نجوم وفنون
أبلة فضيلة.. فرغت الحدوتة!
By amrأبريل 04, 2023, 13:19 م
860
حينما التحقت الإذاعية القديرة الراحلة فضيلة توفيق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، لم تكن تعلم أنها ستصبح أشهر مقدمة برامج أطفال فى تاريخ الإذاعات العربية، ولا أنها ستعيش فى وجداننا وذاكرتنا على مدار الأجيال وحتى الآن، فالأطفال ما يزالون يحبون الاستماع لحواديتها الشيقة على قناة “يوتيوب”، والتى تحقق نسب استماع عالية رغم توقف برنامجها “غنوة وحدوتة” منذ سنوات طويلة.
ونشأت “أبلة فضيلة” فى أسرة مصرية محافظة، تتكون من ولد وحيد وثلاث بنات من بينهن شقيقتها الفنانة القديرة الراحلة سميحة توفيق، وتحكى عن طفولتها بأسلوبها السلس الجميل المعتاد عنها فتقول: “أذكر فى طفولتى أنى كنت أجمع جيرانى الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات – كنا نسكن فى شارع الملكة نازلى (رمسيس) وتعلمت فى مدرسة الأميرة فريال وكانت فى نفس المدرسة الأميرة ناريمان والتى تزوجها الملك فاروق فيما بعد، وأيضا كانت سيدة الشاشة فاتن حمامة زميلتى وكان والدها سكرتير المدرسة”.
وبعد إنهائها للدراسة الثانوية، التحقت الإذاعية الراحلة بكلية الحقوق، تحقيقا لرغبة الأسرة، ومن دفعتها فى الكلية العمالقة، الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقى والدكتور أحمد فتحى سرور.
وبعد التخرج، اختارها حامد باشا زكى للعمل معه فى مكتب المحاماة، وفى ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات، وفى إحدى القضايا التى جاءت للمكتب حاولت “فضيلة” الصلح بين الخصوم، وهذا الموقف نقله أحد الزملاء لحامد باشا فعاتبها بشدة قائلًا: “مهنتنا تعتمد على الخلافات، ولذا فأنت لا تصلحين للعمل فى المحاماة، من الأفضل أن تعملى فى الإذاعة، ومن هنا بدأت رحلتها مع الميكروفون.
عن عملها بالإذاعة، قالت: “كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وقتئذ وللتاريخ أذكر أننى كنت سعيدة للعمل فى الإذاعة، فى عام 1953 قابلت الرائد الإذاعى بابا شارو، وقلت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال، فأخبرنى أنه يتولى هذا العمل وحده، وتم تعيينى بالإذاعة وكنت أقرأ النشرة وتعلمت من حسنى الحديدى كيف أقف وراء الميكرفون، ومن يوسف الحطاب التمثيل، وفى عام 1959 تحقق حلمى حيث انتقل بابا شارو للعمل فى التليفزيون ومن هنا عملت فى برامج الأطفال”.
ولم تكتف “أبلة فضيلة” فى برنامجها الأشهر “غنوة وحدوتة” بتقديم آلاف الحكايات الجميلة الموحية المبهجة، التى تعلم الأطفال عبر الأجيال القيم والمثل والمبادئ وترشدهم للخير والحق والجمال، ولكنها استضافت من خلاله أيضاً شخصيات كثيرة بارزة، منها الأدباء والمفكرون العظام نجيب محفوظ وأنيس منصور والعالم الكبير فاروق الباز، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذى أقنعته بأن يغنى بصوته لحنه الشهير الخالد “ست الحبايب”، وكان متردداً فى البداية حتى لا يغضب مطربته الفنانة فايزة أحمد، كما استضافت فى برنامجها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والشاعر الكبير كامل الشناوى والموسيقار سيد مكاوي.