى نفسه!
من هنا تأتي أهمية تخصيص هذا المبلغ دعما للعلم في تحقيق رسالته السامية من أجل رفعة البشرية، وما فعله جيتس ولودر نموذج لما يفعله رجال الأعمال المحترمون في الغرب، الذين يدركون دورهم الحقيقي في المجتمع ويدركون أن وجودهم في مجتمع صحيح معافى أفضل كثيرا من وجودهم في مجتمع مريض متخلف، كما يدركون واجبهم ومسئوليتهم أن أموالهم ليست للحياة الرغدة والانعزال عن باقي المجتمع ولكن في محاولة إسعاد الآخرين!
ربما يثير لدينا هذا الخبر الكثير من الشجن حين نقارن بين رجال الأعمال في الغرب ورجال الأعمال في بلدنا، بين الشفافية في الضرائب التي يدفعونها هناك وبين وسائل اللف والدوران من البعض هنا للتهرب من حقوق الدولة، بين الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع والفقراء هناك، وبين التعالي على الفقراء وإلقاء الفتات لهم، وهم يعتبرون انه ليس في الإمكان أبدع مما كان!
لقد استمعت بالصدفة لأرقام خيالية في إقامة حفلات ومآدب إفطار وسحور في شهر رمضان الماضي تبارى فيها رجال أعمال في الصرف على الديكورات والأطعمة والفقرات الفنية لمجرد دعوته لعدد من معارفه على الإفطار أو السحور بملايين الجنيهات، دون أن يرتجف قلبهم أن هناك جوعى ومرضى في حاجة إلى كل جنيه مما بذروه دون حتى اعتبار لفلسفة الشهر الكريم!
أين هؤلاء إذن مما يفعله أقرانهم في الغرب ؟ الحقيقة أننا لا نرى في مجتمعنا كفالة حقيقية للمرضى أو للفقراء، وليس المقصود هنا إطعامهم أو التبرع للمستشفيات التي يلجأون إليها، وإنما الكفالة هنا هو تقديم عون حقيقي في الامكانات والمساعدة على التحديث والتطوير للأبحاث التي تستهدف القضاء على المرض في مجال الصحة، وخلق آلية تغطي احتياجات الفقراء في مجال العمل الاجتماعي الخيري!
لكن – مع الأسف – ما نراه في بلادنا من مظاهر استعراض تحت مسمى عمل خير، هي في الحقيقة أعمال مؤقتة تنتهي بانتهاء الوجبة أو المبلغ أو حتى علبة الدواء التي تقدم للمحتاج ، لكن ما فعله أمثال بيل جيتس وليونارد لودر هو الخير الحقيقي طويل الأجل، ولولا أمثال هؤلاء لكانت الدنيا غير الدنيا، إنهم بشر ذوو قلوب وعقول تعمل وتفكر في الخير وليس التظاهر، هؤلاء هم من يدركون المعنى الحقيقي للإنسانية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.