رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الأبطال «ما بيتنسوش»

304

..أقولها مرة أخرى بعقيدة قوية وإيمان كامل، إنه لو كان هناك تشريع آخر للوضوء لغير الصلاة أظنه كان سيكون للكتابة عن الشهداء.. وضوء للنفس والروح قبل أن يكون للقلم والحبر والكلمات، لما للشهيد من مكانة على الأرض وفى السماء.

فهو البطل الحقيقى لما نحن فيه الآن، هو بطل الحكاية، البطل اللى “ما لوش” صورة فى الأفيش، بطل الحكاية اللى اختار يموت علشان احنا نعيش، البطل اللى عشق تراب الأرض من أسوان للعريش.. نعم الشهيد هو البطل الحقيقى الذى يستحق بكل جدارة ودون أى منافسة من أى أحد، هذا اللقب
“لقب البطل”، فكلمة بطل تعنى “شهيد”..

الشهيد هو البطل و”الأبطال مابيتنسوش”، باقون فى قلوبنا وفى عقولنا ووجدان وذاكرة أوطانهم وهم أحياء عند ربهم يرزقون، لقد كانت سحائب الفخر والمجد والشرف تزين قاعة الاحتفال الذى شهده الرئيس السيسي تخليدًا لذكرى الشهيد فى يوم 9 مارس، ذلك اليوم الموافق  لاستشهاد الجنرال الذهبى الفريق عبد المنعم رياض، زلزال من المشاعر الوطنية والإنسانية الجياشة كانت تأخذنا إلى أعماق بعيدة ونحن نشاهد دموع أبناء الشهداء وزوجاتهم وأمهاتهم، ونحن نستمع إلى كلماتهم المؤثرة ولعل أكثرها تأثيرا تلك التى جاءت على لسان إحدى أمهات الشهداء عندما طلبت من الرئيس السيسي أن يسمح لها هى وباقى أمهات الشهداء.. أن يزرن سيناء قائلة: “عايزين نشم ريحة ولادنا فى سينا يا ريس”.. لقد كانت جملة فى غاية البراءة والتأثير، تلخص الحكاية كلها.. حكاية الأبطال الذين ضحوا من أجل أن تعيش مصر فى أمن وأمان، ولقد طبطب الرئيس على هذه الأم الثكلى بكل الحب والفخر عندما رد قائلا: إنه قريبا سنحتفل جميعا فى سيناء بالانتصار على الإرهاب، وسنقول معنا لكل أبطالنا من الشهداء والمصابين أن دماءهم لم تذهب هدرًا أو سدى وإنما الثمن كان غاليا والنتيجة كانت كما تمنينا جميعا، لقد كان الثمن بالفعل غاليا جدًا بذلناه جميعًا من أجل الوطن الذى ينعم حاليا بهذا السلام والرخاء.

المصارحة التى تحدث بها الرئيس فى هذه الاحتفالية وبعض التفاصيل التى كشف عنها ربما للمرة الأولى حول حجم وحقيقة المواجهة وكيف كانت قوى الشر جميعها تحشد كامل طاقتها ضد مصر وكيف كانت المؤامرة تحاك منذ عام 2005 وكيف ظهرت المؤامرة بكامل أبعادها فى 2011.

هذه التفاصيل كشفت كيف وقعت الكارثة يوم 28 يناير وكادت مصر تذهب إلى حيث لا رجعة، لولا يقظة أبنائها فى الجيش والشرطة ومختلف المؤسسات ومن خلفهم الشعب.

لذلك عاد الرئيس يؤكد من جديد على خطورة أن نعطى الفرصة لأعدائنا أن يدمرونا من الداخل، مشيرًا إلى أن مؤامرات تفكيك الدول من الداخل هى من أخطر المؤامرات التى يمكن أن تتعرض لها الشعوب، وأن الحروب لم تعد مواجهات عسكرية بآليات وأسلحة، وإنما بمواجهات فكرية هدّامة من هذا النوع، لذلك كان وسيظل من المهم بل ومن الحيوى أن نتسلح جميعا بسلاح الوعى وألا نعطى فرصة لأحد أن يسمم أفكارنا ويأخذنا فى طريق نفقد فيه أوطاننا بأيدينا.. علينا جميعا أن نحافظ على تماسكنا ووحدتنا ونغلق كل الجبهات والثغرات أمام أى محاولة من قوى الشر لإحداث الوقيعة أو هز الثقة فى قيادتنا وإنجازاتنا ومشروعاتنا التى دفعنا من أجلها ثمنًا غاليًا من دماء أبنائنا وأموالنا.. علينا جميعا أن “نخلى السلاح صاحى” فى وجه الإرهاب وفى طريق ومشوار التنمية والبناء.. علينا أن نكون أكثر “صلابة”.. لأن بناء دولة يحتاج الكثير من التضحيات.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن