رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

للمرة الثالثة القاهرة.. قلب إفريقيا النابض

343

تامر عبدالفتاح

للمرة الثالثة، استضافت شرم الشيخ الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي، والتي تمثل الحدث الاقتصادي الإقليمي الأبرز، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، والمؤسسات الإقليمية المختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، وممثلي القطاع الخاص، والأكاديميين وشركاء التنمية من الدول الأعضاء في مجموعة بنك التنمية الإفريقي.

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمته خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقى، إن التحديات المتصاعدة والمتشابكة، التي تواجهها دول العالم لا تخفى على أحد، فمع ظهور بوادر التعافى من الآثار السلبية، لجائحة «كوفيد -19» على الاقتصاد العالمي جاءت الإزمة «الروسية – الإوكرانية»، والتوترات السياسية الدولية، لتضيف إلى المشهد العالمي، تعقيدات غير مسبوقة تظهر آثارها فى اضطرابات حادة، فى سلاسل التوريد العالمية، وموجات تضخمية جارفة.

تحديات داخلية

وأضاف الرئيس السيسي أن هذا المشهد انعكس، بشكل أكثر قوة، على اقتصادات الدول النامية، وعلى رأسها، اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني فى الإصل، من تحديات داخلية عدة مما يتطلب أفكارا غير تقليدية، للبحث عن حلول تمويلية، تساهم فى دفع عجلة المشروعات الإكثر إلحاحا خاصة فى مجالات مواجهة تحديات التغيرات المناخية، والتنمية المستدامة.

وأشار إلى حجم بعض الاحتياجات التمويلية، لدول القارة الإفريقية، طبقاً لتقديرات الإمم المتحدة، وبنك التنمية الإفريقى ونذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر: «200» مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، و»144» مليار دولار سنويا لمعالجة الآثار السلبية لجائحة «كوفيد-19»، «108» مليارات دولار سنويا لتمويل مشروعات تهيئة ورفع مستوى البنية التحتية.

وقال الرئيس السيسي: «هنا تبرز أهمية هذه الاجتماعات، ودور بنك التنمية الإفريقى، فى توفير الحلول التمويلية الملائمة، لاحتياجات دول القارة التي تحقق المعادلة الصعبة، بين توفير التمويلات الضخمة، اللازمة لتحقيق التطلعات التنموية من جانب، وخفض مخاطر هذه التمويلات من جانب آخر عن طريق بناء هياكل مالية مناسبة، تحفز المؤسسات التمويلية متعددة الإطراف، على ضخ المزيد من الاستثمارات، فى شرايين الدول الإفريقية».

المؤسسات التمويلية

ودعا الرئيس السيسي المؤسسات التمويلية متعددة الإطراف، إلى إعادة النظر فى المعايير والشروط، التي تؤهل الدول للحصول على قروض ميسرة بحيث تكون متاحة للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، على حد سواء خاصة فى ظل تصاعد تكلفة الاقتراض، وزيادة أعباء خدمة الدين وما له من انعكاسات سلبية، على الموازنات المالية لتلك الدول.

وأضاف أن إشكالية التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية، لا تنحصر فى نطاق دولة دون غيرها، أو إقليم بعينه وإنما هي قضية وجودية، ينبغي أن تأتي على رأس الإولويات الاستراتيجية، لجميع دول العالم.

وأكد الرئيس السيسي أنه على عكس ما قد يعتقده البعض، فإن الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، تتزايد على الدول الإقل نموا وهو ما يظهر بوضوح فى دول القارة الإفريقية، حيث تؤدى هذه التغيرات، إلى ارتفاع معدلات الجفاف، واتساع رقعة التصحر، وتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية.

وتابع أن التقديرات تشير إلى أن المخاطر المرتبطة بالجفاف فقط، فى دول القارة الإفريقية، أدت إلى خسائر تجاوزت قيمتها «70» مليار دولار، فضلا عن تسببها، فى خفض نمو الإنتاجية الزراعية للقارة بنحو «34%» وتقدر الاحتياجات التمويلية، لمواجهة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية فى أفريقيا، بنحو «3» تريليونات دولار، حتى عام 2030.

وأضاف: تجدر الإشارة إلى النتائج الإيجابية، لمخرجات وتوصيات قمة الإمم المتحدة للمناخ  «COP-27»، التي ترأستها مصر العام الماضي ويأتي فى مقدمتها، الاتفاق على إنشاء صندوق، مخصص لتوفير التمويل اللازم، لتعويض الخسائر والإضرار، للدول المتضررة من الفيضانات والجفاف، والكوارث المناخية الإخرى.

تحفيز القطاع الخاص

وقال الرئيس السيسي إن معطيات الواقع الاقتصادي، تفرض ضرورة تحفيز القطاع الخاص، للاضطلاع بدور أكبر، فى توفير التمويل اللازم، للنهوض بالمشروعات صديقة البيئة مع تكثيف آليات استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وإقرار السياسات والإجراءات اللازمة لذلك.

وأضاف أن مصر تولي اهتماما بالغا بالبعد البيئي، حيث أصدرت الحكومة المصرية عام 2021، الإصدار الإول من دليل معايير الاستدامة البيئية، تحت مسمى «الإطار الاستراتيجي للتعافى الإخضر»، وذلك بهدف توفير الإرشادات اللازمة، لدمج معايير التنمية المستدامة فى الخطط التنموية، بما ينعكس بالإيجاب، على جودة الحياة وعملية التنمية.

ولفت إلى أن فعاليات النسخة الحالية، من الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي تمثل فرصة مميزة، لتبادل المعرفة والخبرات، وتوفير الدعم الفني اللازم لمواجهة تداعيات التغير المناخي مع طرح أجندة واضحة، وفقا لجدول زمني، لتحديد سبل وآليات التعامل مع مختلف التحديات، التي تواجهها دول القارة الإفريقية، وصولا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بشكر بنك التنمية الإفريقى، على جهوده الملموسة، فى تمويل المشروعات التنموية، فى مختلف أنحاء القارة والتى تجعلنا نتطلع للمزيد، من الشراكات الناجحة، مع المؤسسات التمويلية متعددة الإطراف لتحقيق تطلعات شعوبنا، نحو النماء والتقدم والازدهار.

الخبرات المصرية

وعلى هامش الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس عثمان غزالي، رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي.. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف الإصعدة، حيث أكد الرئيس السيسي استعداد مصر لنقل تجربتها فى رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى شقيقتها جزر القمر، فضلاً عن تفعيل أطر التعاون المشترك فى شتى المجالات، لاسيما فى ظل الروابط التاريخية التي تجمع مصر مع جزر القمر على المستويين العربي والإفريقي، بالإضافة إلى الجذور الممتدة بين الشعبين الشقيقين فى ضوء العدد الكبير للدارسين الوافدين من جزر القمر فى مصر.

من جانبه، أعرب رئيس جزر القمر عن تقدير بلاده الكبير لمصر قيادة وشعباً ولدورها الرائد فى القارة الإفريقية، مؤكداً الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الإفريقي المشترك وقيادة دفة الاتحاد الإفريقي، خاصةً فى ضوء تولي بلاده حالياً لرئاسة الاتحاد، الإمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله مصر فى المنطقة والقارة بأسرها على صعيد صون السلم والإمن، ودعم تطلعات الشعوب الإفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار.

كما تبادل الرئيسان الرؤى حول عدد من القضايا الإفريقية المطروحة على الساحة، واتفقا على مواصلة التشاور بشأن سبل إيجاد حلول للأزمات الإفريقية.

تعزيز العلاقات

وفى شرم الشيخ، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس إيمرسون منانجاجوا، رئيس جمهورية زيمبابوي، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد الإهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات التي تربطها بشقيقتها زيمبابوي فى مختلف المجالات، لاسيما التبادل التجاري والاستثمار، سواء على المستوى الثنائي أو فى إطار تجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا «كوميسا»، إلى جانب التعاون الفني وبناء القدرات ودعم البنية التحتية، فضلاً عن حرص الرئيس السيسي على تعظيم التنسيق والتشاور مع الرئيس «منانجاجوا» فيما يتعلق بسبل تعزيز دفة العمل الإفريقي المشترك، بما يساهم فى تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الإفريقية.

من جانبه؛ أكد الرئيس الزيمبابوي تطلع بلاده لتطوير مسار العلاقات الثنائية ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين على شتى الإصعدة رسمياً وشعبياً، خاصةً فى المجالين الاقتصادي والتجاري، مثمناً الدور الفاعل للرئيس السيسي فى معالجة القضايا الإفريقية، لاسيما فى إطار جهود دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والإمن بها، ومؤكداً تطلع بلاده لتعزيز التكامل مع مصر لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها القارة، والتي تتطلب تضافر الجهود الإفريقية من خلال تفعيل آليات العمل الإفريقي المشترك، خاصةً على صعيد الاتحاد الإفريقي.

وأيضا على هامش الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي فى شرم الشيخ مع جيرفيه ندير أكوبوكا، رئيس وزراء بوروندي.. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الجانبين أعربا عن رضاهما عن المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد فى الفترة الإخيرة تقدماً ملموساً، كما تقدم رئيس الوزراء البوروندي بالشكر للرئيس السيسي على دعم مصر المتواصل لبلاده على صعيد احتياجاتها التنموية وبناء قدرات الكوادر البوروندية، فضلاً عن مساندة بوروندي فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق المتبادل بين الدول الإفريقية الشقيقة.

كما شهد اللقاء التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بمنطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل.

الملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الإفريقي

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى شرم الشيخ مع موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد التباحث بخصوص أبرز الملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الإفريقي، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والإمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد، حيث تم التوافق على استمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين فى هذا الصدد، فى ضوء كون مصر إحدى الركائز الإساسية المهم لدفع العمل الإفريقي المشترك، وسعياً نحو تعظيم الاستفادة من الدور المصري السياسي والتنموي، بما يخدم مصالح القارة الإفريقية على نحو فعال.

دعم مبادرات تطوير التنمية في إفريقيا

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي فى شرم الشيخ مع ناردوس بيكيلي توماس، المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية «نيباد».

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد متابعة الموقف التنفيذي لأولويات الرئاسة المصرية الحالية للنيباد، والتي تمثل الذراع التنموية للاتحاد الإفريقي، وذلك خلال الفترة من ٢٠٢٣-٢٠٢٥، خاصةً ما يتعلق بحشد الموارد المالية التي تُمكِن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة إفريقيا التنموية 2063، فضلاً عن تعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج القاري، بما فيها اتفاقية التجارة الحرة القارية، بالإضافة إلى دعم المبادرات الهادفة إلى تطوير التنمية فى إفريقيا، خاصة مشروعات البنية التحتية والتحول الصناعي.

زيادة الاستثمارات بين دول الكوميسا

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى شرم الشيخ مع شيليشي كابويبوي، سكرتير عام منظمة الكوميسا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول متابعة تنفيذ أهم الإولويات الموضوعية للرئاسة المصرية الحالية للكوميسا، بما فيها تعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وتعظيم التكامل الصناعي، وزيادة الاستثمار فى البنية التحتية العابرة للحدود ومشروعات الربط، والتركيز على التعاون فى مجالات التحول الرقمي.

كما تم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية تسليم رئاسة الكوميسا من مصر إلى شقيقتها.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.