بدأت أنظار اتحاد كرة القدم تلتفت إلى الكنز المفقود والمهدر منذ سنوات طويلة دون أن تستفيد منه الساحرة المستديرة المصرية، والمتمثل في «مزدوجي الجنسية» من اللاعبين المصريين المحترفين بدوريات أوروبا.
ومن أبرز خسائر كرة القدم المصرية، نجم نادي روما ومنتخب إيطاليا، ستيفان شعراوي، المولود لأب مصري وأم إيطالية وفشلت كل محاولات إقناعه بتمثيل الفراعنة لأسباب عدة، بينما آخر الخسائر هو زياد محمد، هداف فريق الشباب بنادي الزمالك، الذي ذهب لتمثيل منتخب الجزائر، فهو من أب مصري وأم جزائرية، وذلك عقب استبعاده من منتخب مصر تحت 17 عاما.

محمد هلال

زياد محمد شارك مع شباب الزمالك فى 13 مباراة، أحرز 8 أهداف وصنع 10 آخرين، ومع منتخب الجزائر شارك فى 15 مباراة، أحرز 6 أهداف وصنع 3 آخرين، وتوج بكأس العرب وقدم أداء مميزا بكأس أمم إفريقيا للناشئين.
محمد غرابة، مدير منتخب مصر الأول لكرة القدم، كشف عن أن اتحاد الكرة وبتوصية من مدرب الفراعنة، البرتغالي روي فيتوريا، فتح قنوات اتصال مع قائمة تضم 45 لاعبا محترفا فى أوروبا من حاملي الجنسية المصرية إلى جانب جنسية بلد آخر وذلك بهدف الاستفادة منهم فى تدعيم صفوف المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية.
أوضح غرابة أن اتحاد الكرة على تواصل مع 45 لاعبًا شابًا فى أوروبا يحملون الجنسية المصرية، وأعمارهم تتراوح ما بين 16 و22 عامًا، حيث يتم النظر إليهم باعتبارهم مستقبل الفراعنة.
ولم يكشف مدير منتخب مصر عن أسماء هؤلاء اللاعبين؛ إلا أن مصادر من داخل اتحاد الكرة كشفت لـ«أكتوبر»، عن أن أبرز الأسماء المطروحة هو اللاعب هيثم حسن المحترف بنادي فياريال الإسباني، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والمصرية، فوالده مصري الجنسية ووالدته تونسية فرنسية.
يجيد هيثم حسن اللعب فى مركز الجناح الأيمن وسبق له تمثيل عدد من الأندية الفرنسية والإسبانية، كما مثل منتخبات فرنسا للناشئين والشباب.
اللاعب البالغ من العمر 21 عاما رحب بإمكانية اللعب لصالح منتخب مصر الأولمبي –تحت 23 عاما-، ويريد تأجيل تمثيل المنتخب الأول إلى وقت لاحق أملًا فى لفت أنظار منتخب فرنسا الأول والحصول فرصة لتمثيله.
كذلك هناك مصطفى أشرف لاعب بروسيا مونشِنجلادباخ الألماني، البالغ من العمر 17 عاما ويجيد اللعب فى مركز خط الوسط، بجانب آدم طلبة، لاعب وسط فريق بوخوم الألماني، والمهاجم عبد الله الشعراوي، لاعب تريفال فالديرس الإسباني.
ويحاول اتحاد الكرة إعادة الثلاثي المستبعد فى وقت سابق من منتخب مصر تحت 17 عاما، سليم طلب، لاعب وسط فريق هيرتا برلين الألماني، أمير صالح، مدافع أوتريخت الهولندي، وكريم أحمد، جناح ليفربول الإنجليزي.
ومن بين الأسماء المرشحة أيضاً؛ بلال موسى مهاجم زفولة الهولندي تحت 19 عاما، وأمير صالح جناح أوتريخت الهولندي تحت 17 عاما، الذي لفت أنظار منتخب المغرب بعدما ساهم فى تسجيل 24 هدفا خلال 25 مباراة هذا الموسم.
ويواجه اتحاد الكرة عقبة كبرى لإقناع هؤلاء اللاعبين بتمثيل منتخبات مصر، نظرًا لأن جميعهم يعول على تمثيل منتخبات أوروبية كبرى يحملون جنسيتها مثل فرنسا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وغيرها، بجانب المنافسة الشرسة من بعض المنتخبات العربية مثل المغرب وقطر والجزائر والإمارات.
كما أن هؤلاء اللاعبين عاشوا أغلب فترات عمرهم إن لم يكن منذ الولادة وحتى الآن فى أوروبا، وعودته إلى مصر لن تكون سهلة، وسوف يتوجب على اتحاد الكرة تقديم العديد من التسهيلات والإغراءات لإقناعهم بارتداء قميص الفراعنة.
ويعلق نجم غزل المحلة السابق، شريف الخشاب، على توجه اتحاد الكرة إلى «مزدوجي الجنسية» بأنه أمر طبيعي ولا عيب فيه، قائلاً: «لا تجنيس هنا.. هؤلاء لاعبون مصريون سواء من الأب أو الأم، ويحق لهم تمثيل المنتخبات الوطنية كما يحق لمصر الاستفادة منهم».
وأضاف: «هناك الكثير من المنتخبات سواء الأوروبية أو العربية لجأت للاستعانة بأبنائهم من مزدوجي الجنسية أمثال ألمانيا وإيطاليا والمغرب والجزائر وغيرهم».
وتابع الخشاب: «نرفض التجنيس بالتأكيد لأنه يلغي الانتماء الوطني ويقلص فرص اكتشاف المواهب المصرية ومنحها الفرصة اللازمة».
وأردف: «مزدوجو الجنسية هم مصريون وليس أجانب، ولكن يجب أن تكون لديهم الرغبة من داخلهم لتمثيل منتخب مصر وبذل أقصى مجهود لديهم للدفاع عن ألوان قميصه، ولا يأتون إليه لمجرد أن أبواب المنتخبات الكبرى أغلقت فى وجوههم، ويجب على اتحاد الكرة استدعائهم بكل كبرياء لا عن طريق تقديم التنازلات».
يشار إلى أن هناك لاعبين يحملون الجنسية المصرية فى المنتخبات والأندية العربية وبالتحديد الخليجية منها، مثل الإمارات والسعودية والكويت وكذلك المنتخب القطري الذي ساهموا فى تتويجه بكأس أمم آسيا 2019 لأول مرة فى تاريخه.