رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مساجد مصر تمتلئ بالمصليين والمناطق المحيطة بها تكسوها البهجة

931

«رمضان كريم»، ورمضان مجمعنا، هى الكلمات التى تسمعها آذاننا وتراها عيوننا، أينما حللنا فى كل «حتة» بمصر، خاصة المساجد العامرة والتى تفتح أبوابها طوال النهار وتزدحم المناطق المحيطة بها بالمريدين والمحبين لتعلن لكل من يدعى أن الظروف الاقتصادية قتلت بهجة رمضان، أن مصر «لسه عايشه».. السطور التالية نرصد خلالها مظاهر البهجة فى عدد من محافظات مصر ..

سلوى محمود – إبراهيم الصعيدى – محمد فتحى – جمال عبد المجيد

فى كل محافظة، ومركز، ومدينة، وقرية، ما زال مشهد التجمعات العائلية، ورفقة الأصدقاء موجودًا حيث يحرص الجميع فى شهر رمضان المبارك على الخروج للحدائق والمقاهى بعد صلاة التراويح للتنزه فى أجواء تشبه احتفالات الأعياد، والتى تستمر حتى وقت السحور.

هذه الأجواء تكتسب طابعا خاصا فى المناطق التاريخية والتراثية، لا سيما فى منطقة الحسين والأزهر بالقاهرة، وغيرها من مدن مصر من شمالها إلى جنوبها، كما تقام أيضا الخيام الرمضانية المتنوعة التى تقدم وجبات الإفطار والسحور وسط أجواء عامرة بالمودة والبهجة.

المساجد عامرة بالمصلين

تزينت المساجد ومآذنها بالأنوار والزينات،  وغمرت روائح البخور المساجد ليفوح منها العبير والمسك، فور دخولك ساحات مساجد مصر فى تلك الليالى العامرة بالمصلين، خاصة بعد أن فرج الله الكربة، وحفظ الله مصر وأهلها من عدوى كورونا، التى تسببت فى منع إقامة الشعائر بالمساجد، حيث أعلنت وزارة الأوقاف أن المساجد بجميع محافظات الجمهورية تشهد إقامة الشعائر بها خلال الشهر الفضيل، وإقامة صلاة التراويح بجميع مساجد الجمهورية التى تقام بها الجمعة، وإقامة صلاة التهجد بـ أكثر من 10450 مسجدًا، والاعتكاف بأكثر من 6200 مسجد بالجمهورية، وإقامة الملتقيات الفكرية بالمساجد الرئيسية الكبرى بـ 27 محافظة، إضافة إلى عقد ملتقى الفكر الإسلامى للواعظات لأول مرة بـ19 محافظة، كما تشهد أسابيع الشهر الفضيل إقامة برنامج المنبر الثابت بـ 1000 مسجد بالتعاون بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، هذا بالإضافة إلى الدروس اليومية بالمساجد.

صلاة التراويح تجمعنا كلنا

صلاة التراويح فى مصر لها مذاق مختلف،  فكل مسجد يتبارى فى تقديم أروع أصوات القراء،  من أجل إحياء صلاة التراويح طيلة الشهر الفضيل، بالإضافة إلى ما يشبه المنافسة بين المساجد فى ختم القرآن الكريم على مدار ليالى الشهر، حيث عم المساجد خشوع المصلين، وارتسمت الفرحة على وجوه العابدين، ورفع المصلون أكف الدعاء والتضرع إلى الله، هكذا يمكن وصف الحال داخل مساجد مصر فى صلاة التراويح، التى سارع إليها ملايين المصريين فى كافة المحافظات من أجل أدائها فى جماعة امتثالًا لسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وطمعًا فى الحصول على الثواب الجزيل الذى أعده الله لعباده الصائمين فى الشهر الكريم.

قبلة المصلين فى المحافظات

فى كل محافظة توجد مساجد ذات طابع خاص لكونها عامرة بالروحانيات، حيث تمتلك كل محافظة العديد من الصروح الدينية التاريخية والحديثة، والتى تعد دائمًا إضافة هامة للخريطة السياحية والأثرية بها.

مشاهد التطوير تخطف أنظار محبى عمرو بن العاص

فى القاهرة خطفت مشاهد التطوير أنظار محبى ومريدى مسجد عمرو بن العاص، بعد أن أصبح فى أبهى صورة.

مشاهد التطوير لم تكن قاصرة على المسجد فقط بل شمل مخطط التطوير منطقة الفسطاط التاريخية وإنشاء حدائق الفسطاط.

وقال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير: تبلغ مساحة المسجد 28500 متر مسطح منها 13200 متر مسطح أروقة للصلاة وباقى المساحة ساحات خارجية تستغل للصلاة فى أيام الذروة والأعياد، بالإضافة إلى منطقة خدمات تشمل إنشاء دورة مياه للرجال ورفع كفاءة دورة مياه للسيدات وإنشاء مبنى إدارى للمسجد.

 الأزهر يقدم خطة دعوية دسمة وتوزع 105 آلاف وجبة إفطار

وفى الجامع الأزهر، أحد أهم المراكز الدينية والثقافية فى العالم الإسلامي، تشهد ليالى الشهر الكريم خطة دعوية تتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة اليومية مثل: القراء، ودرس الظهر، والاجتماع المسائي، وصلاة التراويح، ودرس التراويح، وصلاة التهجد، وتنظيم عدد من الاحتفالات المتعلقة بالشهر الكريم.

إضافة إلى ذلك، يقدم المسجد 105000 وجبة على مدار الشهر للطلبة الوافدين يوميًا، بمعدل 3500 وجبة يوميًا، ويتم زيادتها حسب الطلب.

المرسى أبو العباس «جامع» المحبين

فى الإسكندرية تتجلى روحانيات شهر رمضان الكريم كل عام بميدان المساجد بمنطقة الأنفوشى،  خاصة مسجد «المرسى أبوالعباس»، أحد أقدم وأشهر المساجد التى بنيت فى المدينة، والذى يتميز بقبابه المميزة، وهو من أهم ما يميز منطقة أبوالعباس فى بحرى.

وللمسجد قدسية خاصة فى شهر رمضان المبارك، فإليه يتوجه أغلب أبناء الإسكندرية،  ومن خارج المدينة أيضاً، حيث يتحول من مسجد إلى جامع للمحبين، ومع أول أيام رمضان يتوجه الجميع للجلوس فى المسجد لقراءة القرآن فى جو روحانى، حيث يتجمع الأشخاص فى مجموعات، لقراءة وتفسير القرآن، حتى وقت الإفطار.

وكعادتها كل عام، تتحول منطقة «بحرى» فى الإسكندرية من منطقة سكنية ومزار سياحى، إلى قبلة لمحبى الأجواء الرمضانية أثناء شهر رمضان، حيث اللياليٍ الرمضانية الدافئة عقب الانتهاء من صلاة التراويح،  والتعبد، ويعد المكان المحيط بالمسجد فسحة للأطفال بسبب امتلاء الشوارع عن آخرها بكل أشكال وأنواع الألعاب والمراجيح،  وتنظيم المسابقات.

 الدسوقى قبلة الصائمين بكفر الشيخ

يشهد مسجد العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ إقبالا كثيفا فى ساحات المسجد من أهالى المدينة، والزائرين من أبناء المحافظات المجاورة خلال الاحتفال بقدوم شهر رمضان وعودة الجو الروحانى والإيمانى للشهر الكريم، حيث امتزجت روائح رمضان بروحانيات المسجد فصار قبلة للصائمين لقضاء ساعات رمضان فى قراءة القرآن الكريم والتقرب بالصلاة والدعاء إلى الله فيما تمتلأ أركان وساحات بيت الله بالزوار الذين يأتون للتبرك والعبادة، حيث حرص الآلاف من المصلين من مختلف المحافظات على أداء صلاة التراويح بالمسجد الدسوقي، حبا فيه وفى الروحانيات التى تعم المسجد، حيث تضاء المآذن الأربع وقبة المسجد ومحيطة من الخارج باللمبات الكهربائية من أول أيام الشهر الكريم وتضاء عند أذان المغرب ويفطر عليها الكثيرون ويسهرون حتى السحور فى الميدان الإبراهيمى والتبرك بالدسوقى ونفحاته.

ويقول الشيخ سيد عبد الباقى كبير الأئمة وإمام مسجد إبراهيم الدسوقى لمجلة أكتوبر نحرص فى المسجد على تنفيذ البرنامج الذى حددته الأوقاف من دروس يوميا عقب صلاة العصر وبين صلاتى العشاء والتراويح وإقامة الملتقيات الفكرية وتخصيص درس للسيدات كل أسبوع بالإضافة إلى درس للنشء الصغير كل أسبوع وبرنامج صيفى للطفل وأضاف: نبذل قصارى جهدنا فى خدمة ضيوف الرحمن خلال الشهر الكريم.

«عبد الرحيم القنائي» روحانيات فى رحاب مسجده

تُقام فى مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى جميع الفعاليات الاحتفالية لمختلف المناسبات الدينية الإسلامية، حيث يقام فيه سنويًا الاحتفال بذكرى ليلة الإسراء والمعراج،  والنصف من شعبان،  وخلال شهر رمضان يعتبر أهالى قنا مسجد سيدى عبد الرحيم القناوى قبلتهم، فهم يتوافدون على المسجد بعد الإفطار وصلاة المغرب لأداء صلاة العشاء والتراويح خلف أئمة وقراء يتمتعون بأصوات مميزة، وقراءة القرآن الكريم والتعبد إلى الله، وقراءة الأذكار بشكل جماعى لوقت متأخر من الليل، وذلك فى ظل حضور عدد كبير من رموز وقيادات أبناء المحافظة ومن زوارها.

ومن أهم المظاهر الرمضانية التى تٌقام سنويًا عند مسجد سيدى عبد الرحيم القناوى تتمثل فى إعداد وتجهيز مائدة الرحمن يوميًا خلال شهر رمضان بمحيط المسجد والتى يشارك الرجال والأطفال والشباب فى إعدادها لاستقبال الوافدين عليها لتناول الإفطار والتى تحتوى على أجود الأطعمة والمشروبات،  وأنواع الحلوى الرمضانية المختلفة التى تتميز بها المحافظة.

وعقب صلاة التراويح يحلى السهر على حلقات الإنشاد الدينى وختام القرآن ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم التى تنتشر فى محيط المسجد من أبناء الطرق الصوفية كـ «الرفاعية والأحمدية والشاذلية والرحيمية»، وغيرها من أصحاب الطرق التى يقدم أصحابها المأكولات والمشروبات المجانية للزائرين، بل إن هناك بائعى الحلوى ومهرجانات التحطيب «لعب العصا» وسباق الخيول «المرماح».

«الفولي» ملتقى المثقفين والدراويش فى رمضان

روحانيات كبيرة يشهدها مسجد سيدى أحمد الفولي، والذى يعد أشهر مساجد محافظة المنيا، والتى سُميت على اسمه «منيا الفولي»، ومع قدوم شهر رمضان الكريم، يستقبل المسجد مريديه، إذ يتميز بروحانياته الكبيرة، ويعد ملتقى لأهل القرآن، خاصة فى يوم الجمعة، لعمل الحضرات، وقراءة القرآن بشكل جماعي، فضلاً عن توافد الكثيرين لزيارة ضريح سيدى أحمد الفولى والتبرك والدعاء، بينما يحيط بالمسجد «الدراويش» والفقراء الذين يقيمون بمحيطه طوال الشهر الكريم، ليشبه محيط المسجد بالمولد الصغير ظهر كل يوم جمعة.

يشتهر مسجد الفولى فى شهر رمضان بجلوس المئات بداخله لقراءة القرآن الكريم بشكل جماعات، ومع إعلان الدولة إلغاء كافة القيود هذا العام، وعودة الاعتكاف، سادت حالة من الفرحة بين المترددين على المسجد.

يقول الشيخ رائد يحيى إمام وخطيب مسجد الفولي، إن مسجد الفولى معروف عنه أنه ملتقى أهل القرآن، فدائماً ما يشهد المسجد عمل حضرات جماعية لقراءة كتابة الله، وجلسات أخرى للأسئلة فى أمور الدين من خلال لقاء الإفتاء، وآخرون للتحفيظ، فضلاً عن وجود نشاط هو الأول من نوعه فى مساجد المحافظة، يتمثل فى تحفيظ القرآن للسيدات والأطفال من ذوى الإعاقة السمعية والكلامية «الصم والبكم».

وأضاف يحيى لـ «مجلة أكتوبر» أن مسجد الفولى لا يعد مسجداً عادياً فى المحافظة فهو يضم 14 نشاطاً متنوعاً، وتضع له مديرية الأوقاف كل الاهتمام نظراً لحب المواطنين الشديد للمسجد وموقعه المتميز وضريحه الذى يأتى إليه الكثيرون خاصة يوم الجمع من كافة القرى والمراكز، فتتنوع الأنشطة بداخله بين قراءة القرآن ومجالس الإفتاء، والبرنامج التثقيفى للأطفال، ودروس السيدات، وخاطرة العشاء، ومقرأة الأئمة والأعضاء، ومقرأة الجمهور ودروس الصم والبكم.

كما يروى لمجلة أكتوبر الشيخ عيسى تغيان، أحد القائمين على المسجد، حكاية ضريح مسجد الفولى قائلاً إن الإمام الفولى معروف عنه علمه الكبير، فهو من أب مصرى وأم يمنية، فاسمه بالكامل «على بن محمد بن على اليمنى المصرى»، ولد عام 990 هــ وتوفى 1067 هـ، ولقب بالأستاذ لأنه كان عالماً بالأزهر الشريف، وله العديد من المؤلفات العلمية وله تلاميذه ودفن فى ضريح خاص بزاويته، ويُقام له احتفالية كبيرة كل عام بالتحديد فى ليلة 27 من شهر رجب من كل عام، غير أن كتابه «علم الأكياس فى حسن الظن بالناس»، يعد من أشهر المؤلفات التى عُرف بها، ويأتى إليه الآلاف للزيارة فى كل يوم جمعة منذ الصباح الباكر.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.