الاستثمار في مجال الصحة لا يوفر صحة أفضل ورفاهية للمواطن، فحسب، وإنما يعزز الاقتصاد، ويخلق فرص عمل، ويدعم الإنتاج، ونتيجة للظروف الاقتصادية وحالة الركود التي يعيشها العالم بدأت معدلات الإنفاق على الرعاية الصحية في التباطؤ، وبدأت تظهر قوائم الانتظار للعمليات الجراحية في العديد من الدول حتى التي تمتلك أنظمة صحية قوية، وفي مصر بدأ البعض يلاحظ زيادة فترة الانتظار لبعض التخصصات الجراحية؛ مما جعل بعض أهل الشر ينشرون أخبارا كاذبة، بأن هناك إلغاء لبعض التخصصات الجراحية في المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار وتباطؤ العمل بها أو توقفها.

رجاء ناجي

قال د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان لـ «أكتوبر» إنه رغم الظروف الاقتصادية التى يعيشها العالم وارتفاع سعر الصرف والذى أثر بدوره على ارتفاع تكاليف شراء المستلزمات الطبية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية إلا أن هناك تعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى بعدم المساس بمبادرة القضاء على قوائم الانتظار واستمرار العمل بها، دون إلغاء أى تخصص والتى وصلت إلى 11 تخصصا، وتم عقد اجتماعات على أعلى مستوى لتوفير كافة المستلزمات اللازمة للمبادرة والعملات الأجنبية، وبالفعل بدأنا فى توفير المستلزمات، وما حدث كان فقط إطالة مدة الانتظار لكن لم تلغ أى عملية جراحية.

وأوضح وزير الصحة أن ٨٥% من نفقات المبادرة تتحملها الدولة، وهى تكلفة المستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أن بعض التخصصات الجراحية مثل العظام بها قرابة 33 تدخلًا طبيًا، ولذا نبحث خلال الفترة المقبلة أن يتم التركيز على التدخلات الطبية العاجلة، بحيث يكون لها الأولوية القصوى، ونفس الأمر بالنسبة لجراحات أمراض القلب وغيرها من التخصصات الطبية الأخرى، بحيث لا يكون البديل هو زيادة فترة الانتظار لمرضى العمليات الجراحية المهمة والعاجلة.

وعلى عكس ما يتردد من شائعات نجد ارتفاع معدل أداء المبادرات الرئاسية للصحة العامة خلال الربع الأول من العام الجارى بنسبة 53%، حيث تم  تقديم خدمات المبادرات الرئاسية للصحة العامة لـ 11 مليون و500 ألف مستفيد، تحت شعار «100 مليون صحة»، وذلك خلال الربع الأول من عام 2023، لجميع الفئات العمرية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، فى مجالات (الاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع، منع قوائم الانتظار فى العمليات الجراحية، الكشف المبكر عن فيروس سي، العناية بصحة الأم والجنين، الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم، الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثى الولادة بالحضانات، دعم صحة المرأة، فحص المقبلين على الزواج، فحص وعلاج الأمراض المزمنة، الكشف المبكر عن سرطان الكبد).

وحتى الآن تم إجراء مليون و659 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار، ومنع تراكم قوائم جديدة فى التدخلات الجراحية الحرجة التى تشملها المبادرة، وذلك منذ انطلاقها فى شهر يوليو عام 2018.

وأوضح د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، أن الوزارة تابعت أكثر من 39 ألفا و283 حالة، بعد إجراء العمليات، للتأكد من جودة الخدمة المقدمة للمرضى، وذلك خلال الفترة من يناير إلى منتصف شهر أبريل 2023، بالإضافة إلى استقبال 91 ألفا و708 اتصالات من مرضى قوائم الانتظار، خلال نفس الفترة، عبر الخط الساخن المخصص للمبادرة.

وأكد أن المبادرة تشمل جراحات (القلب، العظام، الرمد، الأورام، القساطر المخية، قسطرة القلب، المخ والأعصاب، زراعة الكلى، زراعة الكبد، زراعة القوقعة)، وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ولا مساس بهم، ويتم توزيع المرضى مركزياً على المستشفيات التابعة للمبادرة، لضمان حصولهم على الخدمة الطبية بأقصى سرعة ممكنة.

 وأضاف عبدالغفار أن خدمات مبادرة رئيس الجمهورية لإنهاء قوائم الانتظار مجانية بالكامل، والمريض لا يتحمل أى أعباء مادية، حيث إن المبادرة قائمة على تخفيف معاناة غير القادرين، وإجراء الجراحات العاجلة والحرجة بأعلى جودة وفى أسرع وقت ممكن.

ومن خلال نظرة سريعة على المشهد الصحى نجد اختلافا كبير فالمبادرات الرئاسية فى القطاع الصحى عديدة وكلها بالمجان وتستهدف أمراضا بعينها عانى منها المصريين لسنوات طويلة، فهى تعد تدخلا سريعا لحل المشاكل المتأصلة داخل المنظومة الصحية منذ سنوات بعيدة وعدم انتظار الحلول الجذرية، وإنما السير معاً كانت المبادرات الرئاسية فى القطاع الصحى الحل الأمثل للقضاء على المشاكل الصحية المتراكمة والتى تعد عبئا على كاهل الأسرة المصرية والاقتصاد القومى لحين مد مظلة التأمين الصحى الشامل لكافة أنحاء الجمهورية، والذى يعد الإصلاح الحقيقى للمنظومة الصحية، فقد أطلقت الدولة المصرية العديد من المبادرات الصحية .

 ولم يقتصر الأمر على المبادرات الصحية فقط وإنما نجد إن إجمالى استثمارات الصحة العامة للعام المالى 2022/2023 بلغ 17.781 مليار، بحيث بلغ استثمارات البرامج المهمة فى قطاع الصحة فى 2022/2023 تضمنت الاستثمار فى خدمات الرعاية الصحية الأولية بقيمة 1.539 مليار جنيه، وكذا الاستثمار فى التأمين الصحى الشامل بقيمة بلغت 5.31 مليار جنيه، متضمنة 3.41 مليار جنيه للمستشفيات فى 12 محافظة، وتطوير 448 وحدة رعاية أولية بقيمة 1.9 مليار جنيه.

 وعن حجم الاستثمارات العامة فى قطاع الصحة بلغ 182 مليار جنيه خلال الفترة من 2013/2014 إلى 2022/2023، حيث نتج عن ذلك تنفيذ العديد من المبادرات، بما فى ذلك المبادرات التى تعد الأكبر فى مصر، بل والأكبر فى العالم من نوعها من حيث عدد المستفيدين، وهى مبادرة 100 مليون صحة والتى استفاد منها 60 مليون مواطن، مبادرة القضاء على التهاب الكبد الوبائى فيروس سى حيث تم فحص 50 مليون شخص وعلاج 1.2 مليون مصاب، وكذا مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة والقصور الكلوي، بالإضافة إلى مبادرة دعم صحة المرأة، الكشف عن أمراض سوء التغذية بين الطلاب، وكذا العلاج على نفقة الدولة حيث تم علاج 14.3 مليون مواطن، وكذا الكشف المبكر لضعف وفقدان السمع، شطب قوائم الانتظار، هذا بالإضافة إلى التوسع فى تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل.

ووجهت الدولة المصرية من الموازنة العامة حوالى 572 مليار جنيه للإنفاق الحكومى على قطاع الصحة خلال الثمان سنوات السابقة (14/2015-21/2022)، وذلك بمعدل نمو بلغ 285% مقارنةً بالسنوات الثمان التى سبقتها (06/2007- 13/2014)، حيث ارتفع الإنفاق الحكومى السنوى المُوجه للقطاع من 31 مليار جنيه عام 2013/2014، إلى 109 مليارات جنيه عام 2021/2022 بمعدل نمو بلغ 252%.

وهذا التغيير فى المشهد العام انعكس على نظرة المواطن للمنشآت الصحية وظهر هذا بلغة الأرقام، حيث أكد لـ «أكتوبر» د. وائل عبد الرازق رئيس قطاع الرعاية الصحية والتمريض بالوزارة، إنه تم تسجيل 52 مليونا و800 ألف زيارة من المواطنين لمنشآت الرعاية الصحية الأولية، خلال الربع الأول من عام 2023.

وأوضح أن خدمات المستوى الأولى للرعاية الصحية تستهدف كافة الفئات والأعمار، وتقدم خدمات (متابعة تطور ونمو الطفل، التطعيمات، الكشف عن مرض نقص هرمون الغدة الدرقية والفينيل كيتونيوريا لحديثى الولادة، التثقيف الصحي، صرف الألبان العلاجية والألبان شبيهة لبن الام للحالات المستحقة والمغذيات الدقيقة).

 وتابع د. وائل عبد الرازق، أن خدمات الرعاية الأولية المقدمة للمرأة تشمل خدمات (متابعة الحمل، التطعيم ضد التيتانوس الوليدي، الاكتشاف المبكر لأورام الثدي، اكتشاف حالات الحمل الخطر وإحالتها، تنظيم الأسرة، الصحة الإنجابية، التثقيف الصحي)، وتشمل أيضا (الكشف المبكر وعلاج ومتابعة حالات الأمراض غير السارية، فحوصات المقبلين على الزواج، خدمات العيادات صديقة الشباب والمراهقين، برنامج الرعاية الصحية لكبار السن، خدمات الطوارئ، خدمات الأشعة، التحاليل المعملية، خدمات الأسنان)، بالإضافة إلى تقديم خدمات المبادرات الرئاسية «100 مليون صحة».

كما أوضح أن الحالات المرضية التى تحتاج إلى رعاية طبية متقدمة يتم إحالتها إلى المستشفيات طبقًا لبروتوكولات وأدلة العمل الإكلينيكية، وكل هذه الخدمات مجانية.

ومن المبادرات التى شكلت نقلة فى طريقة التعامل مع المرض والانتقال الى منع حدوث المرض او التقليل من مضاعفاته عن طريق الكشف المبكر كانت المبادرة الرئاسية لـ «العناية بصحة الأم والجنين» تحت شعار «100 مليون صحة» والتى تمكنت من فحص مليون و930 ألف سيدة، منذ انطلاقها فى مارس 2020، والتى تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين، وتوفير العلاج والرعاية الصحية بالمجان، كما تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «بي» وفيروس نقص المناعة البشري، ومرض الزهرى للسيدات الحوامل.

ومن جانبه، قال د. فوزى فتحى المدير التنفيذى للمبادرة، إن المبادرة تقوم بمتابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يومًا، بعد انتهاء الحمل لاكتشاف عوامل الخطورة على الأم أو المولود، واتخاذ الإجراءات المناسبة، إضافةً إلى صرف المغذيات الدقيقة اللازمة فى فترة النفاس.

وأضاف أن المبادرة تضمن سرية التحاليل، والاختبار السليم باختيار كواشف بمعايير ذات جودة عالمية، كما تتضمن المشورة للوقاية من الأمراض، وتشترط الموافقة وإقبال السيدة على الخدمة.

وأكد أن المبادرة مستدامة، ضمن خدمات الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة، فى إطار تفعيل مبادرة الرئيس لتطوير وتحسين جودة الخدمات التى تقدمها مراكز الرعاية الأساسية، وتشمل إجراء فحص إكلينيكى لتقييم الحالة العامة للحامل والجنين، واكتشاف عوامل الخطورة التى قد تصاحب الحمل، والتطعيم ضد التيتانوس، وقياس الطول، والوزن، وضغط الدم، وإجراء تحاليل متنوعة ولازمة للكشف عن الإصابة بالأنيميا، أو لتحديد احتياج الأم للحصول على حقنة Anti-D بعد الولادة من عدمه، إضافةً إلى تحليل بول لاكتشاف الزلال، وأمراض الجهاز البولي، كما يتم صرف المغذيات الدقيقة اللازمة للأم أثناء الحمل.

ولفت د. فوزى فتحي، إلى إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمسح، وربطها بالمنشآت الصحية المشاركة بالمبادرة لتسهيل متابعة المرأة المنتفعة وتحويلها لأقرب مركز لتلقى العلاج اللازم طبقًا لحالتها، مشيرا إلى أنه يمكن الاستعلام عن موعد التقييم للمنتفعات لإجراء الفحوصات المتقدمة من خلال الموقع الإلكترونى لمبادرة «100 مليون صحة» أو من خلال تطبيق «صحة مصر» بالإضافة إلى تلقى الاستفسارات من خلال الخط الساخن «15335».

والمبادرات التى تستهدف القضاء على الإعاقة من خلال الاكتشاف المبكر مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة، والتى انطلقت فى سبتمبر 2019، وتمكنت من تقديم خدمات الفحص السمعى لـ 4 ملايين 705 آلاف طفل، وأكد د. أحمد مصطفى المدير التنفيذى لمبادرة رئيس الجمهورية، للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة، أن الاكتشاف المبكر لضعف السمع يجنب الطفل الإعاقة السمعية ويسهل فرص العلاج، بالإضافة إلى تجنب مشكلات التخاطب التى يمكن أن تتسبب فى أزمات نفسية للطفل. وأشار د. أحمد مصطفي، إلى أنه تم زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الإحالة السمعية لـ 34 بدلًا من 30 مركزًا، بجميع محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، لتقديم خدمات مبادرة السمع.

بالإضافة إلى زيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعى للأطفال بدءً من يوم الولادة وحتى عمر 28 يومًا، إلى 3500 وحدة صحية فى جميع محافظات الجمهورية، موضحا أن عدم اجتياز الطفل للاختبار الثاني، لا يعنى الإصابة بضعف السمع، ولكنه مؤشر على أن الطفل يحتاج إلى فحوصات متقدمة فى مراكز الإحالة الخاصة بالمبادرة. فضلا عن تحويل 263 ألفا و299 طفلًا من إجمالى الأطفال الذين تم فحصهم لإعادة الفحص من خلال إجراء اختبار تأكيدي، بعد أسبوع من الفحص الأول، وفى نفس الوحدة التى تم فحصهم بها، كما تم تحويل 30 ألف و223 طفلا، بعد الاختبار الثانى إلى مستشفيات ومراكز الإحالة بهدف تقييم الحالة بدقة أعلى، وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعى حالته.

وقال إن المبادرة تأتى فى إطار التوسع فى التغطية الصحية الشاملة، وحصول الأطفال على رعاية صحية ذات جودة، بإتباع أحدث أساليب العلاج، الأمر الذى ينعكس على توفير حياة صحية آمنة للأطفال حديثى الولادة، وصولا إلى المستهدف من مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت شعار «100 مليون صحة» وتماشيًا مع رؤية «مصر 2030».

ويؤكد د. حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان،أن المبادرات الرئاسية فى القطاع الصحى تمكنت من تغيير المنظومة الصحية فى مصر، وتمكنت من القضاء على أمراض كانت تشكل خطرا على الصحة العامة وعززت مفهوم الوقاية والاكتشاف المبكر، وتمكنت من الوصول لكل المواطنين، بل لكل فرد يعيش على أرض مصر، سواء كان مصريا أو من غير المصريين وتقديم الخدمات الطبية لهم بالمجان، وكل المبادرات مستمرة فى العمل دون توقف حتى مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على الفيروس الكبدى سي، وتقديم العلاج للمرضى حتى الآن، حيث تم تقديم العلاج الدوائى لـ 2143 مريضًا ضمن مبادرة «الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد» والتى انطلقت فى شهر مارس من العام الماضى 2022.

وأشار إلى متابعة 116 ألفا و210 مواطنًا ضمن المبادرة، موضحًا أنه يتم إحالة المشتبه فى إصابتهم بورم سرطانى إلى مراكز علاج الإحالة لإجراء الفحوصات التأكيدية، وبدء تلقى العلاج اللازم حسب الحالة إذا ثبتت الإصابة بأورام الكبد.

وأكد عبدالغفار أنه يتم تقديم خدمات الفحص بالموجات فوق صوتية، وتحاليل الأورام دوريًا كل 4 أشهر لمرضى التليف الكبدى من خلال 65 وحدة للفيروسات الكبدية المتواجدة داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية. ويتم صرف الأدوية لمرضى «سرطان الكبد» خلال أول زيارة لهم بعد إحالتهم للتقييم من خلال 22 عيادة متعددة التخصصات داخل وحدات علاج الفيروسات الكبدية تضم تخصصات (كبد، أورام، أشعة تداخلية، جراحة) لتقييم الحالة وتحديد النمط الأفضل للعلاج سواء دوائيا أو جراحيا. بالإضافة إلى استمرار عمل المبادرة فى فحص طلاب المدارس حيث تم إجراء الفحص الطبى الشامل لـ 4 ملايين و680 ألفا و262 طالبا بمدارس الجمهورية، خلال الربع الأول من عام 2023، وذلك بنسبة تغطية بلغت 94% من المستهدف، فضلا عن فحص 8 ملايين، و188 الفاً و763 طالباً بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى طلاب المرحلة الابتدائية. وأوضح المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تستهدف فحص الطلاب فى المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وذلك بـ 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة، مشيراً إلى أن المبادرة تستمر فى العمل حتى نهاية السنة الدراسية الحالية بجميع محافظات الجمهورية.

 وأضاف أن خدمات المبادرة تتضمن إجراء المسح الطبى للطلاب وقياس الوزن، والطول، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن أمراض سوء التغذية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وأن الحالات المصابة بأى من الأمراض التى تشملها المبادرة يتم تحويلها إلى عيادات التأمين الصحي، لاستكمال الفحوصات اللازمة وصرف العلاج بالمجان، كما يتم تسليم هؤلاء الطلاب «كارت متابعة» يحتوى على بياناتهم الخاصة، لمتابعتهم دورياً والاطمئنان على حالتهم الصحية باستمرار من خلال 255 عيادة للتأمين الصحى بجميع محافظات الجمهورية.

ويؤكد عبد الغفار أن كل المبادرات تعمل بشكل منتظم دون تقصير، وأن ما يتردد شائعات لا أساس لها من الصحة، ويكمل قائلا: مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي، مثلا تمكنت من فحص  6 ملايين و543 ألفاً و294 مواطناً، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، «مجانا» تحت شعار «100 مليون صحة» وذلك منذ بداية شهر سبتمبر 2021 وحتى اليوم، وأن المبادرة تعمل من خلال 3601 وحدة رعاية أولية على مستوى الجمهورية، وتهدف إلى التشخيص المبكر وعلاج الأمراض المزمنة وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين فى الفئة العمرية أكبر من 40 عاماً، إضافةً إلى المواطنين فى الفئة العمرية من 18 عاماً ممن لديهم تاريخ مرضى بأمراض مزمنة، بالإضافة إلى فحص 267 ألف مولود، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثى الولادة، تحت شعار «100 مليون صحة»، وذلك منذ انطلاق المبادرة فى 13 يوليو 2021 وحتى اليوم، بهدف الوصول إلى جيل صحى وخالِ من مسببات الإعاقة.

 وأوضح د. حسام عبدالغفار أن المبادرة تعمل حالياً فى مرحلتها الأولى والتى تستهدف الكشف عن 19 مرضًا وراثيًا لدى الأطفال المبتسرين، بحضانات مستشفيات وزارة الصحة والسكان، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية إجراء المسح الطبى لجميع الأطفال حديثى الولادة، بكافة الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية. وأن الأمراض الـ 19 التى يتم الكشف عنها، تشمل (قصور الغدة الدرقية الخلقي، تضخم الغدة الكظرية الخلقي، أنيميا الفول، التليف الكيسي، الفينيل كيتونوريا، نقص رباعى هيدروبيترين، ارتفاع حمض جلوتاريك بالدم، ارتفاع حمض أيزوفاليريك بالدم، مرض البول القيقبي، ارتفاع التيروزين فى الدم – النوع الأول- ارتفاع الجالاكتوز فى الدم، ارتفاع هوموسيستين بالبول، ارتفاع الأرجينين بالدم، ارتفاع السيترولين بالدم، نقص الأورنيثين ناقل الكربامويل، أكسدة الأحماض الدهنية، نقص إنزيم البيوتينيداز).

وأضاف: المبادرات تعمل وفقا للمخطط وهناك متابعه لها بشكل لحظى وهناك إقبال من المواطنين وثقة فى أدائها وخدماتها فعلى صعيد خدمات الصحة الإنجابية مثلا نجد تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لـ 901 ألاف و905 سيدة من المنتفعات من خلال الحملات التنشيطية وقوافل الصحة الإنجابية، والزيارات بالعيادات المتنقلة للمناطق النائية، لاستهداف المناطق ذات المؤشرات المنخفضة فى استخدام الوسائل والمناطق الأولى بالرعاية، خلال الربع الأول من العام الحالى 2023. بالإضافة إلى تسجيل زيارات لـ 5 ملايين و665 ألفا و778 سيدة للوحدات الصحية بجميع محافظات الجمهورية للحصول على وسيلة لتنظيم الأسرة من ضمنهن 600 ألف و461 زيارة منتفعة لأول مرة، وذلك خلال الفترة من شهر يناير وحتى شهر مارس 2023. وهذا الإقبال من المواطنين هو أفضل رد على أى شائعات فالدولة المصرية وضعت صحة المواطنين من أولوياتها ولا تنازل عن تحقيق الأهداف التى وضعت ولم ننتظر حتى يتم تطبيق كامل لمنظومة التأمين الصحى الشامل، وإنما يتم التطوير جانبا إلى جنب تطبيق المنظومة حتى يحصل المواطن على خدمة طبية جيدة فى أى مكان على أرض مصر وإذا كان هناك بعض التقصير فى أى جانب علينا النظر أين كنا وما حدث فى وقت قصير يعد إنجازا يشهد له العالم، ولكننا نتطلع للأفضل.